الداخل المحتل / PNN – انتقدت الأجهزة الأمنية في إسرائيل قرار إبقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر؛ لأنه “يقلل ويؤخر بشكل كبير” فرص إبرام اتفاق لتبادل أسرى، معربة عن “إحباطها العميق” من سلوك حكومة بنيامين نتنياهو، حسب إذاعة الجيش الاثنين.
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، فيما قالت حركة “حماس” إنهم قُتلوا في قصف إسرائيلي.
ومنذ هذا الإعلان يتصاعد غضب ضد نتنياهو، إذ تظاهر نحو 770 ألف إسرائيلي مساء الأحد للمطالبة بتبادل أسرى واستقالة الحكومة، ويعم اسرائيل اليوم الاثنين إضراب عام واحتجاجات، تضامنا مع عائلات الأسرى.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الاثنين إن “الأجهزة الأمنية في اسرائيل أعربت عن إحباطها العميق من سلوك المستوى السياسي (الحكومة) فيما يتعلق بصفقة المختطفين (الأسرى)”.
وتحتجز تل اسرائيل في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما أعلنت “حماس” مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
وأضافت الإذاعة أن “التقييم في المؤسسة الأمنية هو أن نافذة الوقت للتوصل إلى اتفاق لم تنغلق، ولكن اليوم سيكون تنفيذ الاتفاق أكثر تعقيدا مقارنة بما كان عليه قبل شهرين، عندما كانت الفرص أعلى”.
واعتبرت أن “فرص التوصل إلى اتفاق في يوليو/تموز الماضي كانت أعلى مما هي عليه اليوم”.
وآنذاك، وافقت حماس على مقترح اتفاق، لكن نتنياهو تراجع عنه وطرح شروطا جديدة تماهت معها الولايات المتحدة، وفق الحركة.
وزادت إذاعة الجيش بأن “حقيقة أن 4 من المختطفين المقتولين (بين الستة) كان من المقرر إطلاق سراحهم بموجب صفقة إنسانية، يزيد من تعقيد المفاوضات”.
و”يرى المسؤولون الأمنيون أن قرار (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية) الكابينت الخميس الماضي بالبقاء في محور فيلادلفيا يقلل ويؤخر بشكل كبير فرص التوصل إلى اتفاق”، حسب الإذاعة.
واستدركت: “ولكنهم لا يستبعدون أيضا احتمال موافقة حماس على التنازل عن هذه القضية مقابل أثمان أخرى ستضطر إسرائيل إلى دفعها”.
وتصر “حماس” على إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى شمال وجنوب.
والأحد، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عبر بيان، إلى تراجع “الكابينت” عن قراره إبقاء الجيش في محور فيلادلفيا.
بينما عارض وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش الانسحاب من فيلادلفيا، وهددا بإسقاط حكومة نتنياهو.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه، ويطالبون باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم بن غفير وسموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينص على انسحاب كامل للجيش و/ أو إنهاء الحرب على غزة.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة، خلَّفت قرابة 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.