إسرائيل تُحرّض على مستشفيات غزة.. وطبيب نرويجي يُكذّب روايتها

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
وقّع عشرات الأطباء الصهاينة في إسرائيل على عريضة طالبوا فيها الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي بقصف المستشفيات في غزة. معلنين عن إطار تحت عنوان “أطباء من أجل الجنود”.

ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني والمتحدثين باسمه التحريض على المستشفيات بشكل مستمر، آخرها ما عرضه هذا المساء بالتحريض على المستشفى الإندونيسي ومستشفى حمد. مع الإشارة إلى أن أطباء وصحف عالمية أكدت كذب مزاعمهم السابقة، وزيف الأدلة التي يستخدمها الاحتلال.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أن العدوان تسبب حتى اليوم باستشهاد 175 كادرا طبيا، وتدمير 31 سيارة إسعاف، فضلا عن استهداف 110 مؤسسات صحية، وإلحاق دمار بها، وإيقاف 16 مؤسسة صحية عن الخدمة و32 مركز للرعاية الأولية بسبب القصف أو نفاد الوقود.

طبيب نرويجي يُكذّب رواية إسرائيل

وكان الطبيب النرويجي المختص بالتخدير والطوارئ مادس جيلبرت – الذي عمل في مستشفى الشفاء بقطاع غزة لمدة 16 عاماً – أكد في وقت سابق أن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها حول وجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.

“وجود قاعدة عسكرية بمستشفى الشفاء كذبة إسرائيلية”..
في مقابلة مع وكالة الأناضول، نفى الطبيب النرويجي مادس غيلبرت، الذي عمل طوال 16 عاماً في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بشأن استخدام المستشفى كمركز عسكري للمقاومة الفلسطينية.
شاهدوا ما قاله: pic.twitter.com/arMb5M4biY

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 2, 2023

ونقلت الأناضول عن الطبيب قوله: “علينا أن نسأل الإسرائيليين إذا كانوا متأكدين من وجود قاعدة عسكرية في مستشفى الشفاء، أين كانوا منذ 16 عاما؟ أين الدليل؟ أين الصور؟”.

وأردف: “عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عامًا، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديو، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قاعدة عسكرية مطلقًا”.

وتابع: “لماذا لم يقدم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أي دليل؟ هذا يذكرني بموقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة على أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل. هذه كلها أكاذيب حرب، وإسرائيل مدمنة على الكذب”.

تاريخ صهيوني طويل باستهداف المستشفيات

وذكر جيلبرت أن لإسرائيل تاريخا طويلا في مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في قطاع الصحة والعيادات الصحية الأساسية، مبينا أنه رأى هجمات إسرائيل على المرافق الصحية لأول مرة عندما جاء إلى غزة عام 2006.

وانتقد الطبيب النرويجي الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المستشفيات في غزة، مشدد على أن “أي شخص عادي صاحب ضمير ووجدان لا يهاجم المستشفيات”.

وأكد أن منظمة الصحة العالمية وثقت أكثر من 100 هجوم على المرافق التي تقدم الخدمات الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

تغطية صحفية: “جانب من الغارات التي نفذها طيران الاحتلال في محيط مستشفى القدس في تل الهوا.”#غزة_تحت_القصف #GazaGenocide pic.twitter.com/jj27Mtjatz

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 3, 2023

وتابع: “لم يقصفوا المستشفيات فحسب، بل قصفوا أيضًا المدنيين والمباني والمدارس والمساجد والكنائس وأنابيب المياه وقوارب الصيد وكل ما يخص المجتمع، لأنهم ربما يريدون كسر صمود الفلسطينيين وتخويفهم”.

وعن الهجمات الإسرائيلية قال: أي نوع من الناس هؤلاء الذين يحاولون جر الناس إلى الجوع والعطش؟ ثم قصفوا المدنيين والعزل والمستشفى.. في رأيي هذا ليس مجرد جريمة حرب فحسب، بل هو جريمة ضد الإنسانية، جريمة ضد القيم الأساسية التي يجب أن نتحلى بها جميعا.

حماس تدعو الأمم المتحدة للتحقيق

من جانبها دعت حركة حماس الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات بغزة والتحقق من رواية الاحتلال الكاذبة والزاعمة باستخدامها مواقع للمقاومة.

وقالت حماس في بيان لها، مساء اليوم الأحد: إن ما ساقه الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني، في مؤتمره الصحفي، مجرّد كذِب وفبركات إعلامية وافتراءات مفضوحة، في إشارة إلى تلفيقات الاحتلال عن المستشفى الإندونيسي ومستشفى حمد بغزة.

وأكدت حماس أن الاحتلال يحاول تبرير تهديدهم باستهدافهم للمستشفى الإندونيسي والمستشفى القطري شمال قطاع غزة، أن حماس بَنَتْ تحتهما أنفاقاً وأنها تستخدمهما ساتراً لإطلاق الصواريخ. مشددة على أن ذلك أكذوبة لتبرير جرائمهم التي يندى لها جبين البشرية بحق المدنيين والجرحى.

وأكدت أن مزاعمه بوجود فتحة نفق في المستشفى الإندونيسي، ما هي في الحقيقة إلا مخزن وقود للمستشفى، والخرائط الهندسية والصور تثبت ذلك.

وأضافت أن زعمه بوجود نفق في مستشفى حمد، إنما هو غرفة أسفل المستشفى للمضخات ومولدات الكهرباء، ووجود مدخنة للتهوية بجانب الغرفة إضافة إلى مخططات المستشفى يكذّب ذلك.

وبينت حماس أن ما يؤكّد أكاذيب المتحدث باسم حيش العدو ويفضحها استهدافهم لأكثر من 100 مستشفى ومركز طبي، وإخراجهم لنحو 16 مستشفى عن الخدمة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه حتى الحدود المصرية.

وشددت على أن ما تذرُّع المدعو باستهداف جيشه النازي لمراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات المحمية دولياً، بأنهم اتصلوا هاتفياً في إدارة تلك المراكز وطلبهم منهم إخلاءها تحت تهديد القصف، إلا وقاحة وقبح وساديّة.

وأشارت إلى أن هؤلاء النازيين الجدد دمروا نحو ربع مليون وحدة سكنية، وهجّروا سكانها من العائلات والأطفال، ولاحقوهم في مراكز الإيواء بالتهديد والقصف كما حصل في مجزرة المعمداني، ومجزرة مدرسة أسامة بن زيد، ومجزرة مدرسة الفاخورة، وما ذلك إلا لتهجير شعبنا من أرضه وفق مخططاتهم النازية الصهيونية.

جرائم إبادة جماعية

وأصبحت 16 مستشفى من أصل 35 متوقفة عن العمل، وخرجت عن الخدمة في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي، أو نفاد الوقود. كما قصفت قوات الاحتلال منازل العديد من الأطباء والطواقم الطبية على رؤوس قاطنيها في جرائم وحشية غير مسبوقة بالتاريخ.

⭕️صورة |
سيارة الإسعاف المستهدفة أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي .#غزة_العزة #غزه_تقاوم pic.twitter.com/0xDhsmjSiw

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 3, 2023

وتتعرض المستشفيات للتهديدات من الاحتلال يومياً لإخلائها، إضافة للقصف المتعمد للمستشفيات أو في محيطها أيضاً، والذي يؤوي آلاف المواطنين، حيث ارتكب مجزرة في قصف المستشفى المعمداني، في حي الزيتون بمدينة غزة في السابع عشر من الشهر الجاري، أسفرت عن ارتقاء أكثر من 500 شهيد وإصابة المئات من أبناء شعبنا.

كما اقترفت قوات الاحتلال الصهيوني الجمعة الماضي 4 نوفمبر مجزرة باستهداف سيارة إسعاف وتجمعا للمواطنين النازحين على بوابة مجمع الشفاء الطبي بغزة، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى.

وتكرر منذ بدء العدوان قصف قوات الاحتلال سيارات الإسعاف خلال عملها، فيما قصفت المستشفى المعمداني والمستشفي الإندونيسي ما أدى إلى استشهاد عدد من الطواقم الطبية وإصابة آخرين إلى جانب مئات المواطنين.

 

المحتوى ذو الصلة