رام الله /PNN- رصدت الحملة الأكاديمية الدولية، جوانب من انتهاكات وملاحقة الاحتلال للقطاع الأكاديمي الفلسطيني للفترة ما بين أيار وتموز في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية.
وأشار التقرير الذي صدر، اليوم السبت، إلى أنه في الأسابيع الأخيرة ارتفع عدد الشهداء الأكاديميين من باحثين ورؤساء جامعات ودكاترة ومحاضرين إلى أكثر من 115 شهيدا، بينهم 15 دكتورة وأكاديمية، وذلك مع رصد وتسجيل كوكبة جديدة من بينهم استشهاد الدكتور أسامة نوفل، مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد في غزة، بمجزرة مواصي خان يونس.
كما تم كشف النقاب عن استشهاد الدكتورة إسلام جميل الطهراوي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وكانت محاضرة ورئيسة قسم الإشراف الميداني بالجامعة الإسلامية في غزة، والدكتورة البروفيسورة ختام الوصيفي رئيسة قسم الفيزياء في الجامعة الإسلامية في غزة، ونائبة عميد كلية العلوم فيها، صاحبة 60 بحثا في الكهرباء المغناطيسية والكثير من الأبحاث في البصريات الالكترونية، وكانت حازت على لقب امرأة فلسطين في المجال الفكري عام 2022، وقد استشهدت في غارة مع زوجها وعدد من أبنائها خلال تموز الجاري، كما استشهد الدكتور بجامعة القدس المفتوحة أنور نصار في 15 تموز الماضي، مع نجله أحمد بعد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات، وفي اليوم ذاته تم الإعلان عن استشهاد الدكتور إياد زكي عقل من النصيرات متأثرا بجروحه إثر قصف الاحتلال لمنزله.
وتم الكشف عن استشهاد الأستاذ سمير أحمد حسين الترتوري في 29/4 بمدينة غزة، أستاذ ورئيس قسم بمعهد الأزهر الديني، ويوم 22/7 تم الإعلان عن اغتيال واستشهاد الناشط الإعلامي والباحث السياسي الدكتور حيدر إبراهيم، جراء قصف الاحتلال لخيمة داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، فيما أعلن عن استشهاد د. ممدوح أبو الحسنى أستاذ القانون في جامعة فلسطين ووالده واثنين من أبنائه في قصف استهدف منزله في شارع غزة القديم بمدينة جباليا في 15 أيار الماضي.
وفي 13 تموز الماضي، تم الإعلان عن استشهاد الدكتورة وهيبة آيت مزغات، المنحدرة من ولاية البليدة الجزائرية في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، والشهيدة تعمل أستاذة جامعية وهي زوجة الأستاذ الفلسطيني ماهر أبو مطلق، فيما استشهد المرشد التربوي جهاد شلالدة من سكان بلدة سعير يوم 22 تموز الماضي.
وقالت الحملة الأكاديمية الدولية في تقريرها، إنه بسبب العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية فقد حرم الاحتلال حوالي 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، وتم استهداف قرابة (278) مبنى للمدارس، وتم تدميرها بشكل كامل أو جزئي وخرجت عن أداء رسالتها التعليمية، وإلحاق أضرار بها من أصل (309) مدارس، فيما خرجت مؤسسات التعليم العالي وجميع الجامعات عن الخدمة، حيث دمرها الاحتلال بشكل كلي أو جزئي، والمدارس المتبقية أصبحت مراكز إيواء لعشرات آلاف النازحين قسرا، وهناك أكثر من 630 ألف طالب وطالبة حرموا من العملية التعليمية منذ بداية العدوان، في حين يواصل الاحتلال اعتقال 55 من طلبة الثانوية العامة في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى تعطل الحياة الأكاديمية في الجامعات، طالت نحو 88 ألف طالب وطالبة ملتحقين في مختلف الجامعات في قطاع غزة، سواء أكانت الجامعات خاصة أم حكومية، وتم تدمير أكثر من 31 مبنى لهذه الجامعات، وأكثر من 80% منها أصبحت غير صالحة لمواصلة مسيرة التعليم الجامعي.
وذكر التقرير انه وبحسب بيان لوزارة التربية والتعليم العالي في تموز، فإن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في غزة منذ بداية العدوان نحو 10000 بينما أصيب أكثر من 14600 طالب إضافة إلى 400 معلم، وفي الضفة الغربية، استُشهد 103 طلاب وأصيب 511 آخرون، كما تم اعتقال نحو 400 طالب. وتأتي حملات الاعتقال المستمرة إلى جانب استشهاد 430 من طلبة الثانوية العامة في غزة، و20 آخرين من الضفة خلال العام الدراسي الحالي، فيما لا تزال القدس مستهدفة بكل مكوناتها الوطنية ومنها أسرلة المناهج واستهداف المعلم والطالب والمدرسة.
وتناول التقرير مواصلة سلطات الاحتلال سياسة ملاحقة الطلبة بالاعتقالات، والتي شملت اعتقال المئات منهم والتنكيل بهم ومن ثم تحويلهم مباشرة للاعتقال الإداري العنصري، واستهدفت النقابيين وأبرز القيادات الطلابية في كل من جامعة بيرزيت، والنجاح، والخليل، والبوليتكنيك، والقدس، والعربية الأمريكية، وخضوري، وبيت لحم، وفلسطين الأهلية، وغيرها بينهم منسقو كتل طلابية، وأعضاء مجالس اتحاد الطلبة، وطالت حملات الاعتقال ثلة من طالبات الجامعات بعضهن أسيرات محررات، حيث يخضعهم الاحتلال لظروف اعتقال قاسية، وتسبب ذلك في خسارة أكاديمية كبيرة تتراوح ما بين فصل دراسي وثلاثة فصول لعدد من الطلبة، ويتعرضون للتنكيل والتعذيب بما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.