[[{“value”:”
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام
قضت محكمة العمل الإسرائيلية، عصر اليوم الاثنين، بإنهاء الإضراب العام الذي دعا إليه “الهستدروت” بدعم شركات صناعية كبرى ورواد أعمال في قطاع التكنولوجيا المتطورة في إسرائيل.
وشهدت عدة مناطق وقطاعات في إسرائيل إضراباً استجابة لدعوة أكبر نقابة عمالية في دولة الاحتلال، فيما كان مئات آلاف الإسرائيليين قد شاركوا في تظاهرات ضخمة في تل أبيب ومناطق أخرى، الليلة الماضية، متهمين نتنياهو بالتخلي عن الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وتسببه في مقتلهم بسبب تعنته في مفاوضات الصفقة.
وتعطلت خدمات عامة في المناطق التي شهدت التزاماً بالإضراب، إذ توقف مطار بن غوريون عن العمل لساعات، وتأثرت وسائل النقل العام التي تديرها شركات خاصة جزئياً، وأضرب العاملون في ميناء حيفا الرئيسي، في وقت لجأت الحكومة إلى المحكمة من أجل إلغاء الإضراب.
وأثار العثور على جثث 6 أسرى في نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم قتلوا قبل وقت قصير من الوصول اليهم، غضباً عارماً في “إسرائيل”، بما وصل إلى مسؤولين ورؤساء أحزاب وقادة سابقين، وسط اتهامات لنتنياهو بالتخلي عن المحتجزين وإفشال التوصل إلى اتفاق لصالح المحافظة على ائتلافه الحكومي.
وفي أعقاب قرار محكمة العمل، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في بيان “قبلت المحكمة موقفنا، وقررت أن إضراب الهستدروت كان سياسياً وغير قانوني”.
وتابع “لا يمكن الإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي وخدمة مصالح (زعيم حماس يحيى) السنوار وحماس”.
من جهته، أمر رئيس الهستدروت أرنون بن دافيد، بوقف الإضراب والعودة إلى العمل، قائلاً: “نحن في دولة قانون وسنحترم قرار المحكمة. أدعو جميع العمال للعودة إلى العمل ووقف الإضراب الساعة 2:30… خطوة الإضراب مهمة وأنا أقف خلفها وأتحمل المسؤولية”.
وكان بن دافيد، قد قال مساء الأحد، لدى إعلان الإضراب: “وصلت إلى نتيجة بعد حديثي إلى عدة أشخاص وضباط، أن الصفقة لا تتقدّم بسبب حسابات سياسية. قررت أنه يجب التوقّف عن التخلي عن المختطفين (الأسرى في غزة) والنازحين، والاقتصاد، أريد إيقاف الشرخ في المجتمع الإسرائيلي”.
وأضاف: “توصّلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا وحده هو الذي يمكن أن يهز أولئك الذين يحتاجون إلى هزة هنا”، مشيراً إلأى إن الاعتبارات السياسية هي التي تعرقل صفقة التبادل مع المقاومة.
وأضاف ديفيد أن هذه الاعتبارات هي التي أدت لاستقبال جثث بدل الأسرى، ولذلك فإن الاقتصاد يجب أن يتوقف في “إسرائيل”، في إشارة إلى تصعيد النقابة في وجه الحكومة.
وبالتزامن مع الإضراب العام في إسرائيل، تظاهر أهالي الأسرى ومتضامنون معهم في أكثر من مدينة، وبادر المتظاهرون إلى إغلاق شوارع وتقاطعات مهمة في تل أبيب والقدس.
كما هددوا بتصعيد حراكهم الاحتجاجي حتى تستجيب حكومة نتنياهو لمطلبهم الوحيد، وهو توقيع صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس، والكف عن عرقلة الجهود المبذولة من أجل التوصل إليها.
وفي الأثناء، اشتبكت الشرطة مع متظاهرين من أهالي الأسرى ومتضامنين معهم وسط مدينة تل أبيب، حيث ردد المتظاهرون شعارات تندد بموقف حكومة نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وفي أول تعليق له بعد قرار محكمة العمل وقف الإضراب، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الإضراب في إسرائيل يمثل دعما للسنوار، وفقا لما نقلته عنه القناة الـ12 الإسرائيلية.
كما نقلت عنه صحيفة “إسرائيل اليوم” قوله إنه يريد “إعادة المختطفين، لكن هناك أماكن يجب ألا نتخلى عنها، وفيلادلفيا أنبوب أكسجين حماس”.
من جانبه، أكد مسؤول ملف التفاوض في حركة حماس د. خليل الحية، في تصريحات صحافية للجزيرة، أنه لن يكون هناك اتفاق دون الانسحاب الإسرائيلي من ممري فيلاديلفيا ونتساريم، ومعبر رفح.
وأضاف الحية أن حماس ليست معنية بالتفاوض على شروط رئيس نتنياهو الجديدة، محملا إياه مسؤولية اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، والسعي لنشر الحرائق في كل أنحاء المنطقة.
“}]]