بالتفاصيل.. هكذا بدأت الشكوك حول هجمات نورد ستريم

 ​  عادت نظرية التورط الأوكراني في التفجيرات التي طالت نورد ستريم 1 و2 قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، في سبتمبر الماضي، مجددا إلى الواجهة وبقوة هذه المرة، بعدما وجهت تقارير استخباراتية أميركية وأوروبية أصابع الاتهام إلى أنصار كييف.لكن الشكوك بدأت قبل ذلك بكثير، فقد بدأت التساؤلات منذ العام الماضي حين لم يجد المحققون أي دليل يربط الهجمات مباشرة بالحكومة الروسية.على الرغم من أن الولايات المتحدة وعدة دول أروبية سارعت إلى اتهام الكرملين بالانفجارات التي وقعت على خطي الغاز الشهيرين والتسربات التي لحقته، اثنتان في المياه السويدية الاقتصادية، واثنتان أخريان في مياه الدنمارك.لكن مع مرور الأسابيع لم يظهر أي دليل يدعم هذا الادعاء، وفقًا للعديد من المسؤولين المطلعين على التحقيقات والمراجعات الاستخباراتية الجارية، رغم أن بعض الدول ألمحت بأن لدى أوكرانيا الدافع لمهاجمة خطوط الأنابيب، من أجل تقوية العزيمة الغربية في مواجهة روسيا، وحثهم على دعمها عسكرياً بقوة أكبر.لا دليل قاطعاً.. ولكنولم يظهر كذلك في الوقت عينه أي دليل جنائي بحثي وقاطع من موقع الانفجار يربط بشكل ملموس التخريب بأي دولة، بحسب ما أكد 

عادت نظرية التورط الأوكراني في التفجيرات التي طالت نورد ستريم 1 و2 قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، في سبتمبر الماضي، مجددا إلى الواجهة وبقوة هذه المرة، بعدما وجهت تقارير استخباراتية أميركية وأوروبية أصابع الاتهام إلى أنصار كييف.

لكن الشكوك بدأت قبل ذلك بكثير، فقد بدأت التساؤلات منذ العام الماضي حين لم يجد المحققون أي دليل يربط الهجمات مباشرة بالحكومة الروسية.

على الرغم من أن الولايات المتحدة وعدة دول أروبية سارعت إلى اتهام الكرملين بالانفجارات التي وقعت على خطي الغاز الشهيرين والتسربات التي لحقته، اثنتان في المياه السويدية الاقتصادية، واثنتان أخريان في مياه الدنمارك.

لكن مع مرور الأسابيع لم يظهر أي دليل يدعم هذا الادعاء، وفقًا للعديد من المسؤولين المطلعين على التحقيقات والمراجعات الاستخباراتية الجارية، رغم أن بعض الدول ألمحت بأن لدى أوكرانيا الدافع لمهاجمة خطوط الأنابيب، من أجل تقوية العزيمة الغربية في مواجهة روسيا، وحثهم على دعمها عسكرياً بقوة أكبر.

لا دليل قاطعاً.. ولكن

ولم يظهر كذلك في الوقت عينه أي دليل جنائي بحثي وقاطع من موقع الانفجار يربط بشكل ملموس التخريب بأي دولة، بحسب ما أكد مسؤولون استخباراتيون.

إلا أن المزيد من المعلومات التي تمت مشاركتها مع المسؤولين في واشنطن وأوروبا بدأت تشير مؤخراً إلى أن مجموعة مؤيدة لأوكرانيا، ربما عملت دون معرفة كييف المباشرة، نفذت الهجوم، وفقًا لما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين مطلعين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

جانب من خط أنابيب نورد ستريم 1 على بحر البلطيق في ألمانيا (أرشيفية من رويترز)

اتصالات كشف الخطة

وفي هذا السياق، أوضح مسؤول أمني غربي كبير أن الحكومات التي تحقق في التفجير توصلت إلى أدلة تفيد بأن أفرادا أو كيانات موالية لأوكرانيا ناقشوا إمكانية تنفيذ هجوم على خطوط أنابيب نورد ستريم قبل الانفجار.

كما كشف المسؤول أن تلك الاتصالات لم يتم اكتشافها إلا بعد الهجوم حيث بدأت وكالات التجسس الغربية في البحث عن بيانات المخابرات سعياً وراء أدلة محتملة.

رغم تلك المعطيات، تمسك بعض المسؤولين بقناعتهم بأنه لا يمكن لأفراد تنفيذ تلك العملية، معتبرين أنها تتطلب خبرات “دولة” تمتلك الأدوات المطلوبة لتنفيذ عمليات تخريب معقدة تحت الماء مثل تلك التي جرت في نوردستريم 1 و2.

تسرب الغاز في نوردستريم (فرانس برس)

في المقابل، رأى مسؤولون آخرون أن الأمر ممكن نظراً إلى العمق الضحل نسبيًا لخطوط الأنابيب المتضررة – حوالي 80 ياردة في موقع انفجار واحد، لذا من الممكن نظريًا أن يكون عدد من الجهات الفاعلة المختلفة وراء الهجوم، عبر استخدام طائرات بدون طيار أو غواصين أو سفن سطحية.

كما لفتوا إلى أن قائمة المشتبه بهم لا تقتصر فقط على الدول التي تمتلك غواصات مأهولة أو خبراء في أعماق البحار!

وكانت موسكو وجهت أكثر من مرة أصابع الاتهام إلى كييف في تلك التفجيرات التي طالت خطوطا أساسية وحيوية تنقل الغاز إلى ألمانيا.

إلا أن كييف نفت بطبيعة الحال تلك الاتهامات، وقد كررت نفيها أمس الثلاثاء أيضا.

هجوم متعمد

يذكر أن السويد والدنمارك اللتين وقعت التفجيرات بمنطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين، خلصتا سابقا إثر تحقيقات أجرتاها إلى أنه تم تفجير خطوط الأنابيب عمدا، لكنهما لم تحددا المسؤول، بعد أن رُصدت أربع عمليات تسرب كبيرة في سبتمبر الماضي، في خطي نورد ستريم 1 و2 قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، اثنتان في المياه السويدية الاقتصادية، واثنتان أخريان في مياه الدنمارك.

ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، كان خطا الأنابيب اللذان يربطان روسيا بألمانيا في صلب التوترات الجيوسياسية بعد قرار موسكو قطع إمدادات الغاز عن أوروبا ردا على العقوبات الغربية التي فرضت عليها، بسبب العملية العسكرية التي أطلقتها على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي.

  

المحتوى ذو الصلة