تدنيس الاحتلال للمساجد والمصاحف بغزة.. استخفاف بقدسيات المسلمين

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

منذ اندلاع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، يتباهى جنوده بنشر مقاطع فيديو توثق عمليات حرقهم المصاحف وتدنيس المساجد، وخط شعارات عنصرية على جدرانها في استخفاف واضح بمشاعر المسلمين وقدسية رموزهم الدينية.

وفي أحدث مشاهد تدنيس المساجد بغزة، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة نشرها جندي إسرائيلي تظهره وزميله وهما يعتليان منبر أحد المساجد.

ويظهر الجنديان في الصورة بزيهما العسكري ممسكان بسلاحهما في صورة استعراضية، بينما يمسك أحدهم بالمصحف الشريف ساخراً.

جنود الاحتلال يدنسون أحد المساجد في غزة ويعتلون المنبر ويسخرون من القرآن الكريم قبل تدمير المسجد خلال عدوانهم المتواصل على قطاع غزة.. pic.twitter.com/MAzXHiTQYN

— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) July 15, 2024

ولا تبدو تلك الحوادث منفصلة عن الواقع غير المسبوق الذي يعيشه المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة منذ احتلالها عام 67، حيث يشهد المسجد تزايداً في أعداد المقتحمين من “جماعات الهيكل” التي تسابق الزمن لهدمه وبناء “الهيكل الثالث” المزعوم.

وقد عبر عن ذلك وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، في “مسيرة الأعلام” الأخيرة، حيث قال: “القدس لنا، وباب العامود لنا، وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا”.

صحيفة إسرائيل اليوم العبرية: الوزير بن غفير في ختام مسيرة الأعلام في العاصمة: “القدس لنا. باب نابلس لنا. جبل الهيكل لنا ( المسجد الأقصى) “. pic.twitter.com/L6sPP6T1nK

— ‏المُهنــ𓂆ـدس (@Palesti481) June 5, 2024

وتكررت نشر هذه المقاطع المصورة المسجلة عدة مرات سواء من جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي أو من جنوده الذين يشاركون في عمليات التفجير.

ففي 16 نوفمبر 2023، انتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو لعدد من جنود جيش الاحتلال وهم يدنسون مسجداً في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد احتلالها، ويقومون بتحويله لكنيس يهودي يرددون فيه شعائر تلمودية تدعو للقتل والإبادة.

ويظهر الفيديو جنود الاحتلال داخل المسجد مدججين بأسلحتهم، وقد التفوا حول شخص بدا من رجال الدين اليهودي، وقد وضع هو الآخر سلاحاً على كتفه ثم يبدأ بحمل مجسم للفائف التوراة عاليا.

وفيما يسمع الجنود الآخرون يرددون بعض عباراته المحرضة على القتل، ويشاهد علم دولة الاحتلال الإسرائيلي معلقاً على أحد جدران المسجد الذي يعتقد أنه المسجد الكبير في المدينة.

ليست فقط حرباً على البشر .. هي حرب دينية أيضاً!
جنود الاحتلال يدنسون مسجداً في #بيت_حانون شمال #غزة ويحولونه لكنيس يهودي!#أسامة_بن_لادن #ابو_عبيده #طوفات_الاقصي #مصر_تمول_غزو_غزه #مهرجان_الجونه_السينمايي #آل_سعود #بايدن #الدحيح #السيسي_الصهيوني #طوفان_الأقصى #الشماغ_الاحمرpic.twitter.com/ufRVT076kt

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) November 16, 2023

وفي 14 ديسمبر 2023، انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لجنود الاحتلال وهم يؤدون صلاة تلمودية بمناسبة ما يسمونه عيد “حانوكا” عبر مكبرات الصوت في أحد مساجد جنين بـالضفة الغربية.

وهي صلاة لدى اليهود، من كلمتين في بداية قسم من التوراة، وتعرف أيضا بـ “شيماع” أي “اسمع” وتعد بمثابة محور صلاة الصباح والمساء، وتمثل الآية جوهر التوحيد في اليهودية: “اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد”.

جنود إسرائيليون يقتحمون مسجد مخيم جنين ويستخدمون سماعات الآذان لأداء “صلاة اسمع يا إسرائيل”
وهي صلاة لدى اليهود، من كلمتين في بداية قسم من التوراة، وتعرف أيضا بـ «شيماع» أي إسمع وهي بمثابة محور صلاة الصباح والمساء. الآية تمثل جوهر التوحيد في اليهودية: «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا… pic.twitter.com/SvqexvWtbN

— Muath Hamed (@MuathHamed) December 14, 2023

وبعدها بأيام أظهر مقطع فيديو تناقلته مواقع إسرائيلية تدنيس عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي أحد المساجد المدمرة في قطاع غزة.

ويظهر في الفيديو المتداول جندي إسرائيلي وهو يلقى درسا دينيا من التوراة داخل المسجد، بينما يتمدد بقية الجنود على جنبات المسجد الذي تضررت جدرانه ومرافقه بشكل كبير نتيجة القصف الإسرائيلي.

وفي 15 مايو 2024، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي فيديو يوثق تفخيف ونسف مسجد في القطاع، دون ذكر أي تفاصيل حول اسمه أو موقعه أو وقت تفجيره.

لحظة تفجير قوات الاحتلال مسجد في قطاع غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/3pokbbeLbc

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 19, 2024

وفي 23 مايو 2024، تباهى جندي إسرائيلي بحرق نسخة من القرآن الكريم، ونشرت إذاعة جيش الاحتلال على حسابها بمنصة “إكس”، مقطع مصوراً مدته 3 ثوان، دون أن تحدد موقع الحادث ولا تاريخه.

ويُظهر المقطع جنديا يحمل سلاحه بيده اليسرى ويمسك بالأخرى نسخة مفتوحة من القرآن الكريم ثم يلقيها في نيران مشتعلة.

وفي 13 يونيو 2024 انتشر مقطع فيديو على منصات التواصل يظهر جنودا إسرائيليين يقيمون حفل شواء داخل مسجد معبر رفح جنوبي قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية.

وظهر أحد الجنود في الفيديو وهو يوجه الشكر لمجموعة يطلق عليها “ميكاتا”، والتي تعرف باسم “دورية الهجوم الناري”، قائلا “شكرا لكم من أعماق القلب.. نحبكم”.

وخلال تحريك الجندي الإسرائيلي لهاتفه ظهر التخريب في المسجد والعبث بمقتنياته وكتابة عبارات على جدرانه مسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك تتحفظ الجزيرة نت على نشر الفيديو بنسخته الأصلية.

شاهد.. مقطع فيديو منشتر على منصات التواصل يظهر جنودا إسرائيليين يقيمون حفل شواء داخل مسجد معبر #رفح جنوبي قطاع غزة بالقرب من الحدود المصريةhttps://t.co/J3nyZxZO12

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) June 13, 2024

ماذا أنت فاعلون؟

ومع تكرار مثل هذه المشاهد، كتب الناشط على منصة “إكس” خالد صافي: “تدنيس المساجد وهذه الحركات الدنيئة التي يفعلها جنود الاحتلال في غزة ليست موجهة لخاصرتنا وحدنا بل هي لكل المسلمين حول العالم”.

وأرفق صافي المنشور بمجموعة من الصور التي توثق استهتار جنود الاحتلال بالأمة الإسلامية، قائلاً: “هم يستهزئون بإسلامنا ومساجدنا وكل مقدس في ديننا، فماذا أنتم فاعلون؟”.

ومنذ بدء الحرب، دمر الاحتلال في قطاع غزة 604 مسجد بشكل كلي، بينها المسجد العمري التاريخي، و200 مسجدا و3 كنائس بشكل جزئي، وفق معطيات نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في 18 مايو/ أيار الماضي، يضاف إليها تدمير وتجريف 60 مقابر، وسرقة أكثر من 1000 جثمان من جثامين الأموات، والشهداء والتمثيل بهم بعد قتلهم بطرق همجية وحشية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة