[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
عبّرت وسام رجب؛ والدة الطفلة الشهيدة هند رجب (6 سنوات)، عن حزنها الشديد الممزوج بالغضب من المنظمات الحقوقية الدولية، بعدما تلقت صباح اليوم السبت نبأ استشهاد ابنتها عقب محاصرتها في سيارة رفقة أفرادٍ من عائلتها لنحو أسبوعين.
وبينما كانت تتفقد جثمان صغيرتها، قالت والدة هند في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية: “منذ اليوم الأول قلت لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، إن هند مصابة اذهبوا لنجدتها (..) حسبنا الله على كل واحد تخاذل”.
وتابعت في رسالتها للمنظمات الحقوقية: “حرقتم قلبي على ابنتي، سأسألكم أمام الله يوم القيامة عليها”.
وأكدت الأم المكلومة أنها سترفع قضية ابنتها التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي، إلى المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
وكانت عائلة الطفلة هند أعلنت صباح اليوم، عن العثور على جثمانها، وخمسة من أفراد عائلتها، بينهم جثث متحللة، بعد محاصرة الاحتلال السيارة التي كانت تقلّهم قبل 12 يومًا في منطقة تل الهوى جنوب غربيّ مدينة غزة.
وتعمّد الاحتلال استهداف سيارة الإسعاف التي ذهبت لإنقاذ الطفلة هند بعد حصولها على تنسيق مسبق للسماح بوصولها إلى مكان الحدث، ما أدى لاستشهاد المسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون، وفق ما أوردته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
جريمة لا تليق بطفولتها
وكانت والدة الطفلة هند روت في حديثٍ سابق لوسائل الإعلام، أنّ طفلتها ركبت يوم 29 يناير/ كانون الثاني المنصرم، سيارة أحد أقاربها وهو بشار حمادة وعائلته؛ في طريقهم للنزوح من حيّ تل الهوى لمكانٍ أكثر أمانًا؛ بعدما أعاد جيش الاحتلال توغله في عدة أماكن غرب غزة.
وعندما تحركت السيارة قليلًا، بدأت رصاص الاحتلال الغادر يتوجه صوبهم؛ ما أدى لارتقاء بشار وزوجته وأطفالهما، وبقيت هند برفقة قريبتها ليان (15 عامًا)، وبعدما طلبا النجدة تواصل “الهلال الأحمر” معهما.
ووثق تسجيل صوتي، رد ليان بصوتٍ مرتجف وخائف وهي تُخبر الطواقم الطبية، بأنهم يتعرضون لإطلاق نار مباشر من الاحتلال.
وأكد الهلال الأحمر أن طواقهما التي تواصلت مع الطفلتين، سمع أصوات إطلاق النار وهم على الهاتف، كما سمعوا صرخات ليان الأخيرة قبل أن يُصيبها الرصاص وترتقي شهيدة لتلتحق بباقي أفراد عائلتها.
كل ذلك حدث، بينما هند تقبع بالسيارة التي يملأها الدماء وحولها جثث أقاربها، ما زاد من صعوبة الموقف عليها، فلا أحد يقف إلى جانبها ويهدأ من روعها.
وفي المكالمات الهاتفية التي كانت تُجريها هند مع عائلتها كانت الطفلة ذات الـ 6 سنوات، تُعبّر عن خوفها الدائم وشدة الألم الذي تشعر به إثر إصابتها برصاص الاحتلال: “كلهم ماتوا.. ما ضل حدا غيري.. أنا خايفة وموجوعة كتير”.
وظلّت هند على هذا الحال، لساعاتٍ طويلة، قبل أن تتمكن الطواقم الطبية من الاتصال بها وتحديد موقعها، حيث كانت تتواجد قرب محطة فارس للوقود في تل الهوى.
وانتظرت هند سيارة الإسعاف التي ذهبت لإنقاذها في ذلك اليوم، وبعد ساعاتٍ قليلة أصبح الفريق الطبي على بعد أمتار قليلة منها، ثم انقطع الاتصال بهم جميعًا.
ومنذ ذلك الحين، ظلت العائلة ترقب عودة ابنتها، وسط مطالبات للمؤسسات الدولية بضرورة التحرك من أجل كشف مصيرها، واليوم كُشفت النهاية المأساوية لهذه الطفلة!
“}]]