فلسطينيون بلبنان يفرون من الحرب.. رحلة النزوح المرّة إلى مخيم درعا

[[{“value”:”

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

رحلة نزوح مروعة، خاضتها 16 عائلة من أصل فلسطيني ولبناني، من الجنوب اللبناني، فرارًا من حمم الموت التي تسقطها المقاتلات الحربية الصهيونية، وسط ظروف إنسانية صعبة.

العوائل وصلت إلى مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا، ليشاركوا أهله المآسي وبؤس العيش، إلا أنه كان خيارها المفضل على قرار البقاء تحت القصف والهمجية الصهيونية في مناطق الجنوب اللبناني.

ومنذ 23 سبتمبر أيلول الماضي، وسعت إسرائيل هجومها البري والجوي على مناطق في لبنان، وسط قصف لا يتوقف، ومع اشتداد الهجمة وجدت تلك العائلات نفسها مضطرة للنزوح والبحث عن الأمان، ليجدوا ضالتهم في مخيم درعا الذي يعاني هو من ظروف قاهرة جراء الحرب التي عصفت بسوريا على مدار السنوات الأخيرة.

عدسة بوابة اللاجئين الفلسطينيين تطّلع على أوضاع نازحين فلسطينيين ولبنانيين في مدرسة دير القاسي الحكومية بـ #صيدا جنوبي #لبنان هربوا من الغارات “الإسرائيلية” على القرى والمخيمات pic.twitter.com/O90CTjOTNa

— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 5, 2024

أبو إياد -رب أسرة لإحدى العائلات النازحة- يقول لمراسلنا إنهم تعرضوا لجملة من الصعوبات القاسية أثناء رحلة النزوح من الجنوب إلى بيروت ومنها إلى مخيم درعا جنوب سوريا.

وأوضح أنهم قضوا نصف نهار في محاولة للخروج من بيروت بسبب الازدحام الشديد، ولم تكن معاناتهم قد انتهت بعد، متابعًا: بعد أن وصلنا الحدود السورية اللبنانية وجدوا أنفسهم في مواجهة ازدحام أشد استمر يومين كاملين، وكان عليهم ختم أوراقهم وتصريف المبلغ الإلزامي من فئة الدولار، مما زاد طول الرحلة وصعوبتها.

مدير الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي: قرار انسحاب #الأونروا من مركز إيواء “دير القاسي” في #صيدا والطلب من النازحين الاتجاه إلى شمالي #لبنان لا نستطيع فهمه إلا في إطار مشروع تهجير للفلسطينيين pic.twitter.com/VjXxvLvpHh

— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 8, 2024

وتحدثت مصادر لبوابة اللاجئين مؤكدة أن قرار الحكومة السورية الأخير بإلغاء شرط تصريف الـ مئة دولار في تخفيف معاناة العائلات النازحة، حيث سهلت هذه الخطوة من الإجراءات، وخفضت من وقت الانتظار والتكدس على الحدود، ما شكل تحسناً طفيفاً مقارنة بما كانوا يعانونه سابقاً، فكانت معاناة العائلات التي نزحت بعد صدور القرار أقل وطأة.

وقال النازح أبو إياد إنهم بمجرد وصلوا إلى مخيم درعا، لجأوا إلى أقاربهم لعدم توفر مراكز إيواء رسمية، موضحًا أنهم لم يتلقوا أي مساعدات من وكالة أونروا، ولا حتى من الجهات الحكومية.

🎥 دخول حوالي 2000 لاجئ سوري من لبنان إلى الشمال السوري المحرر عبر معبر عون الدادات في ريف حلب، بعد أن علقوا عند المعبر لعدة ساعات بسبب عدم موافقة الشرطة العسكرية على دخولهم المنطقة. pic.twitter.com/PcJGh0UMkP

— سنا ترك (@SenaTurkNews) October 3, 2024

وناشد الأونروا والمنظمات الإنسانية لتقديم يد العون والمساعدة لهم، حيث يعانون من أوضاع كارثية وإنسانية قاهرة، حيث يعاني هؤلاء النازحون من نقص شديد في المواد الغذائية، الأغطية، والفرشات، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، ليس فقط بالنسبة لهم، بل أيضاً للعائلات المضيفة التي تواجه ظروفاً معيشية صعبة في المخيمات.

طريق معبر المصنع بين لبنان وسوريا يمر فيه يومياً آلاف النازحين السوريين واللبنانيين
اليوم قصفه الاحتلال الإسرائيلي لكن المدنيين استمروا بالعبور مشياً على الأقدام عدة كيلو مترات
نظام الأسد لم يرسل لهم باصات أو وسائل نقل تساعدهم تحت حر الشمس رغم وجود المسنين والأطفال والمرضى pic.twitter.com/4wKFfI2tHi

— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) October 4, 2024

يأتي ذلك، في وقت تتفاقم فيه أزمة النزوح في لبنان سواء داخل المناطق اللبنانية، أم إلى خارجها، وباتت سوريا وجهة للعديد من النازحين اللبنانيين، وكذلك من فلسطينيي سوريا ولبنان، في ظل تصاعد العدوان “الإسرائيلي” واتساع دائرة المناطق التي تتعرض للقصف، وسط مطالب متواصلة لوكالة “أونروا” بوضع خطط طوارئ تشمل وتغطي اللاجئين الفلسطينيين في أماكن النزوح والأزمات.

اللاجئ محمد أبو إسحاق (67 عامًا) والذي كان يقطن في مخيم الرشيدية، واضطر للنزوح بعد أوامر الاخلاء القسري الذي وزعها جيش الاحتلال، الذي بدأ بشن غارات جوية مميتة في مختلف المناطق، يقول لمراسلنا إن رحلة النزوح قاسية بكل ما للكلمة من معنى.

وأضاف أن تكاليف النقل من جنوبي لبنان إلى العاصمة بيروت كانت مكلفة جدًا، واضطررنا لبيع بعض متاعنا لتوفيرها، وما واجهنا من صعوبات جمة، بفعل الازدحام الشديد، واستمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على مختلف المناطق.

يحملون حقائبهم ويسيرون على الأقدام.. نازحون يحاولون الوصول إلى الحدود السورية اللبنانية بعد قصـ ـف الاحـ ـتلال لمحيط معبر المصنع الحدودي، ما تسبب بقطع الطريق الدولي بين #بيروت ودمشق pic.twitter.com/y3mYeO8pYx

— عربي21 (@Arabi21News) October 4, 2024

وأوضح أنه وعند الوصول إلى بيروت، استقلوا حافلة أخرى لنقلهم إلى الحدود السورية اللبنانية، حيث كانت قبلتهم مخيم درعا جنوب سوريا، يقول إن له أقرباء في المخيم، وسيلجأ إليهم لحين ما تتضح الأمور.

وأكد أنهم تعرضوا لمعاناة لا توصف عند الحدود اللبنانية السورية، حيث استغرقت الإجراءات الرسمية على الحدود، يومين كاملين، وسط ظروف إنسانية قاهرة.

وناشد أبو إسحاق جميع المنظمات الإنسانية بالنظر إليهم، وتلبية احتياجاتهم وتوفير ما يلزمهم، وقال: “تركنا منازلنا، وها نحن نلجأ إلى بؤس جديد، حسبي الله ونعم الوكيل”.

ونهاية الشهر الماضي، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن عدد الأشخاص الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية وعبروا من لبنان إلى سوريا وصل إلى 100 ألف شخص.

وأعلنت إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية عن عبور 400 ألف شخص أغلبيتهم سوريون خلال أسبوعين فقط.

بدورها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا تعيق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، محذرة من أنها تعرض المدنيين إلى “مخاطر جسيمة”.

أعلنت إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية عن عبور 400 ألف شخص أغلبيتهم سوريون خلال أسبوعين فقط.. فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا تعيق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، محذرة من… pic.twitter.com/i2LmI5wLRt

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 8, 2024

جاء ذلك في منشور لغراندي على منصة إكس، الاثنين، بشأن الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

وأضاف أن “عدد الذين فروا من الغارات الجوية الإسرائيلية وعبروا من لبنان إلى سوريا وصل إلى 100 ألف”.

وأشار إلى أن مسؤولي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين متمركزون في أربع نقاط عبور، إضافة إلى السلطات المحلية والهلال الأحمر السوري لدعم العابرين إلى سوريا.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة