[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لا يعدم الفلسطيني الوسيلة، ولا سبل العيش وسط واقع أليم وقاهر، تفرضه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة منذ نحو 11 شهراً.
وأمام قسوة الأوضاع، لجأ الكثير من الفلسطينيين لمهن جديدة؛ سعيا لكسب الرزق وتعزيز حالة الصمود وإفشال مخططات الاحتلال الرامية لبث الإحباط وتدمير مقاومات الحياة.
وفرضت حرب الإبادة على الفلسطينيين، أنواعا مختلفة من المهن ومجالات العمل، لإعالة أسرهم في ظل القتل والقصف الهمجي المستمر منذ 11 شهراً.
نقاط الشحن
في شوارع قطاع غزة، تنتشر نقاط للشحن، وهي عبارة عن نقاط يشحن من خلالها الفلسطينيين هواتفهم وبطارياتهم لقاء أجر مادي زهيد.
وجاءت هذه المهنة غير المسبوقة في قطاع غزة؛ نتيجة لانقطاع الكهرباء تمامًا عن القطاع منذ 10 أكتوبر الماضي، بعدما قطعت قوات الاحتلال خطوط الكهرباء في اليوم الأول للحرب، بالتزامن مع فرض حصار مشدد أوقفت خلالها إمدادات الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة ما أدى إلى توقفها عن العمل خلال عدة أيام من بدء الحرب.
يقول المواطن محمد المسارعي والموجود في مخيم دير البلح لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إنه وبفعل الحرب ازدادت متطلبات الحياة عليه، مع الغلاء الذي يضرب بلا هوادة، تبادر إلى ذهنه إنشاء نقطة شحن باستخدام ألواح طاقة شمسية متوفرة لديه.
يتابع المسارعي أن عمله في شحن الهواتف والبطاريات حسّن من قدرته على التكيف مع متطلبات الحياة في أتون الإبادة الجماعية بغزة.
وأشار إلى أن هناك رضى من الجيران، لأن ذلك يوفر عليهم جهد البحث عن مصادر الطاقة في مناطق بعيدة.
مراكز الانترنت
ومع انقطاع الإنترنت والكهرباء بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد، انتشرت في مناطق قطاع غزة مراكز للإنترنت، تهدف لتوفير الخدمة للمواطنين.
المواطن أحمد إبراهيم أنشأ خيمة على شاطيء بحر مواصي خان يونس، واستطاع إمدادها بتيار كهربائي وخط إنترنت بجودة عالية.
يقول لمراسلنا إن الفكرة جاءته بعد انقطاع الإنترنت عن كثير من المواطنين مع عدم قدرتهم عن الاستغناء عن هذه الخدمة المهمة لاسيما الطلبة وأصحاب الأعمال.
يتابع أنه يوفر مكانا للجلوس وتيارا كهربائيا، مع توفر مشروبات باردة وساخنة.
وأكد أن هدف مشروعه توفير إنترنت بجودة عالية للطلاب وأصحاب الأعمال وغيرهم.
وقطعت قوات الاحتلال الاتصالات والإنترنت لأول بشكل تام في قطاع غزة ولمدة يومين بالتزامن مع بدء توغلها البري في 27 أكتوبر الماضي، وكررت ذلك لاحقا، إلى جانب تدميرها غالبية مقاسم الاتصالات ما تسبب بتعطل شبه تام لشبكات الإنترنت، حيث بات المواطنون يبحثون عن البدائل من خلال البطاقات الإلكترونية أو خدمات إنترنت تتوفر في نقاط معينة.
ولم تسلم نقاط شحن الكهرباء والإنترنت من استهدافات الاحتلال فكثيرا ما قصفتها واستهدفتها وقتلت من فيها، لتزيد صعوبات الحياة اليومية في القطاع.
أفران الطين البدائية
وبفعل انقطاع غاز الطهي، وإغلاق المخابز انتشرت في ربوع المناطق أفران الطين لإعداد الخبز.
يقول المواطن محمد أبو هنية إنه أنشأ فرنا لإعداد الخبز، باستخدام الحطب.
وأضاف لمراسلنا أن أفران الطين البدائية كانت بديلاً مناسباً، مع عدم توفر غاز الطهي، والكهرباء، ووفرت للناس طريقة لإعداد الخبز وسط الظروف القاهرة التي يعيشونها.
بيع المياه المثلجة والتثليج
ومع انقطاع الكهرباء برزت الحاجة إلى المياه الباردة وتخزين الأطعمة في الثلاجات، فتبادرت إلى ذهن المواطن محمد الباز استغلال طاقة شمسية متوفرة لديه، بمجال تخزين اللحوم والطعام، وبيع المياه المثلجة في ظل أجواء الحر الشديد.
يقول لمراسلنا إن مشروعه حسن من ظروف حياته اليومية، متمنياً إنتهاء الحرب وحقن دماء المواطنين وكسر الحصار.
انتشار البسطات
ومع تدمير جيش الاحتلال الاسرائيلي غالبية المولات والمحلات التجارية، وإجبار المواطنين على التكدس في شريط ساحلي ضيق، انتشرت ظاهرة البسطات التجارية بشكل لافت.
يقول المواطن يوسف سامي إنه أنشأ بسطة لبيع الحاجات الأساسية، من سكر وأرز، والمعلبات وغيرها.
يتابع في حديث لمراسلنا أن البسطة دخلها بسيط إلا أنها أحدثت فرقا على مستوى تلبية احتياجات المنزل من مأكل ومشرب وغيره.
تصليح الأحذية والملابس
منذ بدء حرب الإبادة وتمنع إسرائيل إدخال الملابس والأحذية إلى المواطنين، في أتون القتل والإبادة.
وتبادر إلى ذهن المواطن محمد مصلح إنشاء نقطة لتصليح الأحذية، وسط منع إدخالها إلى المواطنين.
وقال لمراسلنا: إن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على تصليح الأحذية لمنع إدخالها من قبل جيش الاحتلال منذ قرابة عام.
وأضاف أن هذه النقطة أحدثت تحولا على المستوى المادي لدى العائلة التي تقطن مخيم دير البلح، وسط قطاع غزة.
“}]]