[[{“value”:”
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إنّ إدارة سجون الاحتلال تواصل منذ 16 يوماً عزل الأسيرة والناشطة الحقوقية خالدة جرار في زنزانة انفرادية في عزل “نفي تيرتسيا” في سجن الرملة في ظروف قاسية وصعبة جداً.
وأكدت القيادية السابقة في الجبهة الشعبية، لمحامية الهيئة أنها تواجه وضعاً مأساوياً لا يُحتمل، قائلة “أنا أموت يومياً، فالزنزانة هي أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، الذي تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد”.
وأضافت جرار: “لم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (بالأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة”.
وتعاني الأسيرة جرار (61 عاما) من عدة مشاكل صحية، “وما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية”.
وأشارت إلى أن إدارة السجن لم تكتفي بعزلها بل تعمدت قطع الماء عن الزنزانة، “وعندما أطلب تعبئة زجاجة الماء لأشرب، يحضروها بعد 4 ساعات على الأقل، وبالنسبة للخروج إلى ساحة السّجن (الفورة) تم السماح لي مرة واحدة بعد مرور ثمانية أيام على عزلي، كما يتعمدوا تأخير وجبة الطعام الرديئة لساعات”.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، أنّ استمرار عزل الأسيرة جرار، يعد “جريمة متعمدة تنفذها إدارة السّجون بحقّها، خاصّة أن إدارة السّجون رفضت الإفصاح عن مدة العزل أو أسبابه”.
وحمّلت المؤسستان الحقوقيتان، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسيرة جرار، وأكدتا أن عزلها “يأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة بحقّ الأسرى والتي تنفذها إدارة السجون بشكل غير مسبوق من حيث مستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة على غزة”.
وأضافت الهيئة والنادي أنّ الإجراء الانتقاميّ من الأسيرة جرار “ما هو إلا امتداد لعملية استهداف تعرضت لها على مدار السنوات الماضية، وشكّلت عملية اعتقالها الإداري المتكرر أبرز أوجه ذلك”.
وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال جرار في 26/12/2023، من منزلها في رام الله، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري. وحتى تاريخ عزلها في “نفي تيرتسيا” مكثت جرار في سجن الدامون مع عشرات الأسيرات الفلسطينيات. ومنذ اعتقالها تواجه كما كافة الأسرى والأسيرات ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة، وثقتها عديد التقارير الحقوقية.
وجرار واحدة من بين 87 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن الدامون، من بينهن أسيرة حامل، وأمهات، بالإضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات، وصحفيات، وناشطات، ومحاميات.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعد الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الاعتقال، حيث ناهز عدد المعتقلين في سجون 10 آلاف فلسطيني، وترافقت حملات الاعتقالات مع تنفيذ سياسة القفل.
وتتضمن هذه السياسية إغلاق غرف السجن والعزلة التامة، وإغلاق السجون أمام الزائرين من الأهل، وإلغاء إمكان إحضار المعتقلين للمثول أمام القضاة فجرت جلسات المحاكم عبر الفيديو كونفرنس، وبالتالي ساهمت هذه الإجراءات في انعدام معرفة ما يجري داخل السجون.
يضاف إلى ما سبق قيام إدارة سجون الاحتلال بسحب كل مستحقات الأسرى التي حصّلوها على مر السنين، وإلغاء “الكانتينا” وإمكان شراء مواد غذائية، وصودت حاجياتهم وممتلكاتهم، وقُطعت عنهم الكهرباء وتم سحب الأجهزة الكهربائية، وتقليص إمكانية الاستحمام، وغيرها من التضييقات.
“}]]