[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد كتاب ومحللون سياسيون رصد آراءهم المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ مجزرة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ليس لحزب الله فيها أي مصلحة، وأنّ أصابع الاتهام تشير بشكلٍ واضحٍ إلى تورط الاحتلال في هذه الجريمة، بهدف إطالة أمد الحرب وخدمة المصالح الصهيونية في العديد من الملفات.
لكنّهم في الوقت ذاته أشاروا إلى عدم قدرة الاحتلال الذهاب بعيدًا في حربٍ مفتوحةٍ على لبنان قد تتطور إلى حربٍ إقليميةٍ واسعةٍ لا يمتلك الاحتلال القدرة على خوضها في ظل الاستنزاف الواضح في جنوده وآلياته، فضلاً عن فشله الواضح في جبهة غزة، وفي جبهة الضفة الغربية وجبهة اليمن ولبنان والعراق، الأمر الذي يظهر الاحتلال مكبل اليدين، وعاجزًا عن القيام بردٍ كبيرٍ.
إطالة أمد الحرب وتجنيد أهالي مجدل شمس
وحذر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون من أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مجدل شمس عن عمد وتقصد، وليس عن طريق الخطأ في الصواريخ الاعتراضية.
وأكد المدهون في منشور له على منصته إكس – رصده المركز الفلسطيني للإعلام – أنّ هذه المجزرة تخدم مصالح الاحتلال وخصوصا نتنياهو وحكومته المتطرفة، الذي يسعى لإطالة أمد الحرب وتوسيعها على الجبهة الشمالية، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ إسرائيل تهدف للضغط على أهالي مجدل شمس لتجنيدهم في الجيش الصهيوني، في ظل رفض متزايد للتجنيد وأزمة في عدد الجنود.
وقال: يجب أن نكون مستعدين لأن الاحتلال الإسرائيلي سيدخل في دوامة كبيرة.
وشدد المدهون، أنه يجب علينا كفلسطينيين ولبنانيين أن نحشد الجهود العربية والدولية لتحميل الاحتلال المسؤولية ومحاكمته على هذه المجازر، بما في ذلك المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة، والتي تستهدف العائلات والأطفال والنساء والمدنيين، وتضرب خيام اللاجئين دون أي حساب.
ولفت إلى أنّ “الوضع الحالي يتطلب منا اتخاذ قرارات حاسمة وقوية، والوقوف بوجه الاحتلال بكل الوسائل المتاحة”.
حقيقة إستراتيجية كشفتها مجدل شمس
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد أنّ ما يقلق الكيان الإسرائيلي رد فعل حزب الله والمقاومة اللبنانية على اي هجوم إسرائيلي على لبنان، تحت عنوان الانتقام لحادثة مجدل شمس المزعومة، وهو قلق أكد احتفاظ حزب الله بزمام المبادرة على الرغم من الإعلانات المتكررة للاحتلال بانه سيرد بقوة، فالقلق والهواجس الاسرائيلية أضعفت وقيدت الرد الإسرائيلي وقللت من قيمته واهميته العسكرية والسياسية.
وقال عياد في مقالة له رصدها المركز الفلسطيني للإعلام إنّ الاحتلال الاسرائيلي بدا مكبل اليدين امام حزب الله ومحرجا امام سكان مجدل شمس التي تعرضت لضربة صاروخية ناجمة عن فشل واضح في القبة الحديدية التي ادعى الاحتلال الاسرائيلي انها لم تستجب للهجوم، في حين وردت شهادات مؤكدة وصور فيديو بانها المسؤولة عن الاصابة في البلدة السورية المحتلة منذ حرب حزيران عام 1967.
ونوه إلى أنّ مخاوف جيش الاحتلال من رد فعل حزب الله تستند الى ضعف كامن في جيش الاحتلال المستنزف في قطاع غزة، إذ أنه عاجز عن التحرك إلا من داخل المدرعات والمواقع شديدة التحصين، فضلا عن الطائرات التي يعاني طياروها من ساعات الطيران الطويلة كما تعاني الطائرات من حاجتها للصيانة بعد مواجهة دامت اكثر من تسع اشهر من القتال.
وختم عياد بالقول: إنّ شمس المجدل كشفت عن تحول سؤال اليوم التالي للحرب بالتدريج الى سؤال اليوم التالي لإفشال صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، إلى أين ستقود الاحتلال؟، الى مزيد من العجز للاحتلال والاستنزاف في قطاع غزة والتصعيد في الضفة الغربية وجبهات لبنان واليمن؟، ام الى الحرب الإقليمية في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟، أم الى سقوط حكومة نتنياهو، أم إلى مزيد من انعدام الثقة والتشرذم والانقسام والضعف في المجتمع الاستيطاني في الأراضي المحتلة ليتحول الى الجبهة الثامنة التي يستحيل معالجتها بقصف المدنيين.
أهداف متعددة
ويرى أستاذ الأخلاقيات السياسية الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أنّ جيش الاحتلال الصهيوني يهدف من هذه العملية لتحقيق جملة من الأهداف.
ولفت في منشور له على منص إكس، رصده المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أنّه إذا لم يكن هجوم مجدل شمس بفعل حزب الله اللبناني فهو عملية صهيونية مركَّبة، تسعى إلى تحقيق عدة أهداف، منها: التظاهر أمام العالم بأن الصهاينة ليسوا وحدهم قتلة الأطفال.
وأكد أنّ الاحتلال يسعى من هذه العملية إلى السعي لسحب الدروز أكثر إلى الحضن الإسرائيلي.
وأما الهدف الآخر الذي أشار إليه الشنقيطي فهو: التمهيد لعدوان عسكري أو عملية نوعية كبرى في لبنان.
تداعياته على غزة محدودة
أمّا الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة فيقول في تعليقه بهذا الشأن، إنّه من المؤكّد أن الحزب لم ينفذ الهجوم (إذا كان هجوما) بشكل مقصود، فهو يتصرّف ضمن خطوط معروفة لا تفضي لتوسّع الحرب، ومثل هذه العملية ستتفح باب الاحتمالات من جديد.
واستدرك الزعاترة في منشور رصده المركز الفلسطيني للإعلام بالقول: إما أن تكون العملية قد وقعت بالخطأ من أحد الطرفين (صاروخ للقبة الحديدية في الحالة الإسرائيلية وقذيفة أو صاروخ خاطئ من جانب حزب الله. وهنا ينشأ سؤال حول عدم اعتراض الصاروخ من قبل “الكيان”، وتحضر هوية القتلى على نحو طبيعي، كونهم من الدروز وليسوا يهودا.
ويتابع بالقول: ردة فعل الأخير تشير إلى أنه كان ينتظر حادثة من هذا النوع الثقيل (11 قتيلا ونحو 30 جريحا) كي يردّ عليها بطريقته، وسيكون الأمر برسم المساومة هنا، ليس مع الحزب ومن ورائه إيران فقط، بل مع واشنطن على نحو أهم، لا سيما أن حرصها على عدم توسّع الحرب يبلغ حد الهستيريا، تبعا لرفضها التورّط في مستنقع المنطقة من جديد، وترك أولويتها الاستراتيجية أمام التحدّي الصيني، ومن بعده الروسي.
ولفت الزعاترة إلى أنه قد يبقى الردّ في حدود الهجمات الجوية والاغتيالات، وهذا هو المرجّح في ظل وضع جيش الاحتلال المنهك، وقد يتطوّر إلى مستوى الحرب الأوسع.
وختم بالقول: “إذا لم يكن الاحتمال الثاني، فإن تأثيرات ذلك على حرب غزة، ستبقى في إطار محدود”.
إفشال ركوب قادة الاحتلال للموجة
يذكر أنّ أهالي مجدل شمس طردوا وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء كنيست من البلدة حضروا خلال تشييع ضحايا سقوط القذيفة الصاروخية على القرية مساء أمس.
ووفق وسائل إعلام محلية؛ هاجم عدد من أهالي مجدل شمس وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه “ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”.
ودعا الأهالي وزراء الاحتلال لعدم استغلال الكارثة التي حصلت في مجدل شمس لأهداف سياسية وأجندة إسرائيلية.
“}]]