معتقلو غزة.. الإجرام الصهيوني يزداد بشاعةً مع استمرار صمت العالم  

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكن ما كشف عنه معتقلو غزة المفرج عنهم من معتقلات الإجرام الصهيوني سوى غيضٍ من فيضً ما زالت تتكشف فصوله التي يندى لها جبين الإنسانية كلما خرجت دفعةٌ منهم من رحم الموت، فالداخل في تلك السجون مفقود والخارج منها مولود، لكنّ المأساة الحقيقية تكمن في أنّ ما يروى من قصص يكشف ازدياد الانحطاط الأخلاقي والسادية في التعذيب والإجرام، مع استمرار الصمت الدولي على كل ذلك.

حتى تقارير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وما وثقته من فصول الإجرام المرعب حول حالات الاحتجاز منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 وحتى 30 حزيران/يونيو الماضي، لم تحرك الضمير العالمي بعد لوقف هذه الانتهاكات.

أحد الأسرى المفرج عنهم صباح اليوم من قطاع غزة، يتحدث عن ظروف الاعتقال الصعبة في سجون الاحتلال. pic.twitter.com/mH2fFWOm6c

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 1, 2024

ويؤكد التقرير أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات جسيمة في سياق الاعتقالات منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، شملت انتهاك الحق في الحياة، والحرية، والتحرر من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، فضلاً عن ممارسة الاعتقال التعسفي، والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والتي قد تشكل جميعها جرائم حرب.

#شاهد.. أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم عند حاجز “كيسوفيم” العسكري شرقي دير البلح. pic.twitter.com/cZeIUK7OOG

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) August 1, 2024

وأشار التقرير الأممي إلى أن جرائم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة، استهدفت جميع الفئات دون استثناء، بمن في ذلك الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، فضلاً عن الأطباء والصحافيون والمدافعون عن حقوق الإنسان، واستمرت منذ لحظة الاعتقال وحتى الإفراج، إن تحقق.

تغطية صحفية: كأنهم خرجوا من القبر.. أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال صباح اليوم عند حاجز “كيسوفيم” العسكري شرقي دير البلح. pic.twitter.com/S0KLpETQ5F

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 1, 2024

وتناول التقرير سياسة إسرائيل المنهجية في تنفيذ الحملات اليومية والجماعية من الاعتقالات التعسفية ضد الفلسطينيين، مستندة بذلك إلى تشريعات تخالف بالأصل قواعد القانون الدولي، بما في ذلك الأمر العسكري 1651 لعام 2010 وقانون المقاتلين غير الشرعيين لعام 2002 وتعديلاته، التي تسمح للسلطات الإسرائيلية باحتجاز الأسير أو المعتقل إداريًّا لمدد غير محددة ودون توجيه أي تهمة، وحرمانه من ضمانات المحاكمة العادلة الأساسية، ومنعه من الاطلاع على الأدلة المنسوبة إليه، التي تبقى في معظم الحالات سرية بدعوى أنها تتعلق بأمن الدولة، وبالتالي، لا يتم إبلاغ المحتجز أو محاميه بالاتهامات وأسباب الاحتجاز، مما يقوض أي حق فعّال في الطعن في الاحتجاز

“كل يوم تعذيب”.. جيش الاحتلال يفرج عن عدد من الأسرى ممن اعتقلهم خلال عملياته البرية في غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/Chs1PjsOkA

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) August 1, 2024

وأدلى أسرى فلسطينيون أطلقت إسرائيل سراحهم، الخميس، بشهادات مروعة عن أساليب تعذيب مختلفة تعرضوا لها في أقبية السجون بعد اعتقالهم من قطاع غزة.

وقال المفرج عنهم أثناء تواجدهم في “مستشفى شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة إنهم تعرضوا لتعذيب وحشي وتنكيل وتجويع وصعق بالكهرباء ومهاجمة الكلاب، بحسب الأناضول.

المُفرج عنه أحمد أحمد، قال: “اعتقلنا عند معبر كرم أبو سالم (جنوب)، وهناك عصبوا أعيننا وبدأت جولات التعذيب، التي شملت ضرب وتنكيل وتجويع بشكل لم نكن نتخيله مطلقًا”.

وأضاف أحمد الذي اعتقل لمدة 46 يومًا قضاها متنقلًا بين سجن عوفر والنقب وسجن آخر في القدس: “كان الجيش يجبرنا على الجلوس قرفصاء، معصوبي الأعين، ويمنعوننا من الحركة أو الحديث مع أي شخص”.

لأول مرة يظهر وجوه الجنود “الوحوش البشرية” الذين يعملون في سجن سديه تيمان

حيثُ يُعذب أسرى غزة حتى الموت

يقول الخبر عن حدوث مناوشات مع الشرطة العسكرية الإسرائيلية التى جائت لإلقاء القبض على عدد من الجنود بشبهة تنكيل وتعذيب الأسرى الفلسطينيين وسحب أسلحتهم منهم pic.twitter.com/tG7cJ0bZkN

— محمد سعيد 🇵🇸 (@MhmdSaidPal) July 29, 2024

وعن جولات التحقيق، قال: “كانوا يسألوننا عن أنفاق المقاومة، ويتهموننا بأننا من حماس، ويهددوننا بالقتل إن لم نتحدث، والبعض لم يستطع تحمل التعذيب، فاعترف بأشياء لم يرتكبها فقط لوقف التعذيب”.

وصول 15 أسيراً إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد الإفراج عنهم عبر حاجز كيسوفيم العسكري شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/H1HXH4a2zr

— Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) August 1, 2024

فيما أوضح إبراهيم سالم، الذي اعتقل من “مستشفى كمال عدوان” شمال القطاع في 11 ديسمبر/كانون الأول أنه تعرض خلال اعتقاله “لتعذيب وتجويع وتحقيق صعب بشكل يومي”.

وقال: “تركت زوجتي وأبنائي مصابين في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان ولم أكن أعرف مصيرهم”.

وأضاف: “تم نقلي من سجن لآخر، ولم نعرف طعم النوم، حيث نقضي أوقاتًا طويلة جالسين على ركبنا”.

وتابع: “تعرضنا لشتى أنواع التعذيب، وتركزت التحقيقات حول مكان تواجد (قائد حماس في غزة، يحيى) السنوار والمقاومة، رغم أننا لا علاقة لنا بذلك”.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أجبره على ارتداء زي عسكري لـ”كتائب القسام”، وحاولوا إنزاله في نفق لكنه رفض، فعذبوه بشكل قاس على كرسي كهربائي وبدأوا بعمليات الضرب والتنكيل.

أما محمد جبر، من شمال غزة، فقال: “اعتُقلت في 17 نوفمبر من حاجز صلاح الدين، واقتادوني إلى أماكن مجهولة بينما كنت معصوب الأعين ومقيد الأيدي، وتعرضنا للضرب الشديد لمدة 8 أيام، ونحن عراة”.

“سمعت عن اسم إبني؟”..#شاهد | أم فلسطينية من غزة تسأل الأسرى الذين أفرج عنهم الاحتلال صباح اليوم عن ابنها المعتقل منذ 6 شهور. pic.twitter.com/3W6Mcz98fe

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 1, 2024

وأضاف للأناضول: “تعرضت لجروح وتم خلع ظفر أحد أصابع قدمي، ولم أتلقَ أي علاج، وفقدت 40 كيلوغرامًا من وزني”.

وأردف: “كان وضعي الصحي صعبًا للغاية، فأنا مريض بالسكري وضغط الدم، ولم أتلقَ سوى العلاج”.

📷 متابعة صفا| الهلال الأحمر الفلسطيني يقدم الإسعاف الأولي لسبعة أسرى أفرج عنهم الاحتلال قبل قليل من أمام حاجز “كيسوفيم” شرق دير البلح وسط قطاع غزة وتم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة pic.twitter.com/adgEFypcQe

— وكالة صفا (@SafaPs) July 25, 2024

بدوره طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جميع الدول ومؤسسات المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والفعال لإنهاء جرائم التعذيب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل على نحو منهجي وواسع النطاق ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وبخاصة ضد فلسطينيي قطاع غزة.

وأكد الأورومتوسطي في بيان صحافي، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، على أن الحظر الوارد على هذه الجرائم، وفي مقدمتها التعذيب، ووجوب معاقبة الجناة، يعتبر من الالتزامات الدولية الواقعة على عاتق كافة الدول دون استثناء.

على الدول تحمل التزاماتها الدولية لإنهاء جرائم التعذيب التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين https://t.co/qVqQVZ6NTu

— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) August 1, 2024

وأضاف الأورومتوسطي أنه رغم تزايد الأدلة حول ارتكاب إسرائيل هذه الجرائم، وتواليها بشكل مستمر ومن مختلف الأطر والمؤسسات الأممية والحقوقية الدولية والوطنية، إلا أن المجتمع الدولي ما يزال صامتًا إزاءها على نحو يكفل لإسرائيل الاستمرار بارتكابها، ويحمي فاعليها ويضمن إفلاتهم من المساءلة والعقاب، ويحرم ضحاياها من حقوقهم الأساسية، وإنكار كرامتهم الإنسانية.

#عاجل| وزارة الأسرى: استشهاد المعتقل عمر عبد العزيز جنيد من جباليا داخل سجون الاحتلال بعد تعرضه للتحقيق والتعذيب الشديد

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 1, 2024

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنه لم يعد بإمكان العالم غض الطرف عما تمارسه إسرائيل من جرائم تعذيب واغتصاب وعنف جنسي ومعاملة لالإنسانية واختفاء القسري ضد الفلسطينيين، وإلا فإن هذه الدول تكون فشلت في تنفيذ التزاماتها الدولية، أو أنها قد تكون متواطئة وشريكة لإسرائيل في الجرائم المرتكبة ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وفي كلا الحالتين، يحق للضحايا مساءلة ومحاسبة هذه الدول والأفراد والموظفين من صانعي القرارات ذات الصلة فيها على المستويات الجزائية والمدنية.

والخميس، أفرجت إسرائيل عن 64 فلسطينيًا اعتقلتهم من غزة خلال العمليات البرية في حربها المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضافة إلى إفراجها عن سيدتين من القطاع اعتقلتا أثناء مرافقتهما لمرضى يتلقون العلاج داخل إسرائيل.

📌في شهادات جديدة: “رأيت 3 أسرى يموتون”.. #تقرير _خاص | “سديه تيمان” مسلخ بشري ينتهك خصوصية الأسرى الغزييّن

تفاصيل:
https://t.co/2nzwmukZw5

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 30, 2024

ووصل 22 أسيرًا من بين المفرج عنهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما توجه الآخرون إلى عائلاتهم، وفقًا لما أفاد به مراسل الأناضول.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة