هأرتس : بعد نصف عام على الحرب إسرائيل فقدت قدرتها على النصر المطلق

 ​   

هأرتس : بعد نصف عام على الحرب.. إسرائيل فقدت قدرتها على النصر المطلق

تل ابيب /PNN / اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، الجمعة، إنه بعد مرور نصف عام تقريبًا على بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، إلا أن نتائجها لا زالت غير مرضية على الإطلاق، بعد أن كانت دخلتها إسرائيل بموقف رهيب من خلال الاجتياح الواسع النطاق، بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وقالت الصحيفة، كما جاء في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري عاموس هرئيل، لقد أصبح واضح للجميع باستثناء الحمقى، أنه لا قيمة لوعود النصر المطلق التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين يوم وآخر.

وبين هرئيل، أن أهداف الحرب بعد ذاك الهجوم، كانت إلحاق أضرار جسيمة بحركة حماس، واحتلال أراضي من غزة، وإخلاء قسري للسكان في شمال القطاع، وقتل أكبر عدد ممكن من المسلحين، ولكن بعد كل هذه المدة، لم يتم إزالة خطر وجود حماس بشكل كامل.

وقال هرئيل: كان مستوى التوقعات بتدمير حماس وتفكيك قدراتها مرتفعًا للغاية، وفي إطار زمني صارم لا يتجاوز بضعة أشهر، ولكن يبدو أن الحرب ستطول، ومن الصعب الاعتقاد بإمكانية تفكيك نظامها بالكامل، حتى في المستقبل، وأكثر من ذلك فيما يتعلق بالهدف الذي يتعلق بعودة الأسرى، ويبدو أنه من الصعب فرض صفقة على حماس لا تريدها من أجل تحريرهم، في وقت يتزايد فيه أعداد القتلى في صفوف الأسرى الإسرائيليين، وأي تأخير على أساس أمل نظري في تحقيق الهدف الأول المتعلق بتفكيك حماس، يضر بتحقيق الهدف الثاني.

ويرى ضابط إسرائيلي، أن ما يمكن أن يضر حماس هو تأثرها باغتيال كبار قادتها وبخسارة الأراضي على المدى الطويل، ومحاولات تقويض حكمها في كل أنحاء القطاع.

وتقول الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي مثل الجيوش الغربية يريد إحصاء الجثث بشكل مفرط، ولذلك كان يعلن عن قتل 12 ألف مسلح من حماس، ويبدو أنه كان يعتبر خسائر غزة بما فيها في صفوف المدنيين على أنهم من حماس، إلى جانب الضغوط التي تمارس على الجيش من مستويات عليا لجلب أرقام أكبر.

وأشارت إلى أن عدد الجنود الإسرائيليين القتلى وصل إلى 600 منذ بداية الحرب، نصفهم سقطوا في المناورة البرية نهاية أكوبر/ تشرين أول الماضي، ولا يزال هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الذي كان يتوقع أن يصل إليه عشية ما تم تداوله بداية عشية الحرب.

ولفت هرئيل إلى اعتماد حماس تكتيك جديد تحت الضغط الإسرائيلي، بتقسم الكتائب من ألوية إلى مجموعات صغيرة، حاولت مهاجمة القوات أثناء التقدم البري وبشكل خاص بعد أن تمركزت في عدة مناطق، وكان أكثر سلاح فعالية لديها هو قاذف الآر بي جي القديم الذي لا زال يوقع العديد من القتلى خاصة في مواقع تمركز الجنود.

وأشار هرئيل إلى تعقيدات العملية العسكرية المرتقبة في رفح، في ظل الضغوط الأميركية على إسرائيل بضرورة إخلاء السكان النازحين فيها، ومع تلك التعقيدات وإمكانية أن تستغرق تنفيذها وقتًا أطول، من المرجح أن تبحث إسرائيل عن أهداف أخرى والاحتمال المعقول هو الإغارة على مخيمات وسط القطاع وخاصة النصيرات ودير البلح.

ولفت إلى أن الضغوط الأميركية بعد حادثة الهجوم على مركبات فريق المطبخ المركزي العالمي، والانتقادات لتصرفات الجيش الإسرائيلي، وزيادة اخفاقاته قد تؤدي إلى زيادة الضغط على تل أبيب للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي تقرير آخر، للصحيفة العبرية، ركزت فيه على حجم الدمار بقطاع غزة، بعد ستة أشهر من الحرب.

وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلتها للشؤون الفلسطينية عميرة هاس، إن محدودية الخيال البشري، على عكس خيال تجار الحرب ومطوري الأسلحة، ولأنه لا يوجد قاموس آخر، فليس هناك ما يمكن أن يصف الدمار والخسائر التي لحقت بقطاع غزة.

وأضافت هاس: من الناحية النظرية، كان يكفي مشاهدة المئات، إن لم يكن الآلاف، من مقاطع الفيديو القصيرة التي تظهر الأطفال وهم يرتجفون غير قادرين على السيطرة بسبب الارتعاش، بعد القصف الإسرائيلي: في المستشفيات، في الشارع، بعضهم يتذمر والبعض الآخر لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة، .. هذا تفصيل واحد يكفي لأن يظهر جزءًا من الكارثة.

وأشارت هاس إلى ارتفاع أعداد الضحايا في صفوف الأطفال والنساء والعائلات التي فقدت غالبية أفرادها، إلى جانب المجاعة التي تطال كل الغزيين.

  

المحتوى ذو الصلة