واشنطن/PNN- أعربت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن القلق من تنامي تأثير اليمين الإسرائيلي المتطرف بعد هجوم السابع من الشهر الماضي، وما خلّفه من تعالي الأصوات اليمينية لسحق “حماس”، والذهاب أكثر من ذلك إلى ترحيل وإبادة أهل غزة بشكل كامل.
وقالت الصحيفة إنه “ليس من قبيل المصادفة أن يخشى عدد لا يُحصى من منتقدي السياسة الإسرائيلية أن تقوم الدولة بتنظيم حملة تطهير عرقي بحكم الأمر الواقع. إذ إن غالبية سكان غزة نازحون بالفعل، ولا توجد أي ضمانات بأنهم قد يعودون إلى ديارهم بعد توقف القتال”.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي اقترح “القضاء على كلّ من يتعاطف مع حماس”. وتلك الخاصة بأميهاي إلياهو، الشريك اليميني المتطرف في الائتلاف لنتنياهو ووزير التراث الإسرائيلي، الذي قال: “إن إسقاط قنبلة نووية على غزة قد يكون خيارًا”. وكذلك الدعوة التي أطلقها وزير الإعلام الإسرائيلي جاليت ديستل عطبريان، لمحو “غزة بأكملها من على وجه الأرض”، ودفع الفلسطينيين إلى المنفى في مصر.
ويضاف إلى ذلك وجهة النظر المتطرفة لوزير المالية الحالي، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال هذا الأسبوع إن “إسرائيل لن تكون قادرة بعد الآن على قبول كيان فلسطيني مستقل في غزة”، ودعا إلى الهجرة الطوعية لشعبها إلى دول أخرى في العالم.
وبالرغم من أن الأولوية المعلنة للساسة ومسؤولي الأمن الإسرائيليين في الوقت الحاضر هي سحق “حماس”، وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن المحتجزين في مخابئها في غزة، إلا أن ما سيحدث لاحقًا من المرجّح أن يصبح مصدرًا للنقاش وأكثر إثارة للجدل.
ويبدو أن الحساب، بحسب الصحيفة أيضًا، وشيك أكثر من ذي قبل، حيث لم تكتفِ القوات الإسرائيلية بإضعاف قدرة “حماس” العسكرية بشدّة في الأسابيع الأخيرة فحسب، بل دمّرت أيضًا قسمًا كبيرًا في غزة من مؤسسات مدنية، ومرافق خدماتية وصحية، بطريقة ستصعب معها العودة للحياة في المناطق المدمرة لفترات طويلة من الزمن.
واختتمت الصحيفة بالقول، إن هناك خوفًا حقيقيًا من أفكار اليمين المتطرف، وإن السنوات الخمسين الماضية، أظهرت أهمية أخذ هلوسة أي مستوطن على محمل الجد، وأن يتم التعامل معها كخطة عمل من قبل الحكومة المقبلة، إن لم تكن الحكومة الحالية. وعندما تُبنى الهلوسة على خطط علنية للدمار الشامل والطرد الجماعي، فإن الحروب هي الأرضية الأنسب لتحقيقها، بحسب أميرة هاس، الكاتبة في صحيفة هآرتس.