بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنَّ الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه العدوانية في قطاع غزة، مشددا على أنه لا تفاوض بشأن أسرى الاحتلال إلا بعد وقف العدوان الإجرامي على غزة.
وقال حمدان، في مؤتمر صحفي مساء السبت، من بيروت: الإرهاب الصهيوني لن يكسر إرادة شعبنا وصموده ومقاومته، ولن يفلح في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية.
وشدد على أن تديدات ثلاثي الحرب الإسرائيلي بالقضاء على المقاومة فارغة ولا تعبر سوى عن إفلاس، مشيرا إلى أن الإنجازات التي يتحدّث عنها ثلاثي الحرب وجيشهم المهزوم ما هي إلاّ في ممارسة الإرهاب والقتل والمجازر ضد المدنيين والأطفال والنساء، وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية.
وأكد أن شعبنا سيبقى صامداً راسخاً مدافعاً عن أرضه ومقدساته، وسيرحل الغزاة شذّاذ الآفاق عن أرضنا، فنحن أصحاب الأرض الباقون، والاحتلال إلى زوال، قريباً بإذن الله
وشدد على أن هذا الشعب لا يعرف الانكسار ولا الاستسلام، وهو مصمّم على انتزاع حريّته واستقلاله وتحقيق الانتصار.
لليوم الثامن والسبعين يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضدَّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة بالدعم والسلاح الأمريكي، وبصمتٍ وتخاذل وتقاعس دولي عن وقفها ومنع استمرارها.
وقال: في ظل الحديث عن مفاوضات لتبادل الأسرى، نجدّد التأكيد أنّه لا تفاوض بخصوص أسرى الاحتلال إلا بعد توقف العدوان. إذا أراد العدو وداعموه أسراهم لدى المقاومة أحياء، عليهم أن يوقفوا عدوانهم الإجرامي على قطاع غزَّة.
وأكد أن قيادة الحركة تسعى بكلّ قوَّة وتصميم لوقف العدوان والمجازر على شعبنا بشكل كامل، وليس مؤقتًا، وشعبنا يريد وقف العدوان، ولا ينتظر تهدئة مجتزأة لفترة قصيرة، يتواصل بعدها العدوان والإرهاب.
وبيّن أن استراتيجية هزيمة حماس انهارت وفشلت، وحماس وكتائب القسام أقوى بكثير مما يتوقعون.
وأشار إلى أن نتنياهو وحكومته النازية عالقون في حرب بلا أفق، وجيشهم المهزوم يتكبَّد خسائر فادحة، ويغرق أكثر فأكثر في رمال غزَّة.
ونبه إلى أن ادّعاءات جيش الاحتلال النازي بالسيطرة على مناطق وأحياء في قطاع غزَّة، هي ادّعاءات سخيفة وكاذبة، ينسفها استمرار المقاومة في تلك المناطق، وتكبَّد جيش الاحتلال خسائر فادحة في جنوده وضبّاطه وعتاده، وما تسريح الآلاف من جنود الاحتياط إلاّ جزءٌ من الحقيقة التي يخفيها ثلاثي الحرب عن جمهوره.
قرار مجلس الأمن:
ووصف حمدان القرار الذي صدر أمس عن مجلس الأمن الدولي، والذي يدعو إلى توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها؛ بأنه قرار هزيل وخطوة غير كافية ولا تلبّي متطلبات الحالة الكارثية التي صنعتها آلة الإرهاب العسكري الصهيونية في قطاع غزة.
وقال: القرار لم يتضمّن دعوة لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها النازيون الجدد على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية، لا تزال تؤكّد انغماسها ومشاركتها الكاملة في العدوان على شعبنا الفلسطيني، فقد عملت خلال الخمس أيام الماضية جاهدةً على تفريغ هذا القرار من جوهره، وإخراجه بهذه الصيغة الهزيلة التي تسمح للاحتلال الفاشي باستكمال المجازف وحرب الإبادة.
وشدد على أن من واجب مجلس الأمن الدولي إلزام الاحتلال بإدخال المساعدات بكميات كافية، إلى جميع مناطق قطاع غزة، خصوصًا مناطق شمال قطاع غزة، وتأمين ممرات آمنة، وإلزام الاحتلال بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية والطبية والوقود والغاز من كل المعابر، وتحذير الاحتلال من استهداف والتعرّض لقوافل المساعدات وسيارات الإسعاف والطواقم الصحيَّة.
وثمن مواقف الدول العربية التي طرحت مشروع القرار، وسعت لتحسين صياغته، كما ثمّن الموقف المسؤول من الوفد الروسي الذي حاول إدخال تعديلات على مشروع القرار، تساهم في وضع حدٍّ لهذا العدوان الفاشي، لكن هذه المحاولة اصطدمت بالموقف الأمريكي.
المعاناة الإنسانية:
وأكد أن هذه الحرب النازية والعدوان الصهيوني ضد قطاع غزَّة خلّفت منذ بدء العدوان على شعبنا في قطاع غزَّة 1.8 مليون إنسان أصبحوا نازحين إمَّا في مراكز النزوح والإيواء أو في منازل ومساكن أخرى، وإنَّ قرابة 2.3 مليون إنسان باتوا يعيشون ظروفاً إنسانيةً بالغة الخطورة وغير مسبوقة من المعاناة والمأساة الحقيقة بفعل حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش، ويمنع عنهم الاحتلال النازي الغذاء والماء والدواء، فمن لم يرتقِ منهم شهيداً بالقصف، ارتقى مرضاً وجوعاً وعطشاً.
وشدد على أن هذه الحرب النازية بجرائمها ومجازرها ستبقى راسخة في ذاكرة شعبنا، قصة بطولة وانتصار لشعب فلسطين وحكاية فضيحة لحقيقة الاحتلال النازي بأنها وصمة عار على جبين مرتكبيها والداعمين لها والمتقاعسين والمتخاذلين عن إدانتها وتجريمها ووقفها ومحاكمة منفذيها كمجرمي حرب.
وقال: إنَّ مؤسسات الأمم المتحدة ووكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية تتحمّل المسؤولية عن استمرار هذه المعاناة والمأساة، بوقوفها عاجزة عن أداء دورها الإغاثي والصحي والإنساني، ورضوخها لضغوط الاحتلال.
ودعا كل دول العالم وكل المنظمات الحقوقية إلى اتخاذ موقف دولي حاسم واضح من جرائم الاحتلال بحقّ المستشفيات والكوادر الطبيّة، من تدمير وتخريب ممنهج واقتحامات واعتقال وقتل، وضرورة محاسبة كل الذين ينتهكون القانون الدولي الإنساني على جرائمهم.
كما دعا دولنا العربية والإسلامية الشقيقة إلى تسيير قوافل ووفود رسمية وشعبية، لإدخال كل المواد الإغاثية والطبية والوقود والغاز، إلى قطاع غزَّة شمالاً جنوباً، وإخراج الجرحى والمصابين للعلاج في خارج القطاع.
وحث المنظمات الإغاثية والصحية في العالم إلى الدخول لقطاع غزَّة والوقوف على حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة.
ضرورة إدخال المستشفيات الميدانية في كافة التخصّصات الطبية، إلى كل أنحاء قطاع غزَّة.
وطالب الأمم المتحدة ووكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية إلى تجاوز كل العقبات وتحمّل مسؤوليتها الإنسانية، والقيام بدورها في حماية اللاجئين والنازحين وإغاثتهم في المدارس ومراكز الإيواء.
مجازر الإبادة
وأكد أن جيش الاحتلال النازي ارتكب إعدامات ميدانية، طالت عدَّة عوائل من قطاع غزَّة، وتعدّ عائلة عنان في مدينة غزَّة، مثالاً واحداً من العديد من الإعدامات المروّعة التي نفذها جيش الاحتلال الفاشي ضدّ عوائلنا في غزَّة؛ وكشفت عن تفاصيلها بعد انسحابه؛ حيث وجدت العائلة كاملة وقد أعدمت بالرصاص داخل منزلها، كما نقل عن عائلات أخرى أعدم الرّجال وتركت النساء والأطفال كشهود على هذه الجرائم الوحشية والسادية.
وأكد أن هذا الجيش النازي ارتكب مجازر مروّعة بحقّ نساء حوامل ومدنيين عزّل في محيط المستشفيات، بعد إعدامهم بدم بارد، وتجريف جثامينهم بآلياته وجرّافاته، التي عبثت بقبور الشهداء وأخرجت جثامينهم؛ في مشاهد وحشية تثبت للعالم أنَّه جيش مجرم وفاشيّ متجرّد من كل القيم الإنسانية.
وأسار إلى تعرَّض أكثر من 8000 معتقل فلسطيني في سجون ومعسكرات الاحتلال الصهيوني، للتعذيب المُمنهج، وسوء المعاملة والإخفاء القسري والقتل المتعمّد والإعدام بدم بارد.
ودعا كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخّل الفوري للوقوف على أوضاع المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال، وإلى تشكيل فرق دولية للتحقيق في جرائم الاحتلال وإعداماته الميدانية وقتله للأهالي والعائلات في قطاع غزَّة وفي سجون الاحتلال.