أصداء.. هكذا تحولت المدينة الترفيهية إلى مكان للحزن والكآبة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يتخيل المواطن خالد أبو شاويش أن تكون مدينة أصداء الترفيهية، مأوى له ولأسرته في ظل استمرار الإبادة الجماعية، بعد أن كانت متنفساً للاستجمام وقضاء أجمل الأوقات.

ويقول أبو شاويش إنه اضطر لنصب خيمة النزوح في مدينة أصداء بعد التوغل الإسرائيلي الأول لمدينة خان يونس في ديسمبر 2023، ونزوحه من منطقة الياباني غرب المدينة، ومن ثم تدمير المنزل.

هذا القصف وسط الخيام في منطقة المواصي غرب خان يونس بالقرب من مدينة أصداء حيث يتواجد النازحين بكثافة في الأماكن التي يدعي الاحتلال أنها آمنة pic.twitter.com/YQjDEXn91I

— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) May 24, 2024

ويصف الرجل حياة النزوح التي يعيشها بالمريرة، وأنها أصعب ما قد يعترض له الإنسان في حياته، “لم نتخيل أن نصل إلى هذه المرحلة”، مؤكدا أن لا خيار سوى الصمود والمواجهة.

وأصداء هي مدينة للإنتاج الفني والإعلامي أقيمت على أنقاض المستوطنات الإسرائيلية في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، التي اندحر عنها الاحتلال عام 2005م، وتحتوي على مساحات خضراء، وألعاب ترفيهية للأطفال، وحديقة الحيوانات، وأكبر قرية مائية في قطاع غزة.

تغطية صحفية: لحظة نقل طفلة ارتقت جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين قرب مدينة أصداء غرب خانيونس. pic.twitter.com/NNKxgw9iTz

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 18, 2024

وكانت المدينة المقامة على مساحة أكثر من ألف دونم في خان يونس جنوب قطاع غزة، قبلة لجميع سكان القطاع للترفيه والترويح عن النفس، إلا أنها ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ 11 شهراً أضحت ملاذاً للنازحين والعائلات التي فقدت منازلها، ترى فيها الخيام على مد البصر، ويعشون في ظروف قاسية تحت تهديد مستمر من قصف إسرائيلي قد يصيبهم.

ويضيف أبو شاويش أن المدينة تشهد حالة إنسانية صعبة مع افتقارها للخدمات المعيشية، في مصممة للترفيه والرحلات القصيرة، وليست الإقامة والعيش.

مئات العائلات الفلسطينية تنصب خيامًا في مدينة أصداء الترفيهية بمدينة خان يونس جنوب قطاع #غزة بعد إجبارهم على النزوح جنوبًا pic.twitter.com/GzUTEHwueE

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) July 12, 2024

ويتابع: “في مثل هذه الأيام كنا نزور أصداء دوماً لقضاء العطلة الأسبوعية برفقة عوائلنا، وهاد قد مرت أشهر على وجودنا في المكان الذي يسيطر عليه الحزن والكآبة، تراهما في وجوه الأطفال قبل الكبار، فالجمعي يقاسي مرارة العيش وكبد الحياة”.

وفي قلب المدينة التي تقع في بداية منطقة مواصي غربا، يقول أبو شاويش إنه يكاد لا يجد موطئ قدم بسبب اكتظاظ النازحين الشديد، وفوق ذلك كدر ومعاناة في الحصول على الموارد الأساسية للعيش، شأن حال جميع النازحين.

نزح مواطنون فلسطينيون إلى “سجن أصداء” في مدينة خان يونس، والذي أصبح مركزاً للإيواء بعد تدمير بيوتهم جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. pic.twitter.com/N41fLWXmh5

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 14, 2024

ويشعر سكان مخيمات النزوح بالقلق الدائم من هجوم أو قصف إسرائيلي مباغت، وأيضا من احتمالية إصابتهم بأي مرض في ظل نقص الدواء والرعاية الصحية، في الوقت الذي يعانون فيه من الجوع والعطش الشديدين ويكافحون في بيئة غير نظيفة لا توجد بها حتى مراحيض.

ورغم معرفة جميع المنظمات الدولية بمكان المدينة وأنها مركز إيواء كبير، إلا أنه يتعرض لقصف الاحتلال الهمجي في كثير من الأحيان، كما جرى في التوغل الأخير لمدينة خان يونس في أغسطس/ آب الماضي.

تغطية صحفية: انتشال جثمان طفلة بعد استهداف الاحتلال منطقة أصداء غرب خانيونس. pic.twitter.com/N2lfh09HDx

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 18, 2024

وفي مكان تعلوه أرجوحة ترى من مكان بعيد، تظهر خيمة المواطنة نادرة مقداد، وهي نازحة من مخيم الشاطئ غرب مدينة، وتقول: “كنا نأتي هنا للترفيه والتسلية، واليوم نعيش فيها أصعب أيام حياتنا”.

وتصف مقداد الحياة في مخيم أصداء بأنها لا تصلح للعيش الآدمي مع تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي بين الخيام، “هذه ليست حياة أي إنسان عادي. لا يوجد شيء: لا ماء ولا طعام ولا رعاية صحية ولا حتى مرحاض”، مشيرة إلى أن الخيام ملتصقة ببعضها بعضاً ولا توجد فواصل بينها.

نزوح آلاف المواطنين من خان يونس بعد اصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة وسط معاناة كبيرة لانتشار “المجاري” في شوارع المدينة. pic.twitter.com/mve9xBukto

— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) August 22, 2024

وتضطر مقداد إلى السير مسافات طويلة للحصول على القليل من الماء، ولا تستطيع شراء ما يكفي من الغذاء وتعتمد على الأغذية المعلبة التي توزعها الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم توفر السيولة النقدية أمام حالة الغلاء والاستغلال الكبيرة.

وتحولت العديد من الأماكن العامة بما في ذلك السجون والمقابر إلى مجتمعات نزوح بعدما لاذ إليها آلاف النازحين، بحثاً عن أمان غير منظور في جنوب قطاع غزة.

وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “

الماء قوام الحياة حيث وُجِدَ وُجِدت وحيث انعدم انعدمت

قبل معركة طوفان الأقصى كان أكثر من 90% من ماء قطاع غزة ملوثا بشهادة المنظمات الدولية لذا سعى إخوانكم في القطاع لحفر الكثير من الآبار لاستخراج المياه الجوفية ولأن غزة على سطح… pic.twitter.com/b6RpWrQNp0

— د.حذيفة عبدالله عزام (@huthaifaabdulah) June 7, 2024

ويتكدس أكثر من مليوني فلسطيني فيما يزعم الاحتلال أنها “منطقة إنسانية”، ومساحتها أقل من 11% من مجمل قطاع غزة، في أوضاع مأساوية للغاية. ومن كل 10 فلسطيني اضطر 9 لترك منزله، والنزوح مرة أو مرات عدة، وفق تقارير المنظمات الدولية.

وحذّرت “الأونروا” من أنّ البنية التحتية في خان يونس “دُمّرت بالكامل”، حيث لا توجد مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي، مشيرة إلى أنّ النازحين الفارّين من خان يونس ورفح يعودون إلى المناطق المدمّرة التي لا تصلح للعيش بأي حال من الأحوال.

#أخبار | أصدرت وكالة الأبحاث “Forensic Architecture” تحقيقًا يكشف كيف استخدم الاحتلال “التدابير الإنسانية” مثل “أوامر الإخلاء” و”الطرق الآمنة” و”المناطق الآمنة” لدعم عملياته العسكرية وتسهيل التهجير الجماعي للفلسـ.ـطينيين في غـ*ـزة .

📌كيف استغل الاحتـ*ـلال “التدابير الإنسانية”؟… pic.twitter.com/HCWElxKZz7

— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) March 16, 2024

ورفضت الأمم المتحدة اعتبار “المواصي” منطقة آمنة، وعلقت بأنها تعوزها الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى، وتفتقد لآلية للإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها. واكتفت ببناء معسكر خيام للنازحين فيها.

ووصف عمال الإغاثة في المواصي، التي كانت ملجأ لعدة أشهر للفارين من الإبادة الإسرائيلية، الظروف هناك بأنها “مروعة ومهينة للإنسانية”، مع محدودية الطعام والمياه القذرة والشحيحة، ومرافق الرعاية الصحية المكتظة، وانعدام الصرف الصحي تقريباً.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة