أكسيوس: الخلافات الأمريكية- الإسرائيلية بشأن رفح عميقة والجانب الإسرائيلي لا يعترف بمجاعة في غزة

 ​   

بيت لحم/PNN-  نشر موقع “أكسيوس” تقريراً أعدّه مراسله في تل أبيب باراك دافيد قال فيه إن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن النقاط الرئيسية المتعلقة بالحملة العسكرية التي تريد شنّها إسرائيل ضد رفح عميقة. وقال إن الخلافات العميقة بين أمريكا وإسرائيل كانت واضحة في اللقاء الافتراضي الذي تم بين مسؤولين بارزين من البلدين، وذلك حسب ثلاثة مصادر على معرفة مباشرة باللقاء.

وهي العملية التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سينفذها في المدينة، التي وصل عدد سكانها إلى أكثر من مليون نسمة بسبب نزوح أعداد كبيرة من مناطق الحرب في قطاع غزة، بدعم أمريكي أو بدونه.

سوليفان قال إنه لو حدث أن أعلنت المجاعة في غزة فسيكون ثالث إعلان مجاعة في القرن الحادي والعشرين، و”سيكون سيئاً لإسرائيل والولايات المتحدة”

وباتت الحملة من أهم القضايا الخلافية بين أمريكا وإسرائيل بشأن الحرب في غزة. وجاء اللقاء الافتراضي، الذي استمر ساعتين ونصف، بعدما ألغى نتنياهو زيارة وفد رسمي لواشنطن بسبب امتناع أمريكا عن التصويت ضد قرار دعا لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وقاد الجانب الأمريكي في المحادثات وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. ومن الجانب الإسرائيلي، وزير الشؤون الإستراتيجية المقرب من نتنياهو رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هانغيبي، إلى جانب عدد من المسؤولين في السياسة والدفاع والاستخبارات.

وقال مصدران على معرفة مباشرة باللقاء إنه كان  لقاء عمل عادياً، وعقد الطرفان محادثات بناءة بهدف التوصل إلى تفاهم، وليس مجرد تسجيل النقاط.

وركز معظم اللقاء على طرق إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من المدينة جنوب غزة. وأكدت إدارة بايدن أن عملية جلاء سريعة وغير منظمة ستؤدي إلى كارثة إنسانية. وأشارت ثلاثة مصادر على معرفة بالمحادثات إلى أن الجانب الإسرائيلي قدّمَ رؤية عامة حول إجلاء المدنيين، والتي قد تستغرق أربعة أسابيع، وبناء على الظروف الميدانية. ولكن الجانب الأمريكي أخبر الإسرائيليين أن الخطة غير واقعية، وأن الإسرائيليين يقلّلون من صعوبة المهمة. وقال الأمريكيون إن الكارثة الإنسانية  في غزة، وعلى مدى  الخمسة أشهر الماضية، لا تعطي ثقة بقدرة إسرائيل على إدارة عملية جلاء  منظمة من رفح. وبحسب مصدرين، قال أحد الممثلين الأمريكيين إن عملية جلاء منظمة ومخطط لها قد تحتاج إلى أربعة أشهر، وهو ما رفضه الجانب الإسرائيلي.

وقال مصدر: “من الواضح للجميع أنه يجب علينا الاتفاق على أرضية مشتركة”.

وحذر سوليفان الإسرائيليين، في اللقاء، بأن منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي قد تصدر، في الأسابيع المقبلة، إعلان مجاعة في غزة، وذلك حسب مصدرين على معرفة بما جرى في اللقاء.

وقالت المصادر إن سوليفان أخبر الإسرائيليين أن هذا لو حدث فسيكون ثالث إعلان مجاعة في القرن الحادي والعشرين، و”سيكون سيئاً لإسرائيل والولايات المتحدة”. وبحسب مصدرين، ردّ الإسرائيليون برفض الحديث الأمريكي عن قرب المجاعة في غزة، وزعموا أن الجيش الإسرائيلي لديه المعلومات الأولى، والأفضل، عن الوضع في غزة، وأن الحديث عن مجاعة قائم على معلومات غير صحيحة.

لكن الجانب الأمريكي، حسب واحد من المصادر، ردّ قائلاً إن الإسرائيليين هم الوحيدون في العالم الذين يرفضون القول إن غزة على حافة المجاعة.

وأكدت الولايات المتحدة أنها لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي، وفي ما يتعلق بالوضع في شمال غزة، تحديداً. وقالوا إن إنكار المشكلة ليس موقفاً جيداً من إسرائيل. ونقل الموقع عن مصدرين قولهما إن الولايات المتحدة عرضت نهجاً بديلاً عن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح. لكن الخطة البديلة قدمت بعبارات عامة، مثل عزل رفح عن بقية القطاع، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف قادة “حماس” في المدينة، والقيام بمداهمات تقوم على معلومات استخباراتية.

قال الأمريكيون إن الكارثة الإنسانية  في غزة، وعلى مدى  الخمسة أشهر الماضية، لا تعطي ثقة بقدرة إسرائيل على إدارة عملية جلاء  منظمة من رفح

وكانت الرسالة من الجانب الأمريكي هي: يجب هزيمة “حماس”، ولكن على الجيش الإسرائيلي العمل بوتيرة منخفضة أكثر مما فعل في مدينتي غزة وخان يونس.

وفي البيان المشترك بعد اللقاء، اتفق الطرفان على أهمية هزيمة “حماس”، وأن “الجانب الأمريكي عبّر عن مظاهر قلقه بنهج التحرك في رفح. ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار”. كما وافق الطرفان على عقد لقاءات افتراضية منفصلة تشترك فيها أربع جماعات عمل لخبراء، خلال الأيام العشرة المقبلة، والتي ستركز على ملامح مختلفة من العملية المحتملة في رفح، بما في ذلك الاستخبارات وخطط العمليات وحلول للمساعدات الإنسانية وكيفية تأمين الحدود بين غزة ومصر. وبعد إنهاء مجموعات العمل من الخبراء سيتم تحديد لقاء بواشنطن في الأسبوعين المقبلين.

 

  

المحتوى ذو الصلة