[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد مضيّ 132 يومًا من العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وما ضخته أمريكا في هذه الحرب الظالمة من مليارات الدولارات والسلاح والجنود، إلا أنّها ما زالت تواصل فشلها في تحقيق الأهداف العسكرية على الأرض مع حليفتها إسرائيل امام صمود وبطولة قطاع غزة ومقاومته الباسلة، فضلاً عن الفشل الذريع في مساعي كيّ الوعي العالمي والعربي والغزّي خصوصًا تجاه القضية أو وقف الالتفاف الشعبي والجماهيري فلسطينيا وعربيا وإسلاميًا ودوليًا حولها.
بل أكثر من ذلك، أصبحت لعنة غزة تطارد المسؤولين الأمريكيين أينما حلّوا وأينما ارتحلوا، فهتافات المناصرين، وأسئلة النشطاء والصحفيين المنصفين، أصبحت كصواريخ المقاومة، تقضّ مضاجع المسؤولين الأمريكيين وتفضح ازدواجية المعايير والنفاق التي يتعاطون من خلالها مع قضية فلسطين، وتقصف جبهاتهم “المهزوزة” أمام العقل والمنطق والإنسانية والضمير، وتجاهل كل النداءات الإنسانية لوقف الحرب والعدوان على غزة ووقف شلال الدم المتواصل بضوء آخضر امريكي.
تأثير في الوعي العام العالمي
هذه القضية لاحقت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال كلمة لها في أحد المنتديات، ووجهت لها اتهامات مباشرة بأنها “مجرمة حرب”، لتقف واجمة أمام سيل من الانتقادات الحادة على مشاركة بلادها في جرائم الإبادة في أكثر من قطرٍ عربيٍ وإسلامي.
الإعلامي أحمد منصور، قرأ هذه الحادثة، وعشرات الحوادث من أمثالها بالقول: أصبحت مقاطعة السياسيين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل بدءا بالرئيس الأمريكي بايدن مرورا بوزرائه والمسؤولين في حكومته وأعضاء الكونجرس واتهامهم بجرائم الحرب من قبل الحضور ظاهرة شبه يومية في الولايات المتحدة.
وأضاف منصور في تدوينة له على منصة إكس رصدها المركز الفلسطيني للإعلام بالقول: لعل وجه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وارتباكها وشعورها بالحرج البالغ والاذلال يكشف حجم تأثرها وشعورها بالذنب والحرج رغم محاولتها إبداء صلابتها”.
وشدد على أنّ هذه الظاهرة غير المسبوقة في المجتمع الأميركي تشير إلى أن حرب غزة ستترك أثرا في الوعي الجمعي العالمي سيغير اشياء كثيرة على المدى القريب والبعيد.
وكان واضحًا للعيان صدقية ما ذهب إليه، لا سيما وأنّ المئات من موظفي الخارجية الأمريكية استقالوا من وظائفهم احتجاجاً على سياسة الرئيس بايدن تجاه غزة والدعم اللامحدود لجرائم الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، فضلا عن استطلاعات الرأي التي أظهرت أن غالبية الشباب الأمريكي اليوم ينحازون للقضية الفلسطينية.
تعابير وجه هيلاري كلينتون المحرجة، ذاتها تكررت ولكن مع الناطق بسام الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر”، حين تعرض لسؤال “منطقي” من أحد الصحفيين يقول: هل تطالبون إسرائيل بدفع ثمن إعادة إعمار غزة كما تطالبون روسيا بذلك في أوكرانيا؟ فما كان منه إلا أن يرد متلعثماً، متهربًا من السؤال، فيما واصل الصحفي تضييق الخناق عليه وإحراجه.
فيما أصبحت هذه المشاهد والعشرات من أمثالها مصدرًا للتندر والسخرية، وزيادة الوعي في الشارع الغربي تجاه ما يجري من ظلم وازدواجية فاضحة للمعايير، لم تعد تستطيع إخفاءها وجوه هؤلاء الداعمين لدولة الاحتلال بالمطلق، بسبب ما تضعهم فيه من حرج أمام كاميرات العالم حيث لا يملكون إجاباتٍ مقنعة حولها.
وإن كان المسؤولون الأمريكيون يهربون من الحرج الذي تتسبب لهم به غزة، إلى الرقص في غلاف غزة مع جنود الاحتلال الذين يقودون حرب الإبادة التي يرفضها العالم أجمع ومؤسساته الدولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية، لنجد وزير الخارجية الأمريكي السابق بومبيو يرقص بين جنود لواء غولاني، إلا أنّ هذه المشاهد ممّا يزيد العالم الحر ثقة بعدالة قضية فلسطين والظلم الواقع عليها من الساسة الأمريكيين الذين بلغوا مدى في “عبادة” هذا الكيان المجرم، لم يعد يطاق.
ويعلق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة على هذا المشهد بالقول: “بومبيو” يرقص على أشلاء شعبنا.
ويضيف: وزير خارجية (سابق) وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أيضا، زار بالأمس حدود غزة، وتوشّح بعلم “غولاني” ورقص مع الجنود.
ويصف الزعاترة رقصة بومبيو بالقول: إنّها مزايدة “جمهورية”-“ديمقراطية” على الأكثر غراما بكيان الغزاة.
ويخلص إلى أنّه “هو ليس غراما بالطبع، بل إسراف في النفاق للوبي مسيطر”.
فشل في كيّ الوعي وانتصار المقاومة
ويختصر المشهد برمّته رسائل الصمود والتحدي التي وجهها مقاتل قسامي للعدوّ الصهيوني ومن يدعمونه، في مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام في اليوم 131 من المعركة، ليؤكد أنّ المقاومة وكتائب القسام بخير، وأنّ العدوّ عاجز عن تفكيك حركة حماس وكتائب القسام لأنها فكرة ضاربة في صلب الشعب الفلسطيني وتمثل تطلعاته وآماله مهما حاول هذا العدوّ كيّ الوعي الشعبي.
وقال المقاتل القسامي أنّ: “كتائب القسام فكرة ولا تموت، وشعبنا الحبيب الغالي يدرك جيداً أن الاحتلال هو سبب المأساة، وأن المقاومة هي العلاج لهذا الاحتلال مهما حاول الاحتلال أن يكوي وعينا ووعي جماهيرنا”.
وأضاف أنّ “حماس من صلب هذه الأرض وهذا الشعب، والذين يستشهدون هم أبناؤنا وأطفالنا وأهلنا”. مؤكدًا: “سيُهزَم جيش الاحتلال وسيعرف في نهاية المعركة أنه كان يبحث عن سراب، وهذه الأرض تعرف رجالها ومن يقاتل ويدافع عنها”.
“}]]