إسرائيل تسعى لتقديم “هدية” لترامب عبر “تسوية” بشأن لبنان

 ​   

الداخل المحتل / PNN – أبلغ وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، أن إسرائيل تسعى لتسريع الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان يتماشى مع شروطها، وذلك بهدف تحقيق إنجاز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.

جاء ذلك بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الخميس، عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين مطلعين على مخرجات اللقاء الذي جمع بين ترامب والوزير المقرب من بنيامين نتنياهو والذي جعل منتجع “مار-آ-لاجو” في فلوريدا المحطة الأولى لجولته الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ديرمر التقى ترامب وكوشنر قبل توجهه إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات مع مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن بشأن لبنان. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين، قوله: “هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدم لترامب هدية تتمثل في تفاهم حول لبنان في يناير”.

وأضافت “واشنطن بوست” أن ترامب أعرب عن رغبته في إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكنه أبلغ نتنياهو في مكالمة، الشهر الماضي، أنه يدعمه في اتخاذ التدابير اللازمة ضد حزب الله وحماس. ومع ذلك، لم يتضح بعد تأثير مقترح لبنان على محادثات التهدئة الجارية بشأن غزة.

 ووفقًا للصحيفة، أشار نتنياهو إلى “فرص سلام كبيرة مع ترامب”، خاصة في ظل التحركات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في لبنان، والتي أدت إلى نزوح قرابة 900,000 شخص واستشهاد أكثر من 3,300 شخص في إطار العدوان المتصاعد على لبنان.

وذكرت الصحيفة أن المحادثات تناولت أيضًا مقترحًا لانسحاب مقاتلي حزب الله شمال نهر الليطاني، ضمن منطقة عازلة تخضع لإشراف دولي، على أن تتولى قوات الجيش اللبناني السيطرة على الحدود لفترة تجريبية تمتد 60 يومًا، تحت إشراف أميركي وبريطاني، ما يمهد لاتفاق محتمل.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أمس الأربعاء، بأن إسرائيل تشترط الاحتفاظ بـ”حق” توجيه ضربات عسكرية إلى لبنان في أي وقت ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.

وقال بارو في جلسة برلمانية بعد إجراء محادثات في إسرائيل الأسبوع الماضي، إن المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون هذا الشرط بشكل متزايد، موضحًا: “نسمع اليوم في إسرائيل أصواتًا تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة، بل وحتى غزو لبنان كما هو الحال في سورية”.

وأضاف أن هذه المطالب “لا تتوافق مع سيادة دولة قوية”، في إشارة إلى الجهود التي تهدف إلى تعزيز الحكم في لبنان. وأشار عدد من الدبلوماسيين إلى أن قبول حزب الله أو لبنان بمقترح يتضمن هذا الشرط يكاد يكون مستحيلاً، مما يزيد من تعقيد التوصل لاتفاق.

وتسعى فرنسا، التي تربطها علاقات تاريخية مع لبنان، للعب دور في جهود الوصول إلى وقف إطلاق النار، وقد تعاونت مع إدارة بايدن لمحاولة تنفيذ هدنة مؤقتة. لكن المحادثات تعثرت في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، خاصة مع اتجاه المبعوث الأميركي إلى لبنان، عاموس هوكشتاين، نحو تقديم مقترحاته الخاصة.

وأشار بارو إلى أنه لا يمكن لفرنسا قيادة المبادرات في لبنان بمفردها، قائلاً: “نحتاج إلى أميركا لإقناع إسرائيل، وبالمثل فإن تحرك واشنطن منفردة لا يجدي نفعًا نظراً لافتقارها إلى التقدير الدقيق للديناميكيات السياسية الداخلية في لبنان”.

  

المحتوى ذو الصلة