استخدام المدنيين دروعًا بشرية .. جرائم إسرائيلية ممنهجة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

فتحت المشاهد القاسية والمؤلمة التي عرضتها قناة الجزيرة لمدنيين فلسطينيين يستخدمهم جيش الاحتلال دروعًا بشرية ويجبرهم على الدخول لأماكن خطرة وعلى أجسامهم كاميرات تصوير، معرضًا حياتهم على الخطر، جرحا لم يندمل لدى الطبيب يحيى الكيالي الذي مرّ بالتجربة ذاتها قبل عدة أشهر.

ويتذكر الكيالي (59 عاما) كيف اقتحمت قوات الاحتلال منزله في 20 مارس/آذار الماضي، بوحشية قبل إجبارهم على خلع ملابسهم والتنكيل بهم وإجبارهم على الوقوف في شرفة المنزل خلال تبادل إطلاق نار مع مسلحين غرب مدينة غزة.

ومساء السبت نشرت الجزيرة مقاطع فيديو تُظهر استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعتقلين فلسطينيين دروعا بشرية أثناء الاشتباكات في قطاع غزة.

اقرأ أيضًا: هكذا استخدم جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية في غزة

وتُظهر الصور الخاصة بالجزيرة إجبار أحد المعتقلين على دخول نفق بعد ربطه بحبل وتثبيت كاميرا على جسده، بالإضافة إلى إجبار معتقلين على ارتداء ملابس عسكرية أثناء استخدامهم دروعا بشرية وتعريض حياتهم للخطر.

كما تظهر استخدام أحد المعتقلين الجرحى درعا بشريا وإجباره على دخول منازل مدمرة في غزة، حيث تظهر جثث شهداء ملقاة على الأرض في مدخل المنزل.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن ما نشرته قناة الجزيرة الفضائية، هو نموذج لسياسة منهجية ينفذها جيش الاحتلال، مؤكدًا أنه وثق عشرات الحالات لاستخدام مدنيين كدروع بشرية ولإضفاء الحصانة على عمل القوات بما يشكل جريمة حرب.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن المشاهد المروعة التي نشرتها الجزيرة، تعبر عن سلوكيات إجرامية ووحشية وغير إنسانية لجيش الاحتلال، وفيها انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتشكل بحد ذاتها جرائم حرب مكتملة الأركان.

“با شباب الجيش استدرجني “

يا الله ، وحشية ،إجرام وارهاااب فاق الخيال.

اسرائيل الأرهابية أختطفت رهائن فلسطينين مدنيين من منازلهم ومن مراكز الايواء في قطاع #غزة بعضهم مصابين واستخدمتهم دروع بشرية وصنعت منهم طعماً للصيد
اسرائيل الأرهابية البست الرهائن المدنيين الفلسطينيين لباس… pic.twitter.com/sYMoBPnBmM

— Ghadirtanbouz 𓂆 (@ghadirtanbouz80) June 30, 2024

ومنذ بدء الاحتلال عملياته البرية في قطاع غزة في نهاية أكتوبر/تشرين أول 2023 توالى الحديث عن استخدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية، وفرض على بعضهم قسرا القيام بأعمال عسكرية تشكل خطرا مباشرا على حياتهم، بحسب معطيات نشرها المرصد.

وفرض الاحتلال على المدنيين دخول بنايات أو أنفاق أو البحث عن متفجرات وأنفاق محتملة، إلى جانب احتجاز آخرين في منازل ومواقع في مناطق اشتباكات ما يعرض حياتهم للخطر، بما يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني.

جيش خسيس يتحصن في مدرسة بها آلاف النازحين، يرهبهم ويقتلهم ويتخذهم دروع بشرية في ذات الوقت. pic.twitter.com/50CH3NlxfR

— محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) December 7, 2023

مساء الخميس، كان شاهدًا على جريمة جديدة من هذا النوع، ضد أسرة فلسطينية مدنية مكونة من أم مسنة وأربعة من أبنائها، منهم ثلاث فتيات وحفيدة لا تتعدى العام والنصف، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال منزلهم في حي الشجاعية بغزة، وأطلقت النار والقنابل تجاههم مباشرة، قبل إخراجهم منه ثم احتجازهم وهم مصابين داخل وقرب دبابات إسرائيلية لأكثر من ثلاث ساعات، في منطقة قتال خطيرة واستخدامهم دروعًا بشرية، ومن ثم دهس الأم “صفية حسن موسى الجمال”، 65 عامًا، وقتلها، بعد إصابتها بجنازير دبابة إسرائيلية وهي ما تزال على قيد الحياة على مرأى من ابنها.

وخلال اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في مارس/ آذار 2024، استخدم مدنيين من المرضى والنازحين كدروع بشرية واستغلهم لتحصين عملياته العسكرية داخل المستشفى، ولتشكيل ساتر خلف قواته وآلياته العسكرية، وإرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، للطلب من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.

إستخدام جيش الإحتلال الذي يدعى أنه الأكثر أخلاقية الأسرى الفلسطينيون دروع بشرية هو إنتهاك صارخ لإتفاقية جنيف الدولية وإنتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني وجريمة حرب الهدف منها كسر شوكة الفلسطيني وتحطيم معنوياته وتهشيم إرادته وسلب كرامته وضرب بعرض الحائط لكل المواثيق الدولية#غزة pic.twitter.com/hd0uV7p0sZ

— Maya rahhal (@rahhalmaya83) June 30, 2024

وقال “خ.ف” (طلب عدم الكشف عن اسمه)، وهو نازح كان يتواجد في مجمع الشفاء الطبي، إن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بُعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.

وأضاف أنه أجبر على التحرك بأوامر من الاحتلال في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة، قبل أن يتم إخلاؤه بشكل قسري مع زوجته وطفلته، فيما لا يعرف شيئًا عن مصير الشبان الآخرين الذين استخدمهم الجيش الإسرائيلي كدروع بشرية في نفس الحادثة.

كما قال المسن “م.ن” وهو في الستينات من عمره إن الجيش الإسرائيلي أجبر نجله البكر بالدخول إلى أقبية مجمع الشفاء وأماكن الصرف الصحي، فيما شاهد معتقلين آخرين وُضعوا داخل مدرعات أثناء القتال، وآخرين تم إجبارهم على الوقوف خلف قوات الجيش وآلياته العسكرية المتمركزة على أطراف مداخل المجمع، لتحصينها ومنع أي استهداف لها.

الجزيرة تحصل على صور تظهر إجرام جنود العدو الصهيوني بإستخدام أسرى مدنين فلسطينين دروع بشريه 👇 pic.twitter.com/SnF2VqL8VS

— ذئب في زمن الخرفان المنبطحه (@Alzaim99234) June 30, 2024

وأفادت زوجة ممرض أجبرها الجيش الإسرائيلي على إخلاء المجمع دونه باتجاه مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لفريق الأورومتوسطي، إنها شاهدت استخدام القوات الإسرائيلية زوجها كدرع بشري من أجل فتح أبواب أقسام في مجمع الشفاء على مدار عدة ساعات متواصلة، مشيرة إلى أن مصير زوجها ما يزال مجهولًا، وتخشى من تعرضه للتصفية.

وذكرت سيدة من عائلة “عرفات” إنهم تفاجئوا بدخول شاب في نهاية الثلاثينات من عمره تم تعريته من ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، وأخبرهم أن الجيش الإسرائيلي أرسله لهم لإخلاء المنزل خلال 30 دقيقة وإلا سيتم قصفه فوق رؤوسهم، موضحة أنهم عند خروجهم من المنزل، تنفيذًا لطلب الإخلاء، شاهدوا عددًا من الشبان الفلسطينيين بنفس الحال، حيث أجبرتهم قوات الجيش على الدخول إلى المنازل المجاورة لتحذير سكانها.

ولم يقتصر استخدام للاحتلال للدروع البشرية على قطاع غزة.

ففي 22 يونيو/حزيران الجاري، استخدم الاحتلال الجريح مجاهد فياض، درعا بشرية بتثبيته على مقدمة جيب عسكري للجيش الإسرائيلي والتجول به في حي الجابريات في جنين الذي كان يشهد توغلا يتخلله اشتباكات مسلحة.

المقاومة تستخدم المدنيين دروع بشرية!

جيش الاحتلال اثناء الانسحاب من جنين: pic.twitter.com/lS4IoidGY9

— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) June 22, 2024

كما أصيبت وفاء نايف جرار (49 عامًا)، في 21 مايو/أيار الماضي، بعدما اعتقلها جيش الاحتلال واحتجزها لمدة أربع ساعات في منطقة اشتباكات خطرة معرضا حياتها بشكل متعمد للخطر المباشر، حيث أصيبت بجروح خطيرة أدت لبتر ساقيها، بانفجار خلال تواجدها داخل الآلية العسكرية التي احتجزت داخلها.

كما استخدام الاحتلال ثلاثة أطفال فلسطينيين دروعا بشرية خلال اقتحامه مخيم طولكرم للاجئين شمالي الضفة الغربية في 5 و6 مايو/ أيار الماضي. وأجبر الاحتلال الأطفال على السير أمامهم في بنايات وأزقة المخيم، وتفتيش منازل والطلب من السكان الخروج، وفي حالتين وضع الجنود بنادقهم على كتفي طفلين وأطلقوا الرصاص.

عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أكد أن استخدام جيش الاحتلال النازي، المعتقلين الفلسطينيين دروعاً بشرية خلال عملياته الإرهابية في قطاع غزة؛ جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل قوانين الحروب وحقوق الأسرى، واستهتار بكل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية.

ويوضح الرشق أن جريمة الدروع البشرية تضاف لسجل الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في معسكرات الاعتقال النازية، والتي شملت كل أشكال الانتقام الوحشي مــن تجويع وإذلال وتنكيل، وإهمال طبي متعمد، وحرمان من الغذاء والدَّواء، وتكسـير للأطراف، وقتل بطيء، وإعدامات ميدانية.

وطالب الرشق المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة، كما طالب محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية بإضافة جرائم الدروع البشرية إلى ملف جرائم الحرب التي يُحاكم عليها قادة الاحتلال.

.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة