الأقصى في خطر.. هل يتحرك العرب والمسلمون لمواجهة معركة التهديد الوجودي الأشد؟

[[{“value”:”

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

حذرت مراكز بحثية ومختصون في الشأن المقدسي من خطورة التعاطي مع موسم التهويد الصهيوني للمسجد الأقصى كما في باقي الأعوام السابقة “بمنطق الخطر السنوي أو موسم الاعتداءات السنوي المعتاد على المسجد”، لا سيما وأننا بتنا في هذه الأيام نتكلم عن خطر وجوديّ يهدد كيان ووجود وكينونة المسجد الأقصى كليًا.

وأكدوا على أنّ الذكرى العبرية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، والتي ستحل يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، تعتبر ذات أهمية عالية لدى تيار الصهيونية الدينية الذي يتحكم بالحكومة الإسرائيلية، مؤكدين في الوقت ذاته على أنّه “يفترض منطقيًا أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة أن تكرس هذا اليوم يومًا للانتقام مما حدث في السادسة والنصف من صباح ذات اليوم العام الماضي عندما اجتاحت المقاومة الفلسطينية غلاف غزة العازل، ودخلت البلدات والمستوطنات حول غزة”.

 بدوه أكد الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص – في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام أنّ الأقصى يشكل بوابة معركة الحسم، وتنظر إليه الصهيونية الدينية باعتباره نقطة الحسم الأصعب التي إذا ما حُسمت تفتح بوابة الحسم على بقية الجبهات، ما يجعلها بوابة إلحاق الهزيمة وفرض اليأس الصهيوني من إمكانية الحسم، ويجعل معركة الأقصى بالتالي معركة وجود.

وقال ابحيص: إنّ الصهيونية الدينية تنظر إلى فرض الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى باعتباره جوهراً أساسياً مفقوداً للكيان الصهيوني حتى ينال بركة الرب، ومدخلاً أساسياً لاستجلاب الخلاص الإلهي، وانطلاقاً من ذلك فهي تتطلع إلى الإحلال الديني التام فيه، وتتطلع إلى تحويله إلى هيكل من خلال استراتيجية التقاسم التي تجلت حتى الآن في ثلاثة أهداف مرحلية: التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني والتأسيس المعنوي للهيكل كمقدمة لتأسيسه المادي.

وأشار إلى أنّ “التأسيس المعنوي للهيكل” كان محل التركيز الأهم لجهود الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل التابعة لها قبل الطوفان، وهي تعمل على فرضه عبر ثلاثة مسارات: نقل الطقوس التوراتية المعتادة في كنس العالم إليه، وإحياء العبادة القربانية المختصة في الهيكل داخل المسجد الأقصى، وفرض إدخال الأدوات التوراتية إليه؛ وفرض حقائق تصفوية خطيرة على كل هذه الجبهات هو ما أدى إلى انفجار طوفان الأقصى انطلاقاً من موسم الأعياد التوراتية الطويل، الذي يشكل موسم العدوان الأعتى الذي توظفه الصهيونية الدينية للعدوان على الأقصى.

وتابع ابحيص بالقول: إنّ موسم الأعياد التوراتية الطويل عبر العقود الأربعة الماضية من صعود الصهيونية الدينية إلى موسم ثورات الأقصى، فانطلقت فيه خمس ثورات كبرى من أجل الأقصى، وهو مرشح للتجدد اليوم مع تصاعد محاولات الإحلال الديني وتصفية هوية الأقصى، وفي ظل العدوان على الضفة الغربية وتصاعد المـ.ـقـ.ـاومة فيها واستمرار حرب الإبادة ضد غزة والتصعيد في جبهات الإسناد، كما أن موسم الأعياد هذا سيشهد الذكرى العبرية الأولى لهجوم المقاومة في طوفان الأقصى والذي سيأتي صباح الجمعة 25-10 ومن المحتمل أن تتعامل القيادة الصهيونية مع العيد السابق له باعتباره نقطة معالجة “عقدة 7 أكتوبر”، وبالتالي من المحتمل أن يخطط الكيان الصهيوني لهجوم متعدد الجبهات خلال يومي الأربعاء والخميس 24 و 25-10-2024 ولا بد من الاستعداد لهذا الاحتمال بل والتفكير في إمكانية استباقه لتعزيز العقدة.

وحذر من أنه من المتوقع أن يشهد موسم الأعياد التوراتية القادم العدوان الأعتى على المسجد الأقصى في تاريخه على كل جبهات التهويد، بما يشمل نفخ البوق العلني بشكل متكرر واستعراض الطقوس، ومحاولة تجديد حصار الأقصى، ومحاولة تمديد مساحات الاستفراد للجهة الغربية، ومحاولة بناء عريشة في الساحة الشرقية للأقصى، واستعراض هيمنة شرطة الاحتلال على إدارته، والمساس بالأوقاف وحراس المسجد الأقصى.

ووجه ابحيص رسالة للأمة العربية والإسلامية بأنّ هذه المقدمات تفرض أن يفكر كل منا، أفراداً وجماعات، أن نستعد لخوض معركة الأقصى بكل ما نستطيع وأن لا ندخر جهداً في اجتراح الوسائل لذلك، فالأقصى معركة وجود.

أما الباحث والأكاديمي المختص في شؤون القدس الدكتور عبدالله معروف، فيؤكد على ما سبق بالقول: إنّ المسجد الأقصى المبارك يعيش حاليًا معركة وجود بكل ما في هذه الكلمة من معنى، والموسم القادم يحمل معاني خطيرة جدًا لدى تيار الصهيونية الدينية وتيارات اليمين المتطرف في إسرائيل وخارجها على حد سواء. وهذه الجماعات باتت ترى أن الأرضية مهيأة الآن لتفجير المنطقة بالكامل حسب رؤيتها الدينية الخلاصية حول قدوم المسيح، وترى أن الأرضية مهيأة في المسجد الأقصى لتنفيذ مشروعها على الأرض مستفيدةً من حالة العجز العربي والإسلامي غير المسبوقة رسميًا وشعبيًا فيما يتعلق بحماية المسجد.

ويستدرك معروف – في مقالة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام – بالقول: لهذا، فإن الردع الشعبي الحازم للاحتلال ومستوطنيه بشتى الطرق بات ضرورة ملحة تقع على عاتق المقدسيين أولًا باعتبارهم العيون الحارسة وخط الدفاع الأول عن المسجد، وعلى سكان مناطق الخط الأخضر كذلك باعتبارهم القوة الثانية من حيث إمكانية الوصول للمسجد الأقصى والدفاع عنه بفاعلية، وسكان الضفة الغربية باعتبارهم الحاضنة الطبيعية للقدس وأهلها.

ويؤكد على أنّ “هذا لا يعفي كل قادر على الوصول إلى المسجد من كل مكان في العالم من مسؤوليته في الدفاع عن المسجد، وصولًا إلى مجموع العرب والمسلمين في كل مكان، ممن ينبغي أن يشكلوا ضغطًا حقيقيًا على حكوماتهم يلزمها بالتحرك على كافة الصعد وبمختلف المستويات لحماية المسجد فعليًا لا بمجرد الاستنكار والتحذير”.

يخلص تقدير موقف صادر عن مؤسسة القدس الدولية – اطّلع عليه المركز الفلسطيني للإعلام – إنّ المسجد الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، وهذا يفرض ضرورة الانخراط في معركة الدفاع عنه بكل وسائل المقاومة الممكنة، على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده وعلى مستوى دول الطوق وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، مع الضغط على النظام العربي الرسمي المتآكل للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه.

وأكد تقدير الموقف أنه للوصول إلى ذلك يجب إطلاق أكبر حملة تعبئة وتوعية في تاريخ حملات التفاعل مع المسجد الأقصى منذ اليوم وحتى نهاية يوم 25-10 القادم.

بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن تكثيف اقتحامات عصابات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتنظيم جولات استفزازية فيه وأداء صلوات تلمودية بحماية من جيش الاحتلال، في الوقت الذي يتم فيه فرض قيود على المصلين من أبناء شعبنا الفلسطيني أمام الدخول للمسجد؛ هو استمرار لخطوات الاحتلال الساعية لخلق واقع جديد وفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، ومحاولات بسط السيطرة عليه وتهويده.

ودعت الحركة في تصريح صحفي، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، اليوم الخميس، شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، والرباط فيه، والعمل لإفشال كل مخططات الاحتلال الساعية لتهويده وتغيير معالمه.

وأكدت الحركة أن مقاومتنا الباسلة وشبابنا الثائر، سيقابل هذه الانتهاكات بمزيد من المقاومة والاشتباك مع الاحتلال، دفاعاً عن الأقصى والقدس وكافة أراضينا المحتلة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة