الاحتلال يدعي تخليصه لكلب من سوء المعاملة بقربة فلسطينية ويتناسى قتله للمدنيين الفلسطينين

 ​   

بيت لحم /PNN / نجيب فراج – كان ذلك يوم الاربعاء الماضي حينما قامت قوة عسكرية اسرائيلية مكونة من ثلاث جيبات عسكرية باقتحام قرية حوسان الى الغرب من مدينة بيت لحم وقامت هذه القوة بمداهمة كراج لتشحيم المركبات ويقع على مدخل القرية ومن ثم قاموا باعتقال صاحب الكراج وهو الشاب ضياء محمد زعول “28 سنة” بتهمة قيامه بربط كلب من عنقه وتعود ملكيته له بالقرب من المشحمة وقام الجنود بمصادرة الكلب ونقل الشاب زعول الى محطة عسكرية تقع في مستوطنة بيتار عليت المقامة على اراضي البلدة وذلك بتهمة اساءة معاملة الكلب متناسين جرائمهم وتعاملهم الهمجي مع الفلسطينين في غزة والضفة الغربية والقدس.

واثناء احتجازه كان افراد من الضباط يؤنبون الشاب وبقولون له ان المعاملة سيئة حينما يتم احتجاز حرية الكلب بهذه الطريقة وهي مخالفة لقوانين دولة اسرائيل، ووضعوا الشاب زعول في زنزانة انفرادية وقذرة من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الثانية عشر ليلا ومن ثم اطلقوا سراحه  من وسط مستوطنة بيتار عليت التي يقطنها عشرات الاف المستوطنين المتزمتين ليسير على الاقدام نحو سبعة كيلو مترات ليصل منزله بدون ان يكون هناك اي اهتمام لما قد يحصل له خاصة وان السير في المستوطنة وعلى مقربتها تشكل خطرا حقيقا على حياته وعندما وصل الشاب منزله لم يصدق احد انه ظل سالما فالمستوطنون جاهزون لاطلاق النار على المواطنين في كل الحالات والاوقات.

و لم يعيد الكلب الى صاحبه وجرى احتجازه بدون معرفة اسباب مصادرته وبالتأكيد حسب العديد من المهتمين بشؤون الحيوانات ان هذا النوع من الكلاب سعره غالي الثمن وبالتالي وجد الجنود ذريعة لكي يسرقوه او يحتفظوا به بالقوة كما قيل في القرية.

وفي اليوم التالي تفاجأ الشاب زعول ان يقوم الجيش الاسرائيلي بنشر صوره للكلب على صفحة عسكرية تابعة للشرطة الاسرائيلية ويقف خلفه ثلاثة من افراد الشرطة وهم يضحكون وعنونت هذه القوات على المنشور بالعربية  عبارة “تحرير كلب بيتبول بعد اساءة معاملته في قرية حوسان الفلسطينية والقبض على مشتبه به”.

الحادثة اثارت موجه من الاستهجان والسخط وعلامات الاستفهام من قبل اهالي القرية وكافة المتابعين اذ ان الجيش الاسرائيلي اخذوا الكلب بدعوى تخليصه من سوء المعاملة بينما اعتقلوا الشاب واحتجزوه لساعات طويلة في زنازنة وسخة وضيقة وقهروه ومن ثم اطلق سراحه ليكون خطرا جدياعلى حياته، وهو صحاب الكلب ويعرف كيف يتعامل معه ويعامله بشكل جيد وعندما يرتأي ان يربطه فهو يفعل ذلك وهو مقتنيه منذ عدة سنوات.

اما الاهم في كل الموضوع الذي اثاره المواطنين والنشطاء بانه كيف يمكن لهذا الجيش والشرطة ان يدعو انهم حريصون على سوء المعاملة من حسنها وهم الابطال في تنفيذ كل الجرائم بحق الشعب الفلسطيني منذ 75 سنة في قتل الفلسطينيين وحبسهم وهدم منازلهم وتهجيرهم والاستيلاء على اراضيهم والاعتداء على مقدساتهم وتندنيسها ومن ثم ياتون ليسوقوا انهم حريصون على كلب عند صحابه يعرف كيف يتعامل معه وعندما يتدخلون في ذلك فهو دليل على ان يحشروا انوفهم في تفاصيل خصوصية لتتعدى ذلك كل حدود الحرية، حتى في حوسان نفسها حيث تتعرض القرية الى حملات عسكرية لا تتوقف باطلاق النار على المواطنين وحصار القرية واخضاع الاهالي لاجراءات قمعية لا تتوقف كان اخرها اطلاق النار على الفتى محمود زعول واستشهاده وجرح نحو 11 مواطنا اخر بعضهم اصيب بجراح خطيرة وذلك في العشرين من الشهر الجاري اي ربما في ذات اليوم.

وربط احد النشطاء هذه الحادثة التي فيها الكثير من التزوير والتدليس بالحادثة الشهيرة حينما احتجزت احدى المستوطنات مع كلبها من قبل المقاومة في غزة وكيف ان الصور اظهرت بان هذه المحتجزة طيلة نحو الشهرين خرجت مع كلبها وتمكنت من الحفاظ عليه حيا في ظل الظروف الصعبة من جراء القصف العشوائي والتجويع المتعمد.

ويقول هؤلاء “لا يمكن لهذه الدولة التي ترتكب كل هذه الجرائم وتنتهك كل هذه الحقوق بشكل صارخ ان تحسن صورتها من خلال حادثة الكلب التي افتعلتها بصورة كاركاتورية عجيبة”.

 

  

المحتوى ذو الصلة