الاحتلال ينتقم من المدنيين.. والمقاومة مستمرة وملتحمة مع شعبها

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يرتكب الاحتلال الصهيوني مجزرة دموية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، ويصب الاحتلال وحشيته على المدنيين، حيث أعلنت وزارة الصحة اليوم بأن عدد الشهداء من النساء والأطفال بلغ 70% من الشهداء.

استهداف المدنيين وترويعهم هي أحد أهداف آلة الحرب الصهيونية منذ نكبة احتلال فلسطين عام 1948، حيث ارتكب الكيان الصهيوني آلاف المجازر وشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين.

واليوم بعد 74 عاما على النكبة، يذكر ويكرر الاحتلال دمويته بارتكاب أبشع المجازر الجماعية بحق قطاع غزة، وذلك تعبيرا عن فشله وخيبته، وللضغط على المقاومة التي تذيقه الهزيمة والذل في ساحات القتال.

الانتقام من المدنيين

ويرى الدكتور محسن صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أنه في التاريخ الاستعماري على مدى قرون، يلجأ المستعمر للانتقام من المدنيين نساءً وأطفالاً ومُسنّين، ويدمّر بيوتهم ودور عبادتهم ومدارسهم وثرواتهم، لأنه يعلم أن هذا نقطة ضعف لدى الشعوب، ليجبر الثورات على الاستسلام والرضوخ، وحتى يستأنف المستعمر استعماره، بعد تدمير الحاضنة الشعبية للثورة.

وقال صالح – في مقال له بعنوان: المقاومة الفلسطينية وجدلية التَّسبب بضحايا مدنيين من شعبها- إن المعادلة الأساسية للتحرير هي أن تستمر المقاومة والبيئة الشعبية الحاضنة، وأن تُثبِتَ للمستعمر أن الضغط على المدنيين لن يوقف الثورة، وأنه لن يزيدها إلا قوةً واشتعالاً، وأن لا حلّ أمامه سوى الرحيل.

احتلال قائم على العنف

وأكد صالح أن المشروع الصهيوني بطبيعته مشروع عدواني استيطاني إحلالي توسعي، يسعى للاحتفاظ بالأرض والتخلص من السكان، وفي عقليته أن لا مكان في فلسطين لدولتين، ولا لشعبين متكافئين.

وأشار إلى أن الأيديولوجية الصهيونية تقوم على العنف، وتعتبر أن ما لا يتحقق بالقوة، يمكن أن يتحقق بمزيد من القوة.

وأوضح صالح أن إنشاء الكيان الصهيوني جاء بعد ارتكاب عشرات المجازر، وتنفيذ عمليات التطهير العرقي والتهجير بحق شعب فلسطين، مع تدمير أكثر من 530 قرية وتجمعاً فلسطينياً، وظلت المجازر وتهويد الأرض والإنسان سلوكاً طبيعياً لدى الصهاينة طوال الـ 75 سنة الماضية.

المقاومة أكثر جدوى

وبين صالح أن مسار التسوية كان الوسيلة الأسهل والأسرع للصهاينة لتهويد فلسطين ولم يترك أمام شعبنا سوى المقاومة لإيقاف مشاريع الاحتلال لاستكمال السيطرة التامة على الأرض والمقدسات، ومشاريع التهجير والطرد.

وتابع: المقاومة أثمانها غالية لكنها تحقق وعد الله بالنصر للمؤمنين، وتُمضي سنة الله في هلاك الظالمين والمفسدين، وتحقق إرادة الشعوب، وأنه لا يضيع حق وراءه مطالب.

كما أن المقاومة تفضح بشاعة الاحتلال، وتكشفه عربياً ودولياً على حقيقته التي يحاول إخفاءها، وتفقده أمنه واقتصاده، بالتالي ينسف فكرة وجوده “كواحة” للأمن والازدهار، وكبيئة جاذبة ليهود العالم. كما تفقده أيضا مبرر تقديم نفسه كشرطي للمنطقة، وكقوة حاسمة في الصراعات الطائفية والعرقية التي يسعى لافتعالها.

المقاومة ملتحمة مع شعبها

وقال صالح إنّ المقاومة في غزة ملتحمة مع حاضنتها الشعبية، وأن قياداتها السياسية والعسكرية والتنظيمية تعيش هوم الناس وتطلعاتهم، وقاعدتها الشعبية هي الأوسع في قطاع غزة مقارنة بغيرها، ويجري عليها ما يجري على الجميع.

واستشهد حتى الآن في معركة طوفان الأقصى 5 من عائلة قائد الحركة إسماعيل هنية، وثلاثة من أعضاء المكتب السياسي لحماس، ورئيس مجلس شورى حماس في القطاع أسامة المزيني، وشقيق القائد العام للقسام محمد الضيف وابن شقيقه وحفيدة شقيقه، ومن أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام أيمن نوفل.

ومن ضمن قوافل الشهداء استشهد أبناء أعضاء من المجلس العسكري أبو أنس الغندور، وأبو أنس شبانة (ابنين)، وأبو معاذ عقل (ابنه)، وأبو عمرو عودة (ابنه)؛ كما استشهد ابن عضو المكتب السياسي لحماس نزار عوض الله، وابن عضو المكتب السياسي لحماس أبو حامد أبو عون وأحفاده الثلاثة، وغيرهم الكثير من الشهداء.

 

المحتوى ذو الصلة