الرايس حميدو.. من خياط إلى أشهـر قادة الأسطول البحري الجزائري 

 ​  لم يكن يعلم العثمانيون أن خياطا صغيرا سيقود أسطولا بحجم الأسطول العثماني الذي بسط هيمنته على دول البحر الأبيض المتوسط لعقود من الزمن.في سنة 1770م، وتحديداً في حي القصبة الشعبي بمدينة الجزائر، وُلد محمد بن علي الملقب بـ “الرايس حميدو” لأسرة جزائرية، كان يعمل بورشة للخياطة مع أبيه بالعاصمة، لكنه اختار طريقا غير الذي اختاره له والده، لا لسبب سوى لأنه كان مهوسا بالاستماع إلى قصص البحارة ومغامرتهم.وطوال فترة طفولته لم يخف حميدو -وهو اسم يطلق للتدليل على من يسمى باسم محمد- تعلقه بكل ما له علاقة بالبحر، فكان كلما مرّ عبر ميناء الجزائر، انجذب لرؤية البحارة العثمانيين والجزائريين وهم يقتسمون غنائم الجهاد البحري، إلى درجة أنّه صار يهرب من ورشة الخياطة من أجل استقبال البحارة والاستماع إلى قصصهم ومغامراتهم في البحار.لم يشعر حميدو وهو بداخِله، بالراحة والرضا عن الذات ولا اقتنع أن مهنة الوالد، بكل رتابتها وتواضعها، هي مهنته أيضًا التي يرغب في ممارستها طيلة حياته، حيث كان يتغيب عن عمله ليُمتع نظره بالبحارة في الميناء، ما جعل أبوه يتساءل عن سبب إهماله لمهنة الخياطة، فبرّر له حميدو قائلاً: “سأكُون 

لم يكن يعلم العثمانيون أن خياطا صغيرا سيقود أسطولا بحجم الأسطول العثماني الذي بسط هيمنته على دول البحر الأبيض المتوسط لعقود من الزمن.

في سنة 1770م، وتحديداً في حي القصبة الشعبي بمدينة الجزائر، وُلد محمد بن علي الملقب بـ “الرايس حميدو” لأسرة جزائرية، كان يعمل بورشة للخياطة مع أبيه بالعاصمة، لكنه اختار طريقا غير الذي اختاره له والده، لا لسبب سوى لأنه كان مهوسا بالاستماع إلى قصص البحارة ومغامرتهم.

وطوال فترة طفولته لم يخف حميدو -وهو اسم يطلق للتدليل على من يسمى باسم محمد- تعلقه بكل ما له علاقة بالبحر، فكان كلما مرّ عبر ميناء الجزائر، انجذب لرؤية البحارة العثمانيين والجزائريين وهم يقتسمون غنائم الجهاد البحري، إلى درجة أنّه صار يهرب من ورشة الخياطة من أجل استقبال البحارة والاستماع إلى قصصهم ومغامراتهم في البحار.

رايس حميدو

لم يشعر حميدو وهو بداخِله، بالراحة والرضا عن الذات ولا اقتنع أن مهنة الوالد، بكل رتابتها وتواضعها، هي مهنته أيضًا التي يرغب في ممارستها طيلة حياته، حيث كان يتغيب عن عمله ليُمتع نظره بالبحارة في الميناء، ما جعل أبوه يتساءل عن سبب إهماله لمهنة الخياطة، فبرّر له حميدو قائلاً: “سأكُون رئيساً للبحر عندما أكبر”.

في وقت وجيز حقق حميدو حلمه، وأصبح بحاراً في إحدى سُفن البحارة الجزائريين، وفي ظرف قصير، صار قائداً على السفينة التي كان يشتغل بها، والتي أطلق عليها اسم “مسعودة”.

نجاحات كثيرة

حقّق الرايس حميدو نجاحات كثيرة على رأس الأسطول البحري، حيث بلغت أعداد السفن التي تم اغتنامها في فترة توليه قيادة الأسطول الجزائري خلال 15 سنة، حوالي 113 سفينة، وكانت أولى معاركه سنة 1793م، حين أغار على أسطول من السفن الأميركية، واستطاع أن يغنم سفينة أميركية كبيرة، ويأسر عددا كبيراً من البحارة الأميركيين.

وقد أجبرت تحركاته في الحوض الغربي للمتوسط الولايات المتحدة الأميركية على توقيع معاهدة مع الجزائر سنة 1795م، جرى من خلالها دفع أميركا مبالغ كبيرة، بالإضافة إلى ضريبة سنوية تدفع للجزائر على شكل معدات بحرية، من أجل أن يكفّ الرايس حميدو عن استهداف السفن الأميركية.

دفن بالبحر

قررت الولايات المتحدة الأميركية سنة 1812م، التوقف عن دفع الرسوم السنوية للجزائر، فأعلن الرايس حميدو الحرب عليها، حيث توعد السفن الأميركية العابرة للمتوسط، فقامت أميركا بإرسال أسطول عسكري يتكون من 9 سفن حربية، بقيادة الأميرال ستيفن ديكاتور، من أجل حماية السفن التجارية الأميركية بالمتوسط.

وفي سنة 1815م، وبينما كان الرايس حميدو يقود سفينته “البرتغالية” وحيدة في عرض المتوسط، انقضّ ديكاتور على الرايس حميدو وقام بمحاصرة سفينته من كل جهة.

ونشبت معركة بحرية غير متكافئة بين الرايس حميدو والأسطول الأميركي، أدت إلى وفاته بعد أن أصابته قذيفة مدفعية إصابة مباشرة، ودُفن كما أوصى بالبحر، لتنتهي قصة واحد من أبرز قادة أسطول الجزائر العثمانية حينها، لكن اسمه ظل متداولاً عبر الأجيال، وهناك عدّة أحياء باتت تحمل اسمه.

  

المحتوى ذو الصلة