الزميل رزق الغرابلي .. مسيرة حافلة بالعطاء توجت بالشهادة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في كل ساحة عمل وعطاء، كان للإعلامي والأكاديمي الدكتور رزق الغرابلي، بصمة وحضور، وتوج كل ذلك بارتقائه شهيدًا في قصف صهيوني، ضمن الحرب الدامية على قطاع غزة.

واستشهد الغرابلي، قبل عدة أيام، بعدما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لذويه في حي الأمل غرب خانيونس، التي تتعرض لاجتياح إسرائيلي بالتوازي مع قصف مكثف.

ونعى المركز الفلسطيني للإعلام بكل الحزن والأسى مدير مكتبه في قطاع غزة: الشهيد الدكتور رزق محمد غازي رشدي الغرابلي، مشيرًا إلى أنه ارتقى شهيدًا في جريمة صهيونية تُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال النازي المستمرة بحق المدنيين والصحفيين.

ومنذ بداية حرب الإبادة، خصص الغرابلي حسابه على فيسبوك لبث العزيمة والثبات لدى الناس في مواجهة العدوان، فيما أعد سلسلة تقارير صحفية تواكب العدوان الإسرائيلي وأداء المقاومة البطولي؛ حيث كان مصرًا على توصيل رسالته الإعلامية رغم الظروف الصعبة التي واجهت منطقته من حيث انقطاع الكهرباء والإنترنت.

مثابرة وهمة عالية

40 عامًا، هي سنوات عمر الشهيد الراحل، لكنها سنوات كانت مليئة بالمثابرة والهمة العالية، وجمع بين العمل والدراسة إلى جانب تطوعه ونشاطه في إطار علوم القرآن والخطابة وإلقاء الدروس.

وأسهم تنوع الدراسات العلمية التي تلقاها الشهيد في تميز عطائه، حيث درس اللغة الإنجليزية وأجادها، ثم درس العلوم الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة وتخرج بتفوق، ونال الماجستير في الفقه من جامعة الأزهر، ليسافر إلى ماليزيا في رحلة طلب العلم لينال في غضون سنوات الدكتوراه في الفقه أيضًا.

خلال سفره، تبين إصابته بمرض السكر، ولكنه تحامل على أوجاعه واستمر بهمته في نهل العلم والتعليم، وساهم في تأسيس مدرسة في ماليزيا.

العودة للوطن

ورغم أن الراحل الشهيد، كان أمامه عدة خيارات للبقاء في الخارج، إلاّ أنه آثر العودة إلى الوطن بلده التي ولد فيها، وتشرب بين أزقتها معاني الكرامة والعزة.

نشأ الراحل في أسرة ملتزمة محبة كانت دومًا حاضنة لطموحه العلمي وتميزه، لذلك كان حريصًا على أن يعود ليكون إلى جانب والده ووالدته.

أدار الشهيد الغرابلي مكتب المركز الفلسطيني للإعلام في قطاع غزة، منذ عام 2015، وقاد فريق العمل باقتدار، ليبقى صوت المقاومة وصوت فلسطين إلى العالم حيًّا وفعالاً، وكان مشاركًا في التغطية وإعداد التقارير، حتى ما قبل أيام من استشهاده عندما أحكم الاحتلال حصاره الغاشم على منطقة سكنه في حي الأمل بخانيونس.

آثر الشهيد البقاء في منطقة سكنه، لإيمانه أن الأقدار محتومة، وأن الاحتلال لم يدع مكانًا آمنًا في قطاع غزة، مع التردي الكبير والمعاناة الهائلة التي يعيشها قرابة 2 مليون نازح في خيام التهجير.

بصمات وعطاء متعدد

عطاء الشهيد وبصماته لم تقتصر على ساحة العمل الصحفي، فهو كان محاضرًا أكاديميا ومشرفا على رسائل علمية خلال عمله غير المتفرع في جامعة UNIVERSITY OF THE PEOPLE، وكان مراقبا شرعيا في العديد من المؤسسات الاقتصادية، وأسس مركزًا للتدريب في المجال الاقتصادي.

كما كان للشهيد باع كبير في مجال الدعوة والقرآن فهو خطيب مفوه بارع، يجيب إيصال الفكرة للناس، مستحضرًا الشواهد من القرآن والأحاديث وربط كل ذلك الحاضر.

ولعذوبة صوته وإجادته أحكام التلاوة كان أمامًا في عدة صلوات في مسجد الرحمة أحد أبرز مساجد خانيونس، وكان له دور كبير في متابعة تحفيظ القرآن.

وترك الشهيد وصية ختمها بالدعاء: اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكم عدل فينا قضاؤك نسألك اللهم رحمة ونورا لنا في قبورنا وجنة ونعيما في أخرانا، وأن تدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب .. اللهم آمين.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة