السنوار قائدًا لحماس.. دلالات ورسائل القيادة من قلب المعركة

[[{“value”:”

عزة – المركز الفلسطيني للإعلام

أيامٌ سبعة، بدأت باغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومرّ خلالها في العلن جنازتان لتوديعه إحداهما في طهران والأخرى في الدوحة، والمدن تمتلئ بالمودّعين والشاشات تبث تداعيات اغتياله على المسارات السياسية والعسكرية والتفاوضية، إلا أن الخفاء كان ينطوي على خليّة عمل منذ اللحظة الأولى لاختيار من يخلف الشهيد هنية في ظل أصعب حرب في القرن الحالي، حتى أوشك الأسبوع على الانتهاء، وإذ بالحركة التي يُفترض أنها تلقّت ضربة قاسية باغتيال قائدها -وفق التصورات الصهيونية- تُلقي بصفعة مدويّة على وجه الاحتلال وحلفائه بإعلان القائد يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس.

اختيار السنوار أحدث صدمة مدوية لكل من انتشى فرحًا باغتيال الشهيد الراحل إسماعيل هنية؛ حيث إنه مثّل تحديًا واضحًا للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من خلفه، بأن الضربات التي تتلقاها المقاومة لا تزيدها إلا إصرارًا وعنادًا ومُضيًّا في خوض مسار الحرب إلى أبعد مما يتخيله أعداء الشعب الفلسطيني؛ وذلك نظرًا لما يُمثّله السنوار من رمزية إذلال جيش الاحتلال ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمعركة طوفان الأقصى وما تلاها من حرب لم تزل رحاها دائرة حتى اليوم، لم يتحقق فيها هدف إسرائيلي واحد حتى اليوم، وكبّدت فيها المقاومة الفلسطينية المنظومة العسكرية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية خسائر غير مسبوقة ولا يمكن ترميمها عما قريب.

اغتيال اسماعيل هنية كان خطأ فادح من المجرم نتنياهو

يحيى السنوار الآن هو قائد حركة حماس، والسنوار له خلفية أمنية وعسكرية صعبة يضع المسدس على الطاولة قبل ان يفاوض، وهو اول قائد في حماس يقود اكبر معركتين ضد الاحتلال معركة #سيف_القدس ومعركة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/tdmmlXldGv

— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) August 6, 2024

في أعقاب إعلان السنوار رئيسًا للحركة لم تُخفِ إسرائيل ما أصابها من خيبة أمل، وجاء على لسان إعلامييها ومسؤوليها ما يؤكد ذلك الشعور لديهم؛ حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تعيين السنوار مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى.

واعتبر المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” آفي يسخاروف أن حركة حماس اختارت “أخطر شخص لقيادتها”، لا سيما أن إسرائيل تعتبر السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.

أما قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية فقالت إن اختيار السنوار يُظهر أن حماس في غزة لا تزال قوية.

لا يوجد لدى الصهاينة عقل
قد كنتم على #إسماعيل_هنية رحمة الله علية يتكلم معاكم بالسياسة

الآن تفاهموا مع يحيى السنوار حدود 67 تعود يعني تعود السنوار وعد وسينفذ وعده . pic.twitter.com/0FJmoQImYw

— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) August 6, 2024

“سنجعل نتنياهو يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه”.. بهذه النبرة الحادة، وجّه القائد يحيى السنوار خطابه منذ أعوام لكيان الاحتلال، مؤكدًا أن القادم سيفاجئ العدو يومًا ما، وهو ما قد كان يوم السابع من أكتوبر الماضي.

ونحن عليه شهود لعن هو وكيانه اليوم الذي ولد فيه #يحيى_السنوار #ابوابراهيم_واقطع https://t.co/FSupGtUhTS

— Four Brothers 🇵🇸 (@MohammedAbedA18) August 6, 2024

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن اختيار السنوار رئيسًا لحركة حماس له أبعاد منطقية في هذه المرحلة لأسباب ذاتية ولأسباب موضوعية؛ فمن حيث الأسباب الذاتية فإن السنوار هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالإضافة إلى كونه واحدًا من القيادات التاريخية التي أسست الحركة منذ نشأتها.

وأضاف عرابي في مداخلة له على شبكة الجزيرة، أن الأسباب الموضوعية تتعلق بالرد على الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقد أنه يمكنه خلق حالة من الفوضى والتفكك داخل حركة حماس، فكان رد الحركة أنها متماسكة بحيث تختار رئيسًا لها من داخل قطاع غزة، وهو ما يُمثّل رمزية أخرى لها بُعد أخلاقي؛ حيث تُمثل رمزية وجود القائد داخل القطاع، تطبيقًا عمليًّا لفكرة التحام المقاومة بالشعب الفلسطيني وأنهم يعيشون آلام أهل غزة استشهادًا واعتقالا ومطاردة.

أما الكاتب والمحلل الساسي حازم عياد، فيرى أن اختيار السنوار مثّل صدمة للاحتلال الإسرائيلي ولنتنياهو بشكل شخصي، فهو استجابة موضوعية أسقطت الرهانات الإسرائيلية على سياسة الاغتيالات والضغوط العسكرية لابتزاز المقاومة الفلسطينية أو دفعها للتفكك والتراجع عن أهدافها ومطالبها.

وأضاف عياد في مقال له تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يمثل استجابة إيجابية للتحديات المستجدة المتولدة عن التصعيد الإسرائيلي في جبهات القتال المتعددة من جنوب لبنان إلى الضفة الغربية إلى البحر الأحمر، فهي تؤكد على مركزية قطاع غزة والضفة الغربية في المعركة الآخذة في الاتساع إقليميًّا.

وأكد أن حماس بهذا المعنى أعادت تموضعها بما يتناسب مع المخططات الإسرائيلية ورهانات نتنياهو الحالمة لتوسيع المواجهة والضغط على المقاومة التي بددها اختيار السنوار رئيسًا، كونه يقود المعركة العسكرية والسياسية على بعد أمتار من قوات الاحتلال المحتشدة في قطاع غزة، ويتحدى الاحتلال بشكل يومي في أرض المعركة.

استعدوا يا صهاينة للجحيم … فقد سلط الله عليكم #السنوار

أغبياء pic.twitter.com/saj9fs4v67

— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) August 6, 2024

يتسق مع هذا الطرح الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد، الذي أكد أن هذا الاختيار له دلالة على قوة المقاومة وحيويتها، وأنها قادرة على إدارة مؤسساتها ولديها كفاءة التأمين والتواصل بين الأقاليم المختلفة التي تتواجد فيها الحركة، وذلاك على المستويات الميدانية والسياسية والتنظيمية.

وأضاف زياد في لقاء له على شبكة الجزيرة أن حماس أرادت من هذا الاختيار إيصال رسالة للاحتلال بأن اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية كان خطأ استراتيجيًّا ارتكبته إسرائيل؛ حيث كان يراه كثير من الإسرائيليين أنه الأكثر اعتدالًا داخل حماس، لذا جاء الرد من قبل الحركة بأن المرحلة المقبلة سيقودها رجل هو الأكثر “راديكالية” و”عنفًا” -حسب التصنيف الإسرائيلي-، وكذلك كان هنية -المقيم خارج الأراضي الفلسطينية- يتمتع بأريحية الحركة والتواصل بين الأقاليم لإدارة عملية التفاوض، بينما الآن جاء خلفًا له يحيى السنوار من قلب غزة للتأكيد على أن حماس تدير العملية السياسية من داخل أرض المقاومة.

ورأى أن السنوار “بشدة ذكائه قادر على شق مسارات إستراتيجية كبرى لم يعهدها المجتمع الغزي أو المجتمع الفلسطيني”، مشيرا إلى أن السنوار “بنى قلعة مقاومة في غزة إلا أنه استطاع نقل الصراع إلى مربع مختلف تماما، حيث استطاع توظيف القوة في لحظة فارقة في مكمن ضعف عند العدو واستطاع الوصول إلى معركة طوفان الأقصى”.

بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي شادي شرف أن اختيار السنوار يشكل “صفعة جديدة بوجه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد صفعة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية “طوفان الأقصى”.

وشرح في حديث إلى التلفزيون العربي أن السيناريوهات الإسرائيلية لخليفة إسماعيل هنية لم تلحظ اسم السنوار.

واعتبر أن هذا الاختيار يشكل تحديًا للمنظومة الأمنية ولكل الضربات العسكرية وحرب الإبادة التي تشن على غزة، لافتًا إلى أن تعيين السنوار يؤكد أن وجهة حماس ما زالت نحو المقاومة والتمسك بهذا الخيار لأن السنوار هو من يقود المفاوضات والعقل المدبر لهجوم طوفان الأقصى.

وذكّر بأن السنوار يحظى بشعبية واسعة ليس فقط لدى حماس بل أيضًا لدى فصائل عديدة موجودة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه استطاع إعادة بلورة وصياغة العلاقات مع جميع الفصائل بطريقة كانت مقبولة جدًا مقارنة بالفترات السابقة.

” إنّ بلايا غزة تحمل المنايا ،و إنّ نواضح غزة تحمل السم النقاع .. إذا صمتنا فصمتنا إعداد .. وإذا نطقنا سينطق عنا الزناد .. “

رئيس حركة #حماس يحيى السنوار pic.twitter.com/1cQOqFQrKU

— جابر الحرمي (@jaberalharmi) August 6, 2024

“}]] 

المحتوى ذو الصلة