[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد فوز المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترمب، على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، يترقب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو -بفارغ الصبر- وصول ترمب إلى البيت الأبيض ليكوّنا معًا، تحالفًا دمويًّا ضد محور المقاومة المتمثل في غزة ولبنان وإيران في المقام الأول، وليستطيع بذلك نتنياهو تلقي دعمًا أكبر في حربه تلك، ومن ثم يكسب مزيدًا من الوقت لإطالة عُمره السياسي، بل -وربما- ليحقق توسعًا أكبر في عدوانه على مناطق عدة في الشرق الأوسط.
بالتزامن مع التهنئة التي قدمها نتنياهو لترمب صباح أمس، كان مطار بن غوريون على موعد مع سقوط صاروخ أطلقه حزب الله، ما ترتب عليه توقف حركة الطيران في المطار، في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط شظايا صواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى دون وقوع إصابات.
في اليوم ذاته اعترف جيش الاحتلال بإصابة 21 جنديًّا إسرائيليًّا بجروح في قطاع غزة وجنوب لبنان خلال يوم واحد، فيما أعلنت كتائب القسام قبلها بساعات أن مجاهديها تمكنوا من الإجهاز على قوة صهيونية راجلة قوامها 5 جنود من المسافة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية في شارع “الهوجا” وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
الأمل الذي يعقده نتنياهو على مجيء ترمب في إطالة أمد الحرب أو الخروج منها بنصر محقق، يتصادم مع الواقع الميداني في كل من غزة لبنان، بالإضافة إلى ما تترقبه إسرائيل من الرد الإيراني على اعتدائها الأخير، الأمر الذي يراه المجتمع الإسرائيلي محاطًا بالشكوك حول إمكانية وصول نتنياهو إلى أهدافه أو تحقيق انتصار حقيقي يُعيد الأمن إلى كيان الاحتلال.
وجاء خطاب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أمس ليؤكد أن تلك الشكوك، بتجديد إصرار حزبه على المضي قدمًا في الحسم الميداني، لا من خلال الأروقة السياسية، أو المفاوضات التي تمنح العدو نصرًا على حساب الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقال قاسم في خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، إنهم أمام حرب إسرائيلية على لبنان بدأت منذ 40 يومًا تقريبًا كانت بعد حرب الإسناد مع قطاع غزة منذ سنة، مؤكدًا على أن القطاع سيبقى عصيًّا واقفًا ثابتًا جامدًا وبأنه سينتصر.
وأكد أن نتنياهو يرفض تحديد موعد لنهاية الحرب، لأنه أمام مشروع يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يهدف من عدوانه على لبنان إلى 3 خطوات أولًا إنهاء وجود حزب الله وثانيًا احتلال لبنان ولو عن بعد، فيما يهدف في خطوته الثالثة من خلال عدوانه على لبنان العمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط.
واعتبر قاسم أن “نتنياهو لم يعرف أنه يواجه مقاومةً لديها عوامل قوة أساسية بينها العقيدة الصلبة ومقاومون استشهاديون لا يهابون الموت”، مشيرًا إلى أن من العوامل الأساسية التي لدى المقاومة الاستعدادات والإمكانات من أسلحة وقدرات وتدريب، فيما لدى الاحتلال حرب الإبادة وقتل المدنيين والظلم والتصرف بوحشية وقدرة جوية استثنائية مرتبطة بمدد لا نهائي من الولايات المتحدة.
واعتبر أن الاحتلال يعتمد أيضاً على جيشه البري، مؤكدًا على أن هذا لا ينفعه وهو يخشى الالتحام وواجه مقاومةً صلبةً على الحدود، ومشددًا على أن الميدان وحده هو من يوقف العدوان عبر الحدود إضافةً إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وقال الأمين العام لحزب الله: “ستصرخ إسرائيل من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع عليها والأيام آتية”.
من جهته اعتبر الخبير العسكري العميد إلياس حنا كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم “مؤشرًا على إظهار القوة” تزامنًا مع قصف مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن كلمة قاسم الجديدة تمثل مرحلة جديدة “تفصل بين تصعيد سابق وآخر لاحق” على مستوى استعداد المقاومة وجاهزيتها لمواجهة الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الخبير العسكري أنه لا يكفي الردع بالتصريحات فقط وإنما بإظهار القوة، وهو ما ترجم اليوم بقصف قواعد عسكرية خارج نطاق حيفا، وسقوط صاروخ على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وقال حنا إن حزب الله يستهدف مثلثًا إستراتيجيًّا إسرائيليًّا “فيه كل شيء”، في إشارة منه إلى حيفا وتل أبيب والقدس، في حين تستهدف إسرائيل مثلثًا حيويًّا لحزب الله ممثلًا بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية ببيروت ومنطقة البقاع.
على جبهة غزة أوقعت كتائب القسام، اليوم الخميس، قوة راجلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في كمين بشمال القطاع.
وقالت القسام، في بلاغ عسكري عبر منصة “تليغرام”، إن مقاتليها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، تفجير عبوة “رعدية” في قوة إسرائيلية راجلة بعد دخولها أحد المباني في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وفي بلاغ منفصل، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند وجرافة عسكرية من نوع “D9” بقذيفتي “الياسين 105” أمس الأربعاء في محيط الدوار الغربي “حارة الخزان” في بيت لاهيا شمال القطاع.
أما في الضفة الغربية 41 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة الماضية، فقد وثق مركز معلومات فلسطين (معطى)، تواصل أعمال المقاومة في الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الماضية لتبلغ 41 عملاً مقاومًا، ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، ضمن معركة “طوفان الأقصى”.
وقال “معطى”، في تقريره اليومي، الذي نشر الخميس، إن أعمال المقاومة شملت 15 اشتباكًا مسلحًا وإطلاق نار، إلى جانب تفجير 13 عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 11 نقطة بالضفة، وإسقاط طائرة استطلاع وإعطاب آلية عسكرية.
واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في عدة بلدات، منها: بلدة عناتا ومخيم قلنديا بالقدس المحتلة وفي مدينة البيرة برام الله، وكذلك اشتباكات مسلحة تخللها تفجير أكثر من 10 عبوات ناسفة في أماكن مختلفة من مدينة جنين والسيلة الحارثية وكفر دان ومعسكر سالم، وأدت لإصابة جندي وإعطاب آلية عسكرية وإسقاط طائرة استطلاع.
كما اندلعت مواجهات مسلحة تخللها تفجير عدد من العبوات الناسفة خلال اقتحام مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم، وأيضًا شهدت بلدات عوريف بنابلس والخضر وحوسان ببيت لحم، ومدينة سلفيت مواجهات مسلحة.
من ناحيتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها، عقب فوز ترمب، إن على الإدارة الأمريكية الجديدة، أن تَعِي أن شعبنا الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال البغيض، وأنه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
الرهان الإسرائيلي على الدعم الأمريكي (المتوقع زيادته في عهد ترمب) في العدوان على غزة والضفة ولبنان، يجد تحديًا كبيرًا من الصمود الأسطوري لأجنحة المقاومة في الجبهات الثلاثة، لا سيما أن الأهداف المعلنة من قبل الاحتلال فيما يتعلق بإضعاف المقاومة وممارسة الضغط عليها لإجبارها على التنازل لصالحه، لم يتحقق منها شيء، بل أثبتت التجارب أن الضربات العنيفة التي تتلقاها المقاومة لا تزيدها إلا قوة ولا تعود على الاحتلال إلا بمزيد من الفشل العسكري، وتعرضه لمزيد من الضغط الداخلي لطي هذه الصفحة.
وهذا ما عبر عنه وزير الحرب المقال يوآف غالانت في تصريحاته لعوائل الأسرى مساء الخميس؛ قال فيها إن انهيار المفاوضات لإنجاز صفقة تبادل الأسرى في يوليو الماضي لم يكن له أسباب منطقية، مؤكدًا أن بقاء القوات الإسرائيلية في غزة أمر غير صائب ويشكل خطرًا على حياة الجنود.
“}]]