المسافة صفر تحيي الجغرافيا المطموسة بفاء أعدائها

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

اكتسب مصطلح “المسافة صفر” شهرة واسعة بعد استخدامه من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، إذ يعكس المصطلح قوة وشجاعة المقاومة التي واجهت الدبابات الإسرائيلية المتطورة بأسلحة بدائية.

وتعتمد استراتيجية “المسافة صفر” على اقتراب المقاوم من قوات جيش الاحتلال إلى أقل من 50 مترا، مما يجعل من الصعب على الجيش استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المقاومين، مما يعكس مستوىً عالياً من التكتيك والمرونة في تعامل المقاومة مع الظروف المتغيرة على الأرض.

صفر الطوفان المجيد

ولا تعتمد استراتيجية “المسافة صفر” فقط على العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع، بل تشمل أيضا مختلف أنواع القتال والتكتيكات العسكرية الأخرى، مما يساعد المقاومة على تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.

ويقول الكاتب د. محمود بركة، الباحث في الإعلام السياسي، إنه ثمة عمق في المسافة صفر التي تختصر المسافة التدريبية التي خاضها الفدائي المقاوم بينه وبين فهمه للكون ولفيزياء العدو. ومن تلك المساحة، وضعت المقاومة الفلسطينية في غزة الجسد في مركز الصفر وعلى رأسه، وتكوّن الخطاب وصار أحد درجات قوة الصفر.

المسافة صفر ❌
من داخل الصفر ✅ pic.twitter.com/Z5GQbXZzgE

— عبدالناصر البصري (@abdennacerelb) July 12, 2024

ويضيف في مقال نشرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية: “يشاهد العالم كيف تلتحم الأيادي المجردة إلّا من الإرادة مع أسلحة تتطور في اتجاهات اللاسامية التي تخوض حروباً مدعومة بأساطيل الإمبريالية والنظم الغربية وأسلحتها الفتاكة وتخاذل الرجعية العربية وصمت الرسمية الفلسطينية على غزة التي يأكلها غبار الحرب، وينهض من أرضها صفر الطوفان المجيد في قصيدة فدائية إنسانية”.

الحل السياسي وأيديولوجيا القهر

ويؤكد بركة في مقاله المعنون بـ”سطر المسافة، صفر في غزة”: أن “صفر الطلقة والبندقية والقذيفة العائدة مع جسد الفدائي نحو فلسطين” تأتي بعد عقود من “مهزلة القرارات الدولية الباحثة عن مسخرة الحل السياسي الذي لا يحل شيئاً في فلسطين، ولا يفعل شيئاً غير تمكين العدو وإعطائه فرصة من الأعوام الضائعة لتكريس سلطة الاستيطان وهندسة أيديولوجيا القهر اليومي على غزة لقتلها على مهل”.

🔥 عاجل…
المسافة صفر.. 👈 أبطال رفح.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر…

اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا
🤲 اللهم آمين آمين 🤲 pic.twitter.com/5ciyQgLMqD

— مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي (@DrMahmoudSalemE) July 11, 2024

ويصف المسافة صفر بـ”القصيدة الحربية التي انتظرت اللحظة والمساحة الحاسمة لتلتحم مع عدو حاول السيطرة على الكون بروايته المزيفة، وصار احتلالاً ذا رخصة ضارّة وغير محتملة”.

ويمضي بركة بالقول أن المسافة صفر في غزة تلوح في “النشيد الجسدي، إذ حقق الفدائي صورة الشجاعة المطلقة في سجايا المسافة المستحيلة، كانت صورة رمزية اتخذت الواقعية فيها شكل الفعل، وأصحبت سؤالاً في سجل الأيام الفلسطينية: كيف حقّق الفلسطيني المطارِد هدفه من المسافة صفر وراء الجدار، واستمرت مسيرات العودة حتى جاء الطوفان الأكبر والأخطر، طوفان الأقصى؟”.

🔻المسافة -1 وليس صفر!

ناقص يدخل يسوق الدبابة. pic.twitter.com/ac6vRfjtWo

— محمد عبد العزيز-غزة𓂆 (@Mohammed_102006) November 22, 2023

ويشدد على أن من يريد أن يكون أكثر قرباً من غزة، عليه رؤية ما تمارسه الصهيونية من تضييق على الفلسطينيين في سائر الجغرافيات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وفلسطين 1948 والسجون وصولاً إلى الشتات (…) وإجابة سؤال النكبة: إلى أين تأخني يا أبي؟!”.

خلخل سيطرة العدو

ويردف بركة بالقول: “هنا تكون المسافة هي صفر حقيقةِ. نُظُم رجعية قررت السكوت عن ضيق الحياة في فلسطين، وعمّا تفعله الصهيونية الإسرائيلية وشقيقتها العالمية في فلسطين. وغزة لا تزال في ظلمة دامسة بلا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات، وبلا خبز ولا تطبيب بعد أن دمّر العدو البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمخابز والمطاحن وملاجئ الإيواء”.

وعدّ عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر بـ”تحولات كبرى تشدّ الانتباه وتتابع السؤال: ما الذي حدث ويحدث وسيحدث بين العدو النائم في أعياد الأسطورة، وبين المفكّر الثوري اليقظ في فلسطين الواقع (…) هكذا تحيا الجغرافيا المطموسة بين يدَي مَن يحرر الأرض من مضمون المعارك المعجزة، حيث يعود الفلسطيني المقاوم وهم يتحسّسون عيونهم وقلوبهم على الملأ لكسر بوصلة الحصار واستبدالها ببوصلة الصفر الذي خلخل سيطرة العدو”.

“المسافة صفر.. نظام حياة!”

وكتب الكاتب المصري أنور عبد اللطيف، كيف أن اللواء فايز الدويرى الخبير العسكري لم يغير قناعاته بأنه ما ضاع حق وراءه مقاوم ولو كان بصدر عار، وكيف أن “الميركافا” أحدث دبابة في العالم ذات مميزات غير طبيعية، ترى بزاوية ٣٦٠ درجة، وجسمها محصن بأكثر من ثلاث طبقات للحماية، وملابس طاقمها وأقنعته ونظاراته لا تقل حصانة عن دروع الدبابة، وتملك نظام تشويش وتطور تكنولوجى ورادارى توجه بالأقمار الصناعية، “لا يدمرها في غزة إلا مقاتل يقف في المسافة صفر يؤمن بقيمة المقذوف وأن دقة التصويب تعنى فناء اعدائه وحياة وطن”.

ما أجملها كلمة المسافه
صفر
ترعب أصحاب السبت
وتثلج صدور قوم مؤمنين🔻 pic.twitter.com/27gZQqJ13G

— ريِّمَآ آبِنِةّ فِّلََّسطّيِّنِ آلَحٌبِيِّبِهِ🇵🇸 (@remaalamla19) November 22, 2023

وأضاف في مقال نشرته صحيفة الأهرام المصرية تحت عنوان “المسافة صفر.. نظام حياة!””: “من المسافة صفر نجح طوفان الأقصى في عرض القضية بالمعايشة والصورة والصوت والنبض إلى الأجيال الجديدة في المظاهرات بكل شوارع ولغات العالم، وكشف عجز مجلس الأمن عن التعامل مع القضية الفلسطينية طيلة ٧٥ عاما، وتورط الإدارة الأمريكية بالدعم السياسي لإسرائيل باستخدام حق الفيتو ومنع صدور قرار أممي بوقف إطلاق النار”.

لحظة إجهاز #فخر_الأمة على عدد من الجنود الصهاينة من المسافة صفر بأحد محاور التوغل في #غزة #غزة_تنتصر #غزه_مقبرة_الغزاة #غزه_مقبره_الدبابات #ابوعبيدة #يحيى_السنوار #كتائب_االقسام #فلسطين_الان pic.twitter.com/vXNKBYADgK

— Ah Emam (@mr_ahemam) November 22, 2023

وتابع مستدركاً: “لكن السياسة الإجرامية في واشنطن وتل أبيب من حيث أرادا إبادة الجيل الحالي وآبائهم الذين عاشوا النكبة الأولى واستوعبوا آثارها، فإنهما أيضا أصابا مصداقية الدور الأمريكي وبايدن ومعهما نتنياهو وعصابته في مقتل من المسافة صفر!”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة