لندن – المركز الفلسطيني للإعلام
اجتاحت عواصم عدد من الدول الأوروبية، اليوم الأحد، مظاهرات حاشدة للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وللمطالبة بوقف العدوان الصهيوني الغاشم والدعوة لمحاكمة المتسببين في جرائم الإبادة الجماعية والمجازر المتواصلة منذ 86 يومًا، وارتقى خلالها قرابة 22 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى.
واحتشد الآلاف من المتظاهرين في الشوارع الرئيسية في العواصم الأوروبية في دبلن البولندية ومارسيليا الفرنسية ومانشستر الإنجليزية وعدد من المدن التركية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بالعدوان الصهيوني وتطالب بوقف القصف العشوائي والعنف المستمر على السكان المدنيين في غزة، والمطالبة بفتح معابر غزة والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية ومياه صالحة للشرب والاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع المنكوب.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن حملة عالمية أطلقتها مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الحقوقية للضغط على المجتمع الدولي للتدخل العاجل ووقف المجازر في غزة، وجعل ليلة رأس السنة الميلادية جديدة مناسبة للتضامن مع غزة والضغط لوقف الحرب والعدوان.
وتستنكر هذه الحملة القصف الصهيوني المتواصل للأبرياء وللمطالبة بتحويل قادة الكيان الصهيوني إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمتهم بسبب جرائم الحرب التي تورطوا فيها.
وردد المشاركون في المظاهرات هتافاتٍ تعبر عن التضامن الكامل مع الفلسطينيين في غزة والضفة والدعوة لوقف المعايير المزدوجة في التعامل مع الإنسانية وتجاهل قيمة حياة المدنيين في غزة على قدم المساواة مع كل البشر في العالم.
وأطلقت الحملة نداء للمجتمع الدولي للوقوف بجانب الضحايا وضمان حماية حقوق الإنسان وإيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية.
5000 فعالية تضامنية مع غزة في 400 مدينة أوروبية
وكشف ماجد الزير الرئيس التنفيذي المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، أنّه تمّ توثيقه وإحصاؤه في الحراك الشعبي الأوروبي المتضامن مع غزة ضد العدوان الصهيوني المتواصل منذ 85 يومًا، وصل لأكثر من 5000 مظاهرة وفعالية في أكثر من 400 مدينة أوروبية بشكل واضح.
وأكدّ الزير في مداخلة صحفية على فضائية اليرموك، أنّ الحراك الشعبي الأوروبي المتضامن مع غزة بدء منذ السابع من أكتوبر، في حراك تفاعلي تضامني إسنادي مقرون باستنكار العدوان على قطاع غزة تطور بشكل نوعي وواجه تحديات حقيقية، بسبب الصدمة التي حدثت في السابع من أكتوبر والغطاء الهستيري للكيان الصهيوني.
ولفت إلى أنّ حراك التضامن المتماسك والإرادة الصلبة تصاعد تصاعدًا حقيقيًا بما يمكن أن أسمّيه انتفاضة الشعوب لصالح الحق الفلسطيني، ويظهر ذلك بمناحي عديدة أهمها المظاهرات في الشوارع.
وشدد الزير على أنّ الفعاليات الشعبية في أوروبا بزخمها شكلت رأيّا عاما ضاغطًا على السياسيين بشكل نافذ مؤثر، وتحول إلى لغة مهمة ساعد في تطوره وتصاعدها شراسة المجازر وهمجيتها ووحشيتها وحجم الدماء الزكية التي سالت من دماء أهل غزة، ونقله الإعلام الحيوي بأن الجريمة لا تغيب والمجرم لا يفلت بجريمته، ولا يعمّيها عن أعين الناس.
ولفت إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة وصولها بالحد الأدنى لكل من هو مهتم، ووصلت أيضًا اليوم إلى كل من هو غير مهتم، فالمظاهرات تجوب شوارع وحواضر العواصم الغربية، وهي ترفرف بأعلام فلسطين ويتوحد عليها كل المتضامنون في هذه الجولة من الصراع تتحول إلى لغة سياسية مهمة جدًا، اخترقت عقول وأذهان الجمهور الأوروبي بشكل متقدم في ظل الغطاء السياسي وهذا أثر في المزاج السياسي عند بعض الأحزاب والسياسيين الأوروبيين.
شعوب أوروبا تقف لجانب الشعب الفلسطيني
قال النائب الأيرلندي في البرلمان الأوروبي ميك والاس،، إن شعوب أوروبا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، “على عكس حكوماتها التي تدعم إسرائيل”.
ولفت في منشور عبر منصة “إكس”، الأحد، إلى أن الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي انعقدت 4 مرات في ستراسبورغ بفرنسا “منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة” لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن غزة في تلك الاجتماعات.
وأشار والاس إلى أنه لم يصدر “قرار كاف” من البرلمان الأوروبي بشأن “الحرب بالوكالة للولايات المتحدة والناتو في أوكرانيا”.
وانتقد موقف البرلمان الأوروبي قائلا: “لم نرغب في وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو غزة لأن الإمبراطورية الأمريكية لا تريد ذلك”.
حملة تضامن عالمي برأس السنة
ودعت الحملة العالمية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة إلى جعل احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة فرصة للدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ فعالية رمزية مرافقة للاحتفالات المحلية في مختلف أنحاء العالم.
وقال بيان صادرٌ عن الحلمة إنها تدعو إلى جعل لحظة الاحتفال برأس السنة “فرصة لاتخاذ قرارات من أجل مستقبل أكثر إشراقا”.
وأضاف “مع مقتل (استشهاد) ما يقرب من 30 ألف مدني، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف طفل، فإن قرارنا الوحيد في العام الجديد هو الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وتهدف الحملة لحشد الناس من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى احتفالاتهم المحلية بليلة رأس السنة، في 31 ديسمبر/كانون الأول، من أجل الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.