المُساندة الاجتماعيَّة لِدَحض السِياسات العقابية لهدَّم منَّازل المَقدسيين بقلم: الدكتورة تهاني اللوزي

 ​   

بما أن”المُسانَدَة الاجتماعيَّة” تُعتبَرُ مصدرًا مهمًا مِنْ مصادر الدعم الفعَّال، والتي يحتاج إليها المواطن الفلسطيني، لا سيما “المَقْدِسِي” في مواجهة التحديات التي يعاني منها  المقدسيين  وخاصة سياسة  رسم المشهد بالهدم للمقدسيين؛ بذريعة إقامتها دون ترخيص ، بالرغم من ندرة منح موافقة على التراخيص اللازمة لبناء منازل المقدسيين، وسياسة إعادة البناء والنمو الاستيطاني من خلال مركبات الاحتلال القمعية، التطويق والتقطيع والتغلغل؛ لبسط مصفوفة الضبط الإسرائلية على المقدسيين، لذلك نرى المجتمع المقدسي يحتاج إلى المؤازرة الاجتماعية من خلال الدعم المالي والسياسي والمجتمعي؛ لتعزيز صمودة وبقاءه لمواجهة هذا الاحتلال الاحلالي الهمجي. حيث تنتهج سلطات الاحتلال سياسة عقابية لتهجير المقدسيين لأسرلة المدينة المقدسة والضغط على المواطن ليكون تهجيره هادئًا صامتًا؛ ليتمكن الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة والاستيلاء على الأملاك ويظهر ذلك من إحصائية الهدم خلال شهر شباط/2024 حيث بلغت عمليات الهدم 33 عملية خلال 29 يوم .

أمَّا في سنة (2023)، والتي تُعتبَر السنة الأضخم مِنْ حيثُ ازدياد عمليات الهدم؛ فقد هدمتْ سُلطات الاحتلال حتَّى نهاية العام وحدَهُ (603) منشأة، منها (150) منشأة سكنية، و(453) منشأة غير سكنية، وتمَّ تشريد (686) فلسطينيًا.

المُسانَدَة الاجتماعيَّة” التي يحتاجها المقدسي  “مجموعةُ  من شبكة  الدعم وخاصة النظام  المالي لدعم صمود المقدسيين لتقديم الدعم والمساندة المالية والقانونية تعزيزًا لصمود المقدسيين، وتنفيذًا لتوجيهات وسياسات القيادة الفلسطينية تجاه مدينة القدس كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية وأولوية وطنية للحكومة كأحد أبرز معالم أجندة السياسات الوطنية ” المواطن اولاً”. جرَّاء سياسة الاحتلال القمعيَّة، والتي وصلتْ في عنفها إلى إجبار المواطن”المَقْدِسِي” على هدم بيته بيده؛ لزعزعة الإحساس بالأمن لدى الأُسَر المَقْدِسِيّة. حيث يلجأ المقدسي للهدم الذاتي لتجنب دفع غرامات تفرضها المحكمة الاحتلالية وتكاليف الاستشارات القانونية وسداد تكاليف رخص البناء متجنبًا تحمل تكاليف إقامة بديلة .

ومساندة المؤسسات الدولية المساعدة بتقديم يد العون بالدعم المالي والقانوني و الصحة النفسية، لكن هذا الدعم لا يكون سوى بدل استئجار لمدة ثلاث شهور فقط، وبعدها يترك المواطن المقدسي وحيدًا يُجابه ويواجه ما ينتظره من عقوبات احتلالية دون أن يتلقى أي من الدعم المذكور أعلاه .

“المُسانَدَة الفعليَّة التي تشعرُ المقدسي  بالأمن والانتماء، وتزيد مِنْ ثقته بنفسه، وقُدرته على مواجهة الضغوط والتحديات، والتي تظهرُ مِنْ خلال المُسانَدَة القانونيَّة، والصحيَّة، والماليَّة، والمعنويَّة، تظهرالقوة النفسية عند المقدسيين  بقُدرة التحكُّم في مشاعرِهم عند إجبارهم على هدم منازلهم، كما تُقوِّي مناعتهم ضد الاحتلال عند رؤية بيوتهم  تُهَدُّم، كما يشعرُون بالصلابة عند مواجهة موقف الهدم، ويتحلّون بالصبر عند مواجهة هدم منازلِهم، يشعرُون بالأمان عندما يكون الأقارب والجيران بجانبِهم، ويشعرُون بالصمود النفسى تجاه “المَقْدِس”، وأنَّهم لا يستسلمون، ولديهم يقينٌ في عودتِهم إلى منازلِهم وأرضِهم في يومٍ ما. وانطلاقًا مِنْ ديمومة الحالة، واعتقادًا منهم، بأنَّ هذه أرض الرِّباط، وأنَّ هذا الصراع قائمٌ إلى يوم القيامة، مع ما يرافقُ ذلك مِن الدعم، والترابط، والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المقدسي أمرًا مهمًا فتراهم يأتون مِنْ كُلِّ حدبٍ وصوب؛ لمساعدة بعضهم فيقتسمون معهم منازلهم، ولُقَم العيش لمُناصرَة أصحاب البيوت المُهدَّمة مِن الاحتلال.

  

المحتوى ذو الصلة