الناطق باسم القدس محمد حمادة شهيدا

أعلن بالأمس عن استشهاد الصديق محمد حمادة أبو إبراهيم الناطق باسم حركة حماس لمدينة القدس، وعضو المكتب الإعلامي المركزي لحركة حماس، مقدسي صميم متعلق قلبه بالمسجد الأقصى يعشقه ويترنم به طوال وقته، ابن صور باهر، اعتقل لانتمائه لكتائب القسام وبعد أن نفذ عمليات استهدف بها جنود إسرائيليين وأدى لقتلهم وجرحهم، وحكم عليه 35 عاما، بتهمة تنفيذ عمليات مسلحة والتخطيط لاغتيال يهود اولمرت رئيس وزراء العدو الأسبق، والذي كان يشغل رئيسا لبلدية القدس، وقضى بالسجن سنوات وسنوات إلى ان أتت صفقة شاليط وفاء الأحرار، فحرر رغم أنف العدو وأبعد لغزة، والتقيته هناك في شوارع غزة العظيمة، وتعززت العلاقة وداومت على لقائه والاستفادة منه، زرته بيبته وزارني ببيتي، تحدثنا كثيرا مع ثلة طيبة من الإخوة الأفاضل.

كني في العمل العسكري بأبي بصير تأثرا بالصحابي الجليل أبو بصير، وهو بالفعل استثنائي بهدوئة وقوته وتمكنه الجهادي، عابد زاهد مضحي مرتل للقران، يأمنا بصوته الحنون ويدعو دوما اللهم ارزقني الشهادة مقبل غير مدبر، لم نعلم حينها يا أبا بصير أن شهادتك عزيزة عظيمة مبهرة في معركة حاسمة.

جاء تعيينه كناطق باسم حماس في القدس من قبل الأخ أبو إبراهيم السنوار في غزة قبل معركة سيف القدس بقليل، وقال له يجب ان يبقى صوت القدس عاليا وأنت صوتها، الذي تعزز بعد ذلك بسيفها ومن ثم طوفانها. مع العلم الأخ أبو بصير محمد حمادة اعتقل طويلا مع الأخ يحيى السنوار، وربطته علاقة اخوة وقرب في السجن، معجبا به ويحبه كثيرا، ولا تخلوا جلسة دون الحديث عن شخصية السنوار وتفاصيل اعتقالهما وقصص جمعتهم معا.

تزوج من ابنة الدكتور وليد العامودي رحمه الله، وهنا فرصة لنضع إطلالة على الشيخ أبو خالد العامودي، فهو خطيب مسجدنا وتتلمذنا على يديه وعلى دروسه العميقة، أحببت تفسيره لآيات الرحمن، ولصلابة مواقفه، فهو أحد علماء التفسير في غزة واستاذ في أصول الدين بالجامعة الإسلامية، وقد سبقه الى الشهادة في هذه المعركة المصيرية قبل أسابيع جراء استهدافه رحمه الله، وكنت اعرف مدى احترام ومحبة أبو إبراهيم لعمه، وأرسلت له رسالة عزاء فوجدته صلبا ابيا ويقول كلنا على هذه الطريق، واستلهمت منه بعض معاني القوة والثبات في ظل القصف والدمار.

محمد حمادة شخص هادئ جدا مثقف قارئ نهم إعلامي مميز، تحليلاته وفهمه للعدو عميق فقبل ان يعين ناطق باسم حماس كان معتمدا لدى فضائية الأقصى كمحلل سياسي في شئون العدو، يجيد العبرية بتمكن قراءة وكتابة، ويتابع أدق تفاصيلهم، وتقديرات موقفه بالمجمل صائبة ومعتمدة، جلساته فكرية معمقة ولطيفة في الوقت نفسه صاحب نكتة وقفشات تزيد التعلق.

اليوم يرتقي محمد حمادة أبو إبراهيم، بعد تاريخ طويل من الصبر والاحتساب، الجهاد العسكري لخلايا القسام، الاعتقال الابعاد، العمل الفكري والجهاد الإعلامي، ناطق باسم حماس في القدس، استبسال بطوفان الأقصى، وكنهاية الرجال العظماء استشهاد بغارة F 35 وبحزام ناري عنيف مع ثلة من إخوانة رحمهم الله.

 

المحتوى ذو الصلة