بحضور الرئيس: “الأمم المتحدة” تنظم حدثا تذكاريا إحياء للذكرى الـ75 للنكبة

 ​   

نيويورك /PNN / بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظمت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الليلة، حدثا تذكاريا خاصا وحفلا موسيقيا، إحياء للذكرى الـ75 للنكبة، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وحضر الفعالية، رئيس اللجنة السفير شيخ نيانغ، والوفد المرافق للرئيس، وممثلو الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، وعدد من سفراء وممثلي الدول والهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة.

واستهلت الفعالية بعرض عدة تقارير متلفزة للصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة (ولدت في القدس 1971 لعائلة من بيت لحم، واستشهدت في مخيم جنين 2022) حيث استعرضت المواد البصرية الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا، من هدم وتهجير واستيطان، وعرض لحالة لاجئين ومخيماتهم والأمل بالعودة، وإطلاق النار على الأطفال والفتية واعتقالهم والتسبب بإعاقات دائمة في أجسادهم بفعل رصاص الاحتلال المحرّم دوليا.

وأعلن السفير نيانج افتتاح الفعالية، مرحبا بسيادة الرئيس محمود عباس، مشيرا إلى أن اللجنة تنظم هذه الفعالية التاريخية للمرة الأولى في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة

وقال إن “عام 1948 كان عاما محوريا في تاريخ الشعب الفسطيني، كان بداية النفي، الملايين من اللاجئين، بداية استئصال أسر بأكلمها من ديارها ومن أراضيها، وحاليا ما يزال الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال المستمر ومن الاستيطان، وما زالت النكبة مستمرة”.

وأضاف أن “النكبة تشكّل بداية للنضال التاريخي للشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة، نضال ألهم وما يزال يلهم الملايين من الناس حول العالم، بل إن كل يوم يذكّرنا بمن عانوا خلال النكبة وكذلك أحفادهم وينقلنا في رحلة من الذكريات والصمود”.

وتابع: “في 2023 ما نزال ندعم الفلسطينيين للتوصل إلى حل دائم وعادل لقضيتهم وحقهم في تقرير المصير والاستقلال وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

وقال رئيس الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كروشي، إن “احدى أولى مهام الأمم المتحدة الرئيسية تتمثل بالسعي إلى حل عادل للنزاع في الشرق الأوسط على مدى 75 عاما، حيث بقيت مسألة فلسطين من دون حل على أجندة الجمعية العامة.”

وأضاف، “الذين سبقونا اعتقدوا انهم وخلال حياتهم سيشهدون على تسوية النزاع وعلى عودة الى السلام تحت اشجار الزيتون، وانا كدبلوماسي شاب في المنطقة منذ عقود لم اظن يوما انني سأجد نفسي أترأس الجمعية العامة في العام 2023 مع الملفات المفتوحة نفسها على مكتبي ومن دون اي افق لاغلاقها، الواقع انني لم اظن يوم أننا سنكون بعيدين اليوم عن حل الدولتين اكثر مما كنا حينها. يهولنا بالفعل العنف المتمادي والتوترات الحادة بدرجة غير مسبوقة منذ سنوات، فهي تقوض امكانية تحقيق تطلعاتنا المشتركة المتمثلة بشعبين يتمتعان بامكانيات هائلة، يعيشان في سلم ووئام وينهينان عقودا من النزاع المرير ومن معاناة المدنيين من الجانبين”.

وتابع: “نجتمع اليوم لنعترف بـ ونقف عند الالم والصبر، الا اننا نجتمع كثير للاحتفال بالأمل والعزيمة والصمود تماما مثل شجرة الزيتون في أرض قاحلة، قد جسد ملايين الفلسطينيين الصبر والعزم والثبات”.

وأعاد رئيس الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كروشي، التاكيد على الالتزام بحق الفلسطينيين بان يعيشوا بكرامة، وان يتمتعوا بشكل كامل بحقوق الانسان، وأوكد مجددا احترام الجمعية العامة بالحق الكامل للفلسطينيين بتقرير المصير وبالسيادة الوطنية وبحق العودة.

وقال: “تأسست الامم المتحدة على تفاهم مفاده ان كل شعوب العالم يحق لها ان تعيش بمنأىً عن الظلم والتهديد، وان كل الشعوب تشمل الفلسطينين والاسرائليين على حد سواء. فلنغتنم فرصة هذا الاحتفال لبث روح جديدة في سعينا إلى حل، حل يضمن سلما دائما في منطقة عانت الأمرين. فلنعد الالتزام بالحوار والدبلوماسية، فلنعد الالتزام بحسن النية والتفاهم وبرؤية تتخطى الغد القريب، فلنعمل على تضمين جراح ضميرنا الجماعي جرح معاناة الفلسطينيين.”

وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور: “على أرض الرسالات السماوية إلى البشر، على أرض فلسطين، ولد الشعب العربي الفلسطيني، نما وتطور وأبدع وجوده الإنساني والوطني عبر علاقة عضوية لا انفصام فيها ولا انقطاع بين الأرض والشعب والتاريخ، بهذه الكلمات الافتتاحية عبر إعلان الاستقلال الفلسطيني عن ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه، فلسطين وجدت لتبقى منذ الأزل وإلى الأبد”.

وأضاف: “في الوقت الذي كان العالم يصيغ ميثاق الأمم المتحدة ويعتمد المواثيق الدولية، تم حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه التي نصت عليها تلك المواثيق، وقامت إسرائيل قبل 75 عاما بتهجير أغلبية شعبنا بقوة السلاح قهرا وقسرا، ومحاولات تهجير شعبنا وقلعه من أرضه وسلخه عن هويته مستمرة حتى الآن”.

وتابع منصور: “يشكّل إحياء هذه الفعالية في مقر الأمم المتحدة بكل ما يرمز له هذا المكان وبقرار أممي لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة، إقرارا طال انتظاره بالظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني والمستمر ليومنا هذا، وتعبيرا واضحا عن ضرورة وضع حد له وتجسيد الحق الفلسطيني في أرض فلسطين، بما في ذلك حق شعبنا بتقرير المصير والعودة وباستقلال دولته وعاصمتها القدس وبالعيش بحرية وكرامة على أرضه“.

وشكر منصور كل من دعم قرار الجمعية العامة بشأن النكبة، وكل من ساهم في إحياء الذكرى وتنظيم هذه الفعالية الدولية.

وقال منصور: “تأتي هذه الذكرى وشعبنا الفلسطيني يواجه محاولات تكرار النكبة، ويعاني من احتلال طال أمده وبطشه وعدوانه، بما في ذلك على شعبنا في قطاع غزة المحاصر”، مضيفا: “لا بد من إنهاء هذا الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي اعتمد عدد كبير منها في هذه القاعة ومن قبل المجتمع الدولي ككل”.

وتابع: “فلسطين أرض بشعب، شعب حي استمد منها وبلور فيها هويته وحضارته وثقافته، ثقافة التعددية والتسامح، وبقيت فلسطين حاضرة في وجدان كل فلسطيني أينما وجد، ومن جيل إلى جيل لم يتوقف شعبنا الفلسطيني عن الدفاع عن أرضه وحقوقه، ولم ينسى حق أرضه عليه، ولم يفقد إيمانه الراسخ بعدالة قضيته ولم ولن ينسى كل من وقف ويقف بجانبه دعما له”.

وختم منصور كلمته: “يحيي شعبنا الفلسطيني اليوم في كافة أماكن تواجده الذكرى الـ75 للنكبة ويحيي معنا كل الأحرار هذه الذكرى ويطالبون معنا بتنفيذ ما أقرت به الأمم المتحدة وميثاقها حقا أصيلا لكافة الشعوب، لا نطلب أكثر ولن نقبل بأقل”.

وجرى عرض مقتطفات من فيلم “الطنطورة”، الذي يوثّق شهادات لجنود الاحتلال من لواء السكندروني الذين ارتكبوا مذبحة الطنطورة (24 كم جنوب حيفا) والتي وقعت ليلة 22-23 أيار 1948، وراح ضحيتها (230) شهيدا، ودفنوا في مقابر جماعية على شاطئ القرية واليوم يقوم منتجع ومرآب للسيارات فوق جثث الشهداء.

كما تضمنت وصلة من الأغاني التراثية والوطنية للفنانة الفلسطينية سناء موسى “سفيرة التراث الفلسطيني”. كما قدم الفنان الفلسطيني نسيم الأطرش، عازف التشيلو والملحن الذي رشّح لجوائز غرامي للموسيقى 2023، مقطوعة موسيقية حول النكبة بعنوان “ألوانس زاهية على قماش غامق”، برفقة أوركسترا نيويورك العربية بقيادة يوجين فريزين، الحائز على أربع جوائز غرامي.

وتأتي هذه الفعالية، في إطار إحياء اللجنة، بمساعدة شعبة حقوق الفلسطينيين، الذكرى الـ75 للنكبة في مقر المنظمة بنيويورك. ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، تم إحياء هذه الذكرى وفقا لتفويض ممنوح من الجمعية العامة، حيث جاء التفويض في قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، طلبت فيه من شعبة حقوق الفلسطينيين، في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، تكريس أنشطتها “للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنكبة بما في ذلك عن طريق تنظيم مناسبة رفيعة المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 أيار/مايو 2023 وعن طريق نشر المحفوظات والشهادات ذات الصلة”.

وسبق الفعالية، اجتماع خاص رفيع المستوى، ترأسه رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف السفير شيخ نيانغ، وتضمن خطابا مهما وتاريخيا لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالإضافة إلى كلمات من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، والمفوض العام للأونروا، وممثلي المجموعات الإقليمية والمجتمع المدني.

 

  

المحتوى ذو الصلة