بسطات شحن الهواتف عبر الطاقات الشمسية تعطي الغزيين فرصة لاستخدام الهواتف للانارة والاتصال شاهد PNN فيديو

 ​   

غزة / PNN/ تتنوع معاناة الفلسطينيين في زمن حرب الإبادة التي يتعرضون لها في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر حيث شردتهم الة الحرب والقصف الإسرائيلي وتركتهم من دون مأوى ليعيشوا في خيم دونما أي شيء.

ومع الحياة الحديثة التي لا تخلو من أجهزة الاتصال وجد الفلسطينيون ضالتهم بأجهزة الهاتف الخلوي ليضيئوا ليلهم او يتصلوا على أقاربهم للاطمئنان وطمأنتهم لكن هذه الأجهزة لم تسعفهم كثيرا حيث فرغت من الشحن وبقوا دونها لعشرات الأيام الا ان قام بعض الأشخاص باستخدام بقايا الالواح الشمسية التي وجدوها متناثرة جراء القصف واعادوا استخدامها لتشكل محطات للشحن مقابل أجور بسيطة انتشرت على الشوارع في شوارع مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

و تمثل الاتصالات عنصرا هاما في الأيام العادية فكيف هو الحال بالنسبة لمواطن قطاع غزة الذين تشردوا عن بعضهم البعض بحيث لا يعرف الاب او الام اين الأبناء ولا يعرف الأبناء اين الاهل ولا الأقارب اين أقاربهم حيث فر كل منهم لجهة ما في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية.

ومع انقطاع التيار الكهربائي وعيش اللاجئين في خيم النزوح ومدارس الأونروا التي تفتقر لمقومات الحياة الإنسانية أصبحت الهواتف النقالة التي كانت رمزا للاتصال والحياة بلا أي قيمة لولا بعض الواح الطاقة الشمسية التي استخرجها بعض المواطنون من اثار الدمار في المباني والعمارات لتصبح مجددا أداة لإعادة شحن الهواتف للنازحين ليعيدوا الامل لهم باتصال يطمئن احبائهم على حياتهم بعد ان تشردوا وتفرقوا جراء ويلات الحرب المستمرة.

المواطنون : الطاقات الشمسية تعطينا الضوء في خيام النزوح 

يقول يوسف حمودة أحد النازحين الذي استفاد من بسطات الطاقة الشمسية لشحن أجهزة الهاتف الخلوي والله هذه الطاقة الشمسية امورها جيدة وهؤلاء الشباب هم من تبرعوا بها، ومنذ قيامهم بالتبرع أصبحنا نضيء بها ونخرج ليلاً ونضيء على الاشخاص ذوي اعاقة، فكانت امورنا صعبة زيادة عن الحد
وأضاف حمودة انا لجأت إلى الكلية بحثا عن مكان امن ولكن هنا ليس لدينا ماء للشرب ولا أي شيء حتى لا يوجد كهرباء ولا انارة.

ويضيف حمودة انه أحد المواطنين الذين اضطروا أن يأتوا إلى هذه المنطقة عن بعد نص كيلو مشي على الاقدام حتى أستطيع شحن هذا الجهاز لاستخدامه في الانارة، وادعو لله لأهل الخير وهم أصحاب الطاقة الشمسية الذين يجعلوا الناس يشحنون هواتفهم حتى يستطيعوا التواصل سوياً.
يقول حمودة عندما جاءت هذه الطاقة الشمسية أصبحنا نشحن هواتفنا باثنين شيقل مثلا نجلب الهاتف على الساعة الثامنة ويقول لي على الساعة الثانية عشر عود لتأخذه.

وحول تكلفة الشحن عبر الطاقات الشمسية يقول حمودة اضطررت أن أقدم هنا حتى اشحن هذه الاجهزة باثنين شيقل، للأشخاص المعاقين في منزلي لدي ٣ معاقين واضطررت أن اضيء عليهم بهذا الجهاز، وهذا هو استخدامي للجهاز فأنا لا استخدمه اطلاقا سوى للإنارة حتى لا أستطيع استخدامه للتواصل مع اهلي القاطنين في شمال غزة لا يوجد انترنت ولا يوجد شرائح ولا ارسال، فهذا الجهاز عليه الضغط في البيت.

يقول حمودة حول كيفية شحنه لهواتفه انه يذهب في الصباح ويسلم الجهاز كما الاخرين وكل شخص يسجل معلوماته وعندما يمتلئ هاتفه بالشحن يضعونه له بغلاف ليعود ساعات الظهر لأخذه.

بدورها تقول ام ابراهيم درويش نازحة من وسط قطاع غزة حدث ضرب صواريخ كثيرة في منطقتنا المغازي، خرجنا من المنطقة نلملم أنفسنا بملابسنا وبصعوبة نظراً لأطفالي المعاقين وزوجي ايضاً ذوي اعاقة، خرجنا وقتها بخوف كبير من القصف ولم نخرج حاملين شيئا سوا بضعة ملابس.

ام إبراهيم درويش تقول ايضا عن حياتها في مخيمات النزوح ان الحياة صعبة اقول لك، اذهب إلى الجيران لأشحن هاتفي، واوقات احافظ على شحن الهاتف ليومين، واشحن انا واولادي هواتفنا حتى نتناوب على انارة الخيمة، مين أين اجلب اموال حتى اشحن كل يوم؟

وأضافت بان لديها أربعة أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم من يعانون أمراض بسبب التربة الملوثة ونقص الدواء والغذاء عنهم.

وقالت بان شحن هاتفها انتهى ولم تجد مكانا لتشحنه للاتصال بأقاربها حيث خفف إعادة شحن الهاتف من معاناتها لأنها تمكنت من الاتصال مع اقاربها واستطاعت ان تظمئنهم على حالها وتبلغهم بمكان وجودها.

وأشارت الى أنه بالرغم من مساعدة هذه الطاقة الشمسية المتنقلة في توليد الكهرباء وهي المصدر الوحيد حاليا لشحن أجهزة الانارة والهواتف الى إن غياب أشعة الشمس لساعات طويلة في فصل الشتاء، يحرمنا من الطاقة الكهربائية، حيث لا تنتج الألواح الشمسية سوى القليل من الطاقة.

كما اشارت الى افتقارها مع أغلب العائلات للمال بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، حيث لا يستطيع الأغلبية الشحن بشكل يومي لذلك هناك معاناة طويلة ومستمرة لهم وفي بعض الأحيان يساعدهم الناس على شحن هواتفهم.

وتختم ام إبراهيم درويش حديثها في وصف إثر هذه الطاقات الشمسية على حياتها بالقول هذا المشروع مهم جدا لها ودعت الله ان يبارك لمن جلبه من المواطنين على حسابهم الشخصي وبسعر رخيص يشحنون لنا، ومع ذلك احياناً هذه النقود القليلة لا تكون متوفرة، لا يوجد مادة، من اين نشحن لا يوجد اموال.

اصحاب بشطات الشحن يتحدثون عن دوهم 

محمد أبو شمالة صاحب أحد بسطات الشحن على الطاقة الشمسية وهو نازح أيضا من منزله بفعل الحرب في شمال قطاع غزة يقول: – اول شيئا نزحنا على النصيرات وجاءت هذه الفكرة لوالدي، كنا نشحن هذه البطارية في المدرسة ثم نشحن لناس اخرين ثم طورنا هذه الفكرة عن طريق شراء طاولة والشحن عليها، ساعة الشاحن بشيقل واحد وأسلاك الشواحن متوفرة لدينا لان الناس لا يملكون شواحن فهم نازحين من غزة واسلاكهم بطيئة وتجارية، 

ويضيف أبو شمالة قائلا: “أصبحتُ اشحن للناس وهنالك ازمة كبيرة على الكهرباء، فمنهم من يذهب إلى المستشفى وينتظرون ٤ساعات حتى يستطيعوا شحن هواتفهم وبالأخر لا يشحنونها.

من ناحيته يقول محمود الجري صاحب أحد بسطات الشحن عبر الطاقات الشمسية انه عمل طاقة شمسية كاملة متكاملة وأمنة من أجل أن أشحن للناس بطارياتهم وهواتفهم، في ظل انقطاع الكهرباء لمدة أكثر من ١٠٠ يوم، اي شخص يستطيع شحن هاتفه يفرح لأنه لا يوجد كهرباء للشحن، ويوجد اشخاص جاؤوا عندي وقالوا لي انهم لم يتمكنوا من شحن هواتفهم منذ ثلاثين يوم.

و يقول الشاب محمود الجري بعد تزايدت عدد الخيام الخاصة بالنازحين الذين فروا من بيوتهم من مخيم البريج والنصيرات الى دير البلح، تزايدت حاجاتهم الى الكهرباء لشحن بطاريات هواتفهم، ومصابيحهم، موضحا أنه قام باستعارة فكرة شحن الكهرباء من صديق له وفتح هذا المشروع الصغير لمد يد العون للمواطنين ولربح القليل من النقود ليقتات منها في زمن الحرب.

وأضاف أنه في صباح كل يوم يستيقظ من الساعة السادسة صباحا، ليفتح “البسطة” الخاصة به لشحن الهواتف، والبطاريات، والكشافات الضوئية وغيرها للنازحين، مقابل “شيقل” فقط للساعة. حيث يبلغ عدد الأجهزة التي يشحنها حوالي 50 فما فوق، وأحيانا لا يستطيع استيعاب المزيد من الاجهزة نتيجة الضغط الكبير عليه.  

وأضاف ان المواطنون النازحون الذين يأتون لشحن هواتفهم يعتبرونها المنفس الوحيد لهم للاطمئنان على أقاربهم وللاستماع الى الراديو او لعب الالعاب عليها.

وحول الية الشحن ومعرفة كل صاحب جهاز يقول محمود الجري انه يوجد رقم على مدخل الشاحن بحيث انا اعطيه ورقة برقمه، مثلا هذا اسمه “محمد” رقمه واحد ومعه شاحن ووصلة ودافع وواصل التسجيل.

وفي منطقة خيام النازحين يقوم خالد الشرفا صاحب أحد بسطات شحن الهواتف والأجهزة الكهربائية على الطاقة الشمسية بأنه كان يعمل “مقاولا” في البناء، ولكن نتيجة الظروف القاسية التي يمر بها القطاع جراء العدوان الاسرائيلي على غزة، اضطر للعمل بمجال خبرته الأخرى وهي الطاقة الشمسية، حيث ابتكر طاقة شمسية من الصفر وهي أمنة للاستخدام، لتساهم في خدمة المواطنين من خلال استخدام الطاقة الكهربائية لأجهزتهم. 

ويقول الشرفا أنه يقوم بتسجيل أسماء الاشخاص وأجهزتهم على ورقة خاصة في كل جهاز للمستخدم بحيث يتسنى له معرفة مالكين الأجهزة عند الانتهاء من الشحن لاستلامها.

وقال ان البسمة ترتسم على وجوه أصحاب الجوالات ولو قليلا بعد شحن الهواتف لأنهم يعرفون اخر الاخبار بعد انقطاعهم عن الأخبار وأحوال العالم بسبب الحرب الاسرائيلية المتواصلة على غزة والتي أدت إلى انقطاع الكهرباء منذ اندلاعها في ال7 من تشرين/ أكتوبر الماضي.

ويختم وائل الغفير صاحب بسطة لشحن الهواتف والأجهزة الكهربائية حديثه بالقول ان ابتكار مشروع شحن الكهرباء نتيجة لافتقار النازحين للشواحن، والشموع، والانترنت، والارسال، وكل المقومات التي يحتاجونها للإضاءة خلال الليل، أو لشحن بطاريات الهواتف، مشيرا الى أن هذا ساعد الناس في التعرف على اخر اخبار أقاربهم والاطمئنان المتبادل كما وفر الكثير على من ناحية المصاريف اليومية من اجل الاتصالات الى جانب انه وفر له ولعائلته.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

 

  

المحتوى ذو الصلة