“بط في ميدان الرماية”.. آباء جنود “إسرائيليين” في غزة يطالبون بسحبهم

 ​   

تل أبيب/PNN- أرسل آباء جنود “إسرائيليين” ما زالوا يعملون داخل قطاع غزة رسالة غاضبة إلى عدد من قادة جيش الاحتلال، واصفين واقع أبنائهم بأنهم أصبحوا “كالبط في ميدان الرماية”.

ويرى هؤلاء الآباء أن هناك مخاطر كبيرة محدقة بأرواح أبنائهم، مطالبين بسحبهم من القطاع أسوة بغالبية القوات التي انسحبت تباعًا، حسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

نقلت صحيفة “هآرتس” وموقع “واللا”، الليلة الماضية، تفاصيل الرسالة التي وجهها آباء الجنود، والتي وصلت نسخة منها إلى رئيس هيئة الأركان العامة للاحتلال، هرتسي هاليفي.

ووفق “هآرتس”، علَّل آباء جنود الاحتلال الخطوة بأن أبناءهم في غزة “يشعرون بالإرهاق والإحباط الشديدين”، وناشدوا قادة الجيش منحهم فترة للتعافي، كما أشاروا إلى حالة الغموض بشأن مستقبل العمليات العسكرية، “حيث يقضون أيامهم في انتظار معرفة كيف ستسير الأمور مستقبلًا”.

وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من فرق جيش الاحتلال “الإسرائيلي” انسحبت من قطاع غزة، ولم يعد هناك سوى الفرقة الـ98، وهي القوة العسكرية الوحيدة المتبقية والتي تتركز عملياتها في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وفي السياق أرسل الآباء المحبطون نسخة من الخطاب، أمس الأول الثلاثاء، وهم في الغالب آباء جنود وضباط من وحدة الكوماندوز الخاصة “ماغلان”، إلى قائد الفرقة الـ98، دان غولدفوس، وإلى رئيس الأركان وسلسلة من قيادات جيش الاحتلال، وأعربوا عن قلقهم الشديد بشأن سلامة الجنود، ورأوا أن الخطر المحدق بهم “واضح وفوري في ظل الواقع العملياتي الجديد”، أي تقليص القوات.

وحذَّر هؤلاء من أن أبناءَهم “فقدوا الدافع القتالي، وفقدوا الثقة في إدارة الوقت والمهمات الملقاة على عاتقهم، كما فقدوا الشعور بالأمن ولديهم إحباط شديد”.

وورد في الخطاب: “يقضي أبناؤنا أيامهم على أمل تلقي معلومات لفهم خطط المستقبل، ويعربون عن شعورهم بالغ الصعوبة بالعجز وانسداد الأفق والإحباط، وكل ذلك زاد بشدة في أعقاب الأحداث الأخيرة التي تعرضوا لها، ومنها للأسف إصابات وقتلى بين صفوف مقاتلي الوحدة”، حسب ما ورد في الخطاب.

ودعا الموقعون إلى منح الجنود فترة للتعافي لكي يمكنهم العودة إلى القتال بزخم على الصعيد البدني والنفسي، في وقت يشاركون فيه وحدهم في ما تبقى من الحرب المكثفة في خان يونس.

وأوضحت “هآرتس” أن جنود “ماغلان” يعملون في محيط مستشفى ناصر منذ فترة طويلة نسبيًّا، ومن المحتمل أن هذا هو السبب وراء ادعاءات بعض الآباء، وأشارت إلى أن أحد قادة القوة الخاصة تلك طُلِب منه الرد على رواية آباء الجنود، وأجاب بأن “هناك إدراكًا لمدى الإرهاق والعبء الملقى على عاتق الجنود، ولكن يتعيَّن عليهم البقاء طالما استوجب الأمر ذلك”.

موقع “واللا” بدوره رصد هذا التطور، ولكنه زاد عليه أن الأمر لا يقتصر على وحدة الكوماندوز الخاصة “ماغلان” وذكر أن آباء الجنود في غالبية الوحدات الخاصة العاملة في غزة اشتكوا الأمر ذاته، وأرسلوا خطابات مماثلة إلى قادة جيش الاحتلال وكذلك إلى وزير الدفاع يوآف غالانت.

المصدر: إرم نيوز

  

المحتوى ذو الصلة