منذ قام الكيان العنصري بعمليتي الاغتيال في بيروت للقائد الشهيد فؤاد شكر وفي طهران للقائد الشهيد اسماعيل هنية، لم تتوقف التساؤلات حول الرد سواء من لبنان او من إيران على عمليتي الاغتيال.
اما وقد قام حزب الله بالرد على اغتيال القائد شكر وهو كما قال الحزب، الرد الاولي على عملية الاغتيال وهذا ربما يشي بان هنالك رد آخر في الافق، وعليه فان السؤال حول الرد الايراني سيظل قائما.
الاسىئلة التي يتم سؤلها تتمحور حول متى سيكون الرد وما هي طبيعته او طبيعة الهدف الذي سيتم استهدافه، وحجم الرد وهل سيكون الرد فقط من الجبهة الايرانية ام سيشارك اليمن بالرد استنادا الى ما اشار إليه السيد الحوثي وهل سيشارك حزب الله بهذا الرد اذا ما استندنا الى ما صدر عن الحزب ومن ان رده فجر اليوم كان ردا اوليا.
في الواقع، من يستعجلون الرد هم اصحاب نوايا او مرامات مختلفة، فمنهم من يسأل ويستعجل وفي ذهنيته ضرورة ترسيخ مبدأ الردع وعدم السماح للكيان بالاستمرار بقيام دور البلطجي في المنطقة، وهنالك من يسأل هادفا الى التشكيك في الموقف الايراني مستندا الى خلفيات مرتبطة بعوامل فئوية او طائفية او الى حسابات مختلفة اخرى تتمترس بشكل عام حول الموقف “المعادي” او في اقل تقدير المشكك بكل ما له علاقة بمحور المقاومة.
من المعروف ان الكيان يعمل بشكل حثيث منذ ما يزيد على عقدين من الزمن على جر امريكا بشكل خاص الى حرب على إيران وذلك منذ اعلان الاخيرة عن اطلاقها برنامجها النووي بداية الالفية.
في نيسان الماضي اقدم الكيان على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق وهو ما اعتبرته إيران عدوانا صارخا على سيادتها، مما فرض على إيران ان تقوم بالرد، وهذا ما حصل في 13 على 14 من ابريل، وثبت في حينه ان الكيان اعجز من ان يتمكن من رد ذلك الهجوم فاستنجد بامريكا والغرب وبعض العربان، وبرغم ذلك لم تتمكن كل تلك القوى من التصدي بشكل كامل لذلك الهجوم.
الكيان الذي من الواضح انه لم يرتدع بعد الهجوم الايراني، ولأنه كما اشرنا يسعى الى جر امريكا لمواجهة مع إيران للقضاء على برنامجها النووي بشكل أساسي ، اقدم على اغتيال القائد اسماعيل هنية ومرافقه في قلب العاصمة الايرانية وهو الامر الذي يعلم الكيان انه لا يمكن لايران ان تتركه بدون رد لانه اعتداء صارخ على سيادة إيران وضيفها وكرامتها لا بل وشرفها، مما يعني استدعاء امريكا مجددا الى مواجهة مع إيران دفاعا عن الكيان وهو الامر الذي قد يتحول الى مواجهة شاملة وهو الهدف “الاسمى” الذي يسعى إليه الكيان.
من جهتها، ايران، التي بدون شك فاجأها اغتيال هنية، لا يمكن لها ان ترد بشكل آلي “اوتوماتيكي” للعديد من الاسباب والتي نعتقد ان من اهمها.
قبل ان تقوم بالرد لا بد من التخطيط و اختيار الهدف او الاهداف التي يجب استهدافها، وقبل ذلك لا بد من اخذ كل الاحتياطات اللازمة من اجل تأمين مواقعها المتعلقة بالبرنامج النووي سواء باخلائها او تفريغها مما يلزم وضروري وهذا ينطبق على كل المواقع الاستراتيجية الهامة.
المسألة الاخرى تتعلق “بالحليف” الاستراتيجي للكيان المحادد لايران وهو دولة اذربيجان التي قد تسمح للكيان باستخدام اجوائها واراضيها للهجوم على إيران.
اضافة الى ذلك فان إيران ناخذ بعين الاعتبار جميع الاتصالات الدبلوماسية من دول العالم من اجل عدم الرد.
واخيرا فان هنالك مفاوضات جارية من اجل الوصول الى صفقة بين المقاومة في غزة والكيان ولا ترغب إيران ان تكون حجر عثرة في هذا المسار.
الرد الايراني ليس بالضرورة سيكون على هوى المستعجلين للرد، فهذه “حرب” قد تكون نتائجها مدمرة للكثير من المنجزات التي عملت إيران على بنائها على مدار اربعة عقود من عمر الثورة الايرانية، والموضوع لا يتعلق ب “كبسة زر” من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك، وليس المطلوب من إيران ان تخوض غمار اي حرب او حتى اشتباك قد تكون النتاىج وخيمة على إيران وشعبها.
ما هو مؤكد، ان الرد على عمليتي الاغتيال ابتدأ منذ اللحظة الاولى لعمليتي الاغتيال، الكيان منذئذ يعيش حالة من الارباك والاستنفار والطواريء والخوف والهلع والجاهزية العالية وكل هذا له اثمانه التي لا تقل تكلفتها عن المواجهة المباشرة وهي جزء هام من المواجهة المباشرة.
باختصار، الرد الايراني قادم، لكن السؤال الذي سيؤرق الكيان خلال الايام او الاسابيع القادمة، هل سيشارك حزب الله واليمن في اي هجوم إيراني قادم؟
25-8-2024
TEST