بفضل انشقاق.. حصلت واشنطن على أسرار أبرز طائرات موسكو

 ​  خلال فترة الحرب الباردة، عبّر عدد كبير من العسكريين السوفييت عن سخطهم وتذمرهم من سياسة كبار المسؤولين بالبلاد تجاه الأزمات الداخلية والخارجية. وفي خضم هذا النزاع الذي وضع المعسكر الشرقي بمواجهة نظيره الغربي، لم يتردد العديد من هؤلاء العسكريين في الانشقاق والهروب نحو الدول الغربية ناقلين معهم أسرارا عسكرية حساسة عن الاتحاد السوفيتي.ومن ضمن هؤلاء العسكريين، يذكر التاريخ اسم فيكتور بيلينكو (Viktor Belenko) الذي غادر التراب السوفيتي ناقلا معه أحد أخطر الأسرار العسكرية السوفيتية بالسبعينات.انشقاقات الطيارين السوفييتبالحرب الباردة، عاش الاتحاد السوفيتي على وقع العديد من الانشقاقات. فخلال العام 1967، أثارت عملية انشقاق سفيتلينا أليليوييفا (Svetlana Alliluyeva)، ابنة جوزيف ستالين، وهروبها نحو الولايات المتحدة الأميركية حالة من الحيرة في صفوف الأميركيين الذين استغربوا من لجوء ابنة أحد مؤسسي الاتحاد السوفيتي إليهم.وخلال الحرب الكورية وحرب فيتنام، قاد الأميركيون حملة استهدفت سائقي طائرات ميكويان – جوريفيتش (Mikoyan-Gourevitch)، المعروفة بطائرات ميغ، بهدف إقناعهم بالانشقاق عن الاتحاد السوفيتي ونقل 

خلال فترة الحرب الباردة، عبّر عدد كبير من العسكريين السوفييت عن سخطهم وتذمرهم من سياسة كبار المسؤولين بالبلاد تجاه الأزمات الداخلية والخارجية. وفي خضم هذا النزاع الذي وضع المعسكر الشرقي بمواجهة نظيره الغربي، لم يتردد العديد من هؤلاء العسكريين في الانشقاق والهروب نحو الدول الغربية ناقلين معهم أسرارا عسكرية حساسة عن الاتحاد السوفيتي.

ومن ضمن هؤلاء العسكريين، يذكر التاريخ اسم فيكتور بيلينكو (Viktor Belenko) الذي غادر التراب السوفيتي ناقلا معه أحد أخطر الأسرار العسكرية السوفيتية بالسبعينات.

انشقاقات الطيارين السوفييت

بالحرب الباردة، عاش الاتحاد السوفيتي على وقع العديد من الانشقاقات. فخلال العام 1967، أثارت عملية انشقاق سفيتلينا أليليوييفا (Svetlana Alliluyeva)، ابنة جوزيف ستالين، وهروبها نحو الولايات المتحدة الأميركية حالة من الحيرة في صفوف الأميركيين الذين استغربوا من لجوء ابنة أحد مؤسسي الاتحاد السوفيتي إليهم.

وخلال الحرب الكورية وحرب فيتنام، قاد الأميركيون حملة استهدفت سائقي طائرات ميكويان – جوريفيتش (Mikoyan-Gourevitch)، المعروفة بطائرات ميغ، بهدف إقناعهم بالانشقاق عن الاتحاد السوفيتي ونقل تكنولوجيا هذه الطائرات الحربية معهم.

وإضافة للطيار يفجيني فرونسكي (Yevgeny Vronsky) الذي نقل طائرة سوخوي سو 7 نحو ألمانيا الغربية والكابتن ألكسندر زوييف (Aleksandr Zuyev) الذي انشق نحو تركيا على متن طائرة ميغ 29، أقدم الطيار فيكتور بيلينكو عام 1976 على الانشقاق نحو اليابان ناقلا معه أسرار طائرة ميغ 25 التي أثارت قلق المسؤولين الأميركيين على مدار سنوات بسبب تقدمها التكنولوجي بتلك الفترة.

ميغ 25 بقبضة الغرب

خلال العام 1976، تواجد فيكتور بيلينكو ضمن سرب الطائرات 513 التابع للفوج 11 بسلاح الجو السوفيتي. وقد عمل الأخير بإحدى القواعد العسكرية السوفيتية الواقعة بأقصى شرق البلاد ضمن منطقة بريمورسكي كراي (Primorsky Krai).

إلى ذلك، عانت هذه القاعدة الجوية من مشاكل تقنية وافتقرت للعديد من المعدات. ومع توجهه باقتراح لإدخال إصلاحات على هذه القاعدة، أحس بيلينكو بالإهانة بسبب تجاهل السلطات السوفيتية له. وعلى إثر هذه الحادثة، فقد الطيار السوفيتي ثقته بحكومة بلاده قبل أن يتجه فيما بعد للبحث عن خطة لمغادرة التراب السوفيتي.

يوم 6 أيلول/سبتمبر 1976، أقلع فيكتور بيلينكو، على متن طائرته ميغ 25، رفقة زملائه للقيام بتمرين روتيني. وعلى حين غفلة، غيّر هذا الطيار الشاب مسار طائرته ليتجه حوالي 400 ميل شرقا قبل أن يجد نفسه فيما بعد بالأجواء اليابانية.

عقب فشله في التواصل مع العاملين على أجهزة الرادار اليابانية، لاحظ بيلينكو اقتراب طائرتين حربيتين أميركيتين منه. وتزامنا مع قرب نفاد مخزون الوقود، هبط بيلينكو بطائرته عند مستوى مطار هاكوداتي (Hakodate) ليعتقل على إثر ذلك من قبل رجال الشرطة اليابانية الذين اتهموه باختراق أجواء البلاد. لاحقا، حصل بيلينكو على اللجوء السياسي بالولايات المتحدة الأميركية.

عقب هذه الحادثة، حل خبراء أميركيون باليابان ليباشروا عملية فحص طائرة ميغ 25. وعقب جملة من الأبحاث، أصدر هؤلاء الخبراء تقريرا أكدوا من خلاله أن طائرة ميغ 25 لا تشكل أي تهديد على الغرب على الرغم من امتلاكها لخاصيات مثيرة بمجال السرعة.

بالفترة التالية، وافقت اليابان على إعادة طائرة ميغ 25 للسلطات السوفيتية مقابل مبلغ 40 ألف دولار. ومع استعادتهم لطائراتهم، تحدث المسؤولون السوفييت عن نهب الغرب لنحو 20 قطعة من طائراتهم وطالبوا اليابان بتعويض قدره 10 ملايين دولار.

  

المحتوى ذو الصلة