[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يتجول المواطن سامي علي في شوارع مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، باحثاً عن عيادة للأسنان، في ظل توقف معظمها عن العمل بفعل انقطاع التيار الكهربائي، ونفاد الوقود والغاز اللازمين لتشغيل المولدات الكهربائية.
يقول علي في حديثه لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إنّه اضطر للتجول على مدار عدة أيام في شوارع المدينة التي تكتظ بالنازحين عن بكرة أبيها، بحثاً عن عيادة أسنان لعلاج نجله الذين يئن من شدة الألم بأسنانه.
ويتابع أنّ نجله الطفل محمد (7 أعوام) يعاني من تسوس شديد في أسنانه، تسبب بألم مضاعف لا يتمكّن معه من النوم، وبفعل الأوضاع الكارثية لم يستطع أن يجد عيادة تعمل.
وفي الأيام الأولى لبدء حرب الإبادة الجماعية في غزة، أعلن وزير الحرب الصهيوني منع إدخال الوقود والماء والكهرباء إلى قطاع غزة، واصفاً سكانه بـ “الحيوانات البشرية”.
عيادات خارج الخدمة
ومنذ ذلك الحين، تتوالى الأزمات المروعة في القطاع المدمّر، والتي كان للقطاع الصحي نصيب الأسد منها، حيث كانت المشافي والمراكز الصحية أهدافاً مستباحة لإرهاب الجيش الصهيوني.
مراسل المركز الفلسطيني للإعلام كان في جولة في المدينة الصغيرة التي لا تكاد تجد موطئ قدم فيها، وعندما وجد عيادة أسنان لصاحبها الدكتور محمد خطاب، دخل عيادته ليصدمه الطبيب بأنه لا يمكنه العمل.
وقال الطبيب للمراسل: إنّ عيادته لا تعمل بفعل نفاد الوقود والغاز المخصصين لتشغيل مولّد الكهرباء الخاص به، إضافة لتدمير ألواح الطاقة الشمسية بفعل القصف الصهيوني الهمجي منذ بدء الحرب.
وأوضح أنّ مراجعي عيادته يتنابهم شعور بالألم والحسرة عندما يجدون عيادته لا تعمل، نظراً لكون آلام الأسنان لا تحتمل، وهو ما يشكل ضغطاً رهيباً على الآباء والأمهات، إضافة لتوجّه جلّ المرضى إلى العيادات القليلة التي لا زالت تعمل في المدينة، الأمر الذي يؤدي إلى ازدحام شديد فيها.
وأشار الطبيب إلى نقص شديد في المواد اللازمة لعلاج الأسنان، ومن أهمّها مواد علاج الجذور، ومواد التخدير.
ومنذ بدء حرب الإبادة، كانت مشافي غزة أهدافاً للاحتلال، فلا مشافي تعمل حالياً في مناطق مدينة غزة وشمالها، إضافة لخروج 4 مستشفيات وعيادتين في مدينة رفح عن العمل، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المنظومة الصحية في حالة انهيار فعلي.
استخدام البدائل
وفي السياق ذاته، أكدت طبيبة أسنان أنّ الحرب المدمرة في غزة أدّت إلى شح في مستلزمات علاج الأسنان، الأمر الذي دفعها للبحث عن بدائل كان من بينها مواد يستخدمها فنيو الأسنان.
وقالت الطبيبة سماح أبو نحلة: “عانينا من نقص شديد جداً في أدوات علاج الأسنان، فاضطررنا للبحث عن بدائل مستلزمات الأسنان المتعارف عليها، فمثلاً، الحشوة المؤقتة كانت شحيحة للغاية في بداية الحرب، فاضطررنا لاستخدام (التيفلون) بدلاً منها”.
وأضافت أنّ (التيفلون) “مادة غير قابلة للعفن، لذلك هي آمنة عندما تستخدم في الأسنان كبديل عن الحشوات المؤقتة، هذا بخلاف أشياء عديدة استخدمناها كبدائل في علاج مشاكل الأسنان وتخفيف الآلام الشديدة الناتجة عنها”.
وأكدت الطبيبة أنّ “الدافع وراء استخدام (التيفلون) أو البدائل الأخرى كان عدم وصول أدوات علاج الأسنان من المعابر، لأنه كان يجري النظر إليها كمسلتزمات غير أساسية، مع أنّها ضرورية جداً”.
وتابعت قائلة “كان يجري الاهتمام بالحروق والأمراض لكن الاهتمام بالأسنان كان قليلاً جداً، لذلك كنا نضطر للبحث عن أي بديل أو أي مادة يمكننا استخدامها كبديل في علاج الأسنان”.
يشار إلى أنّ إسرائيل تغلق المعابر بينها وبين قطاع غزة، كما تفرض قيوداً على دخول البضائع للقطاع عبر الحدود مع مصر، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
“}]]