“تحت الوصاية” لمنى زكي.. هل هو الحصان الرابح بدراما رمضان؟

 في عام 1975 تمكنت الراحلة القديرة فاتن حمامة من تغيير قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة من خلال فيلم “أريد حلا” مع المخرج سعيد مرزوق، وكان من إنتاج صلاح ذو الفقار. وفي العام الماضي عادت الأعمال الفنية للأضواء مرة أخرى لتقوم بتغيير العديد من الأمور التي يعاني منها المجتمع، وذلك من خلال مسلسل “فاتن أمل حربي”، والذي قامت ببطولته نيللي كريم من تأليف ابراهيم عيسي وإخراج ماندو العدل، والذي عُرض العام الماضي وتحرك بسببه “المجلس القومي للمرأة” و”دار الإفتاء” ليتم تعديل العديد من الأمور المتعلقة بحالات الطلاق والأطفال.وفي رمضان هذا العام، فتحت مني زكي بابا جديدا في الأحوال الشخصية، من خلال مسلسل “تحت الوصاية”، والذي فتح ملفات علاقة الأم بأبنائها وعائلة زوجها بعد وفاته، والمشاكل التي تواجه الأم وأبنائها طوال الوقت.المسلسل كان مختلفا عن كل الأعمال الدرامية التي قُدمت خلال شهر رمضان. فقد تمكن من أن يجذب الجمهور له من أول دقيقة في المسلسل، سواء بالحكاية التي كتبها كل من شيرين وخالد دياب، وأخرجها محمد شاكر خضير في أول تعاون له مع مني زكي، وفريق العمل، ليقدموا عملا يعيد الجمهور لحالة الشغف للأعمال 

في عام 1975 تمكنت الراحلة القديرة فاتن حمامة من تغيير قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة من خلال فيلم “أريد حلا” مع المخرج سعيد مرزوق، وكان من إنتاج صلاح ذو الفقار. وفي العام الماضي عادت الأعمال الفنية للأضواء مرة أخرى لتقوم بتغيير العديد من الأمور التي يعاني منها المجتمع، وذلك من خلال مسلسل “فاتن أمل حربي”، والذي قامت ببطولته نيللي كريم من تأليف ابراهيم عيسي وإخراج ماندو العدل، والذي عُرض العام الماضي وتحرك بسببه “المجلس القومي للمرأة” و”دار الإفتاء” ليتم تعديل العديد من الأمور المتعلقة بحالات الطلاق والأطفال.

وفي رمضان هذا العام، فتحت مني زكي بابا جديدا في الأحوال الشخصية، من خلال مسلسل “تحت الوصاية”، والذي فتح ملفات علاقة الأم بأبنائها وعائلة زوجها بعد وفاته، والمشاكل التي تواجه الأم وأبنائها طوال الوقت.

المسلسل كان مختلفا عن كل الأعمال الدرامية التي قُدمت خلال شهر رمضان. فقد تمكن من أن يجذب الجمهور له من أول دقيقة في المسلسل، سواء بالحكاية التي كتبها كل من شيرين وخالد دياب، وأخرجها محمد شاكر خضير في أول تعاون له مع مني زكي، وفريق العمل، ليقدموا عملا يعيد الجمهور لحالة الشغف للأعمال الدرامية التي تعودنا عليها منذ التسعينات. وكنا ننتظرها من حلقة لأخري يوما تلو الآخر.

المسلسل تميز بأنه أعاد للجمهور الناس الحقيقة التي يعيشون في المجتمع، مثلما فعلت مسلسلات مثل “أرابيسك” و”ليالي الحلمية” وغيرها من الأعمال الخالدة. ومع إعلان فريق العمل انتهاء التصوير قبل أيام قليلة من نهاية عرضه علي القنوات خلال الموسم الرمضاني، اكتشف الكثيرون ممن أثاروا الجدل حول صورة البوستر التي طُرحت لمني زكي قبل رمضان أن شكلها مناسب ومتماشي مع أحداث العمل، ولذلك سادت حالة من الصمت، وتحول كل الانتقادات إلى مدح في كل مواقع التواصل الاجتماعي من الفنانين والصناع والجمهور والنقاد. ولذلك طالب المنتج محمد العدل بالاعتذار لمني زكي وفريق عمل المسلسل قائلا: “أن تخطئ قولا أو فعلا ثم بعدها تدرك أنك اخطأت فتعتذر، فهذا ما يسمى بثقافة الاعتذار، وهي ثقافة يتمتع بها الأسوياء المتسقين مع مبادئهم المعلنة والغير معلنة، المحترمين لعقائدهم، اعتذروا لمنى زكي ولكل عناصر (تحت الوصاية) حتى نحترمكم ونحترم أفكاركم”.

الفنانة منى زكي من المسلسل

ولم يتوقف الأمر حتى ذلك، بل تمكن المسلسل من خلال بعض المشاهد، منها “مشهد الجهاز الحسبي” وغيرها، من أن يُتم أول تحرك برلماني لتعديل قانون الولاية على أموال الأطفال اليتامى، حيث طالبت النائبة ريهام عفيفي، عضو مجلس الشيوخ، بضرورة إجراء تعديلات على قانون الولاية على المال والصادر منذ خمسينيات القرن الماضي. وتعكف حاليا على إعداد طلب مناقشة موجه إلى المستشار عمر مروان، وزير العدل، سيتم تقديمه عقب اجازات الأعياد يتضمن ضرورة تعديل قانون الولاية على المال والصادر في عام 1952، خاصة أنه لم يعد يتناسب مع هذا العصر ولا يراعي حقوق المرأة الأم في انتقال الولاية لها على أبنائها حال وفاة الزوج وما ينتج عن ذلك من مشاكل وقضايا تضر في المقام الأول الأبناء وتهدد مستقبلهم.

فقد تمكن مسلسل “تحت الوصاية” من أن يرمي حجرا في المياه الراكدة لعقود طويلة وتعاني منها الكثير من السيدات. فالمسلسل يدافع عن المرأة بشكل عام، وخاصة الأم والتي يجب أن تتمتع بحق الوصاية على أولادها، فهي الأجدر بذلك.

المسلسل لقي حملة تشجيع واسعة من الجمهور في كل عناصره من فريق الممثلين المشاركين وباقي عناصر العمل من التصوير والمونتاج والديكور وحتى أماكن التصوير، حيث تم تصويره في أماكن حقيقية بدمياط والاسكندرية وغيرها، وهو ما أشار إليه الناقد محمود عبدالشكور وعدد آخر من النقاد، في حديث لـ”العربية.نت”، من أن التصوير في أماكن جديدة ولها علاقة بالحدث جعل الجمهور منتبه لكل ما يشاهده بكل تفاصيله. فهو أول عمل درامي يُجمع عليه الكل حيث أن كل عناصره مميزة.

من المسلسل

وعلى الجانب الآخر، أكد عبدالشكور أن “العمل هو الأفضل حتى الآن، فهو يتضمن كتابة مميزة من شيرين وخالد دياب وتصوير رائع ومنى زكي رائعة، فهي تمثل بكل شيء، حتى وهي تسير بظهرها أمام الكاميرا في مشهد ذهابها للمحكمة. وتمثل دون مكياج فهي رائعة وتقدم حالة إبداعية هذا العام، وأعتبر “تحت الوصاية” هو الحصان الرابح”.

وأشار خالد دياب، كاتب المسلسل لـ”العربية.نت” أن أحداث المسلسل مستوحاة من وقائع حقيقية لأرامل مقربين، وبدلًا من أن يمد أهل الزوج يد المساعدة بعد موت سندهم، قرروا الوقوف ضدهم، وأن يجعلوا حياتهم سوداء بالمعنى الحرفي، ولذلك فهو بمثابة إهداء لكل أرملة تعاني في ظل قانون يأتمن الأم على أرواح أطفالها ولا يأتمنها على أموالهم”.

وعن دوره في المسلسل، قال الفنان دياب لـ”العربية.نت”: “أجسد دور صالح وهو شخصية رمادية، ولا يحترف الشر بشكل واضح، ولكنه يحاول توفير مصدر دخل ليتزوج حبيبته، وعلي الرغم من كونه ليس ماهرا في صنعة والده، وإنها لن تتمكن من إدخال الريع أو الدخل الذي يجعله يتزوج من البنت التي يحبها، ويعاني من نرجسية وذكورية ويعتبر المركب هو حلم حياته”.

من المسلسل

وعن عمله من المسلسل، قال دياب: “أمثل منذ 9 سنوات، لم أر في حياتي أصدق من مني زكي، فهي محترفة في تعاملها مع زملائها ولمهنتها، أما المخرج محمد خضير شاكر فقد نجح في الوصول بأدائنا إلى الأفضل، وكان حريصا على أن تكون الشخصيات حقيقية جدًا على المستوى الخارجي والداخلي”.

أما مها نصار التي قامت بدور “سناء”، أخت مني زكي ضمن الأحداث، فقالت لـ”العربية.نت” إنها سعيدة بمشاركتها في هذا العمل الذي يقدم حلولا لقضية لم يتم التركيز عليها، وقالت: “لقد بذلنا مجهوداً كبيراً لهذا العمل لخروجه على الشكل الذي عليه، كنا نسافر ما بين دمياط والإسكندرية وبورسعيد فالأماكن التي يراها الجمهور هي حقيقية وليست غرافيك كما يظن الكثيرون”.

في الوقت نفسه كشف علي صبحي بأن البروفات علي المسلسل بدأت قبل بداية التصوير بأكثر من شهر، وأيضا “بروفات الترابيزة” مع كل فريق العمل، وقال: “كانت هناك نقاشات كثيرة خلال مرحلة البروفات والتحضيرات على الشخصيات وضرورة خلق كيمياء فنية ما بينا كفريق عمل، وكانت هناك روح أسرية وهدف واحد وهو خروج العمل على مستوى عالٍ من الاحترافية والتميز، لذلك لم يبخل أحد على الآخر بمعلومة، والكل يرغب في المُساعدة لصالح العمل. بالإضافة إلى أننا سافرنا إلى دمياط في زيارات ميدانية وجلسنا مع البحّارة، وتحدثنا معهم عن قواعد الصيد وأبرز الصعوبات التي تواجههم في هذا المجال، حتى صار لدينا معلومات كثيرة عن طبيعة المهنة نفسها، ونجحنا في رسم الشخصيات بالشكل الذي ظهر على الشاشة”، مضيفا أنه شعر بالسعادة من ردود الفعل على الدور الذي قده ضمن العمل.

بوستر مسلسل تحت الوصاية

بينما قال “الحاج سيد” أو الفنان محمد عبدالعظيم: “المخرج هو من أسند لي الدور واتفقنا على أبعاد الشخصية ورسمنا ملامحها، وكل التفاصيل الخاصة بها، والتقيت بعدد من أهالي دمياط بشأن تعلم اللهجة، وكذلك العاملين في أسواق الأسماك، لمعرفة طريقة وآليات العمل. وأبرز المصطلحات الشهيرة التي تستخدم هناك، وأتذكر أن المخرج طلب مننا ضرورة الالتزام بالدور وعدم الاتجاه به لزاوية ثانية، خاصة وأنني كنت أسعى لإضفاء نوعًا من الكوميديا الخفيفة عليها، لكسر حدتها. لكنه رفض ذلك حتى تظهر الشخصية بشكلها الحقيقي، كما كان معنا 2 من مُصححي اللهجة من دمياط، وكانوا يقفون على الكلمة، ويعطلون التصوير إذا تحدثنا بطريقة غير سليمة، إذ كانت هناك حالة من الانتباه والتركيز الشديد”.

وأِشار “شنو” او الفنان أحمد عبدالحميد أن الصعوبات التي واجهت فريق العمل كانت “التصوير في عزبة البرج بدمياط، والأماكن الحقيقية بشكلٍ عام، وكذلك التصوير في عرض البحر، كانت عملية مرهقة جدًا وصعبة للغاية، “خصوصًا وأننا كنا نتواجد في عرض البحر لمدة 12 ساعة متواصلة، ورغم أنّ عملية الصيد كانت صعبة للغاية، لكن التجربة برمتها ممتعة جدًا بالنسبة لي كونها جديدة وأخوضها لأول مرة في حياتي.. كنا نصطاد بجد وعشنا المغامرة كلها.. الموضوع حقيقي”.

وكشف كواليس التحضير على شخصية “الشنهابي” بأنه التقى عددا من العاملين في مجال المراكب والصيد، لمعرفة طبيعة المزادات التي تُنظم على رصيف البحر، وكذلك تعلم عمليات الصيد، ومعرفة أسماء المعدات، ووظيفة كل شيء فيها، فضلًا عن كيفية قيادة المركب، وغيرها من التفاصيل التي استغرقت وقتًا طويلًا قبيل انطلاق مرحلة التصوير.

“ذاكرت اللكنة الدمياطية جيدا”.. كانت تلك كلمات الفنان رشدي الشامي، عن دوره في المسلسل فقال: “التقيت مع صيادين حقيقيين أثناء التصوير كي أراقب ردود أفعالهم وكيف يتصرفون. التصوير في البحر كان صعبا للغاية لكل طاقم العمل فقد كانت رحلة شاقة، خاصة من لم يخض تجربة ركوب مركب كبير في البحر فكانت تجربة جديدة وصعبة على الجميع”.

كما تمكن الطفل عمر الشريف من أن يخطف الأنظار من صنّاع عمل مسلسل “تحت الوصاية” بملامحه الجذابة والهادئة، وعينيه التي تعبر عن شقاوة الأطفال في سن الـ14 عاما. ويحمل مسؤولية شقيقته الطفلة الرضيعة التي لم تتجاوز العامين، بسبب ترك والدتهم لهم للذهاب لسوق العمل، ومحاولة كسب الرزق بالحلال.

وأيضا الطفلة “فرح” والتي في الأساس طفلتين.. فهما التوأم فرح وفريدة، حيث خطفتا الأنظار بل وتعاطف الكثير من متابعي المسلسل معهما بسبب توصيل كم المشاعر المختلفة، من فرح وخوف وتوتر، وكانتا تتبادلان التصوير سويا لإراحة كل طفلة.

 

المحتوى ذو الصلة