تحلم بلقاء شقيقها في الجنة.. هذه أمنية طفلة فلسطينية بغزة

خان يونس – المركز الفلسطيني للإعلام

سردت نور مطر عشر سنوات وهي على سرير الاستشفاء تفاصيل غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتسببت في تهشيم أسنانها وبتر في ساقيها وإصابة جميع أفراد عائلتها بجراح.

وفي قسم جراحة الأطفال بمستشفى غزة الأوروبي جنوبي قطاع غزة تتلقى نور العلاج والرعاية الطبية، بينما يعيش ذويها في خيمة في ساحة المستشفى الذي يؤوي ألاف الأسر التي هجرت قسرا عن منازلها جراء الحرب الإسرائيلية المروعة.

وبين الأمل في الاستشفاء ولقاء شقيقها الشهيد تتوزع أمنيات الطفلة الفلسطينية الشقراء التي حول جيش الاحتلال حياتها إلى جحيم لا يطاق.

وتروي نور تفاصيل الغارة الإسرائيلية قائلة: “كنت بالبيت وفجأة سقط صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال على المنزل المجاور لبيتنا وكأن زلزالا ضرب المكان وشعرت أنني استشهدت لكن ابن خالي سحبني من تحت الركام ونقلوني لمستشفى العودة”.

وتضيف الطفلة الجريحة لوكالة سند للأنباء أنها “تتلقى العلاج في ثلاثة مستشفيات حتى الآن لكنها لا تزال لا تستطيع المشي أو اللعب مثل أقرنها من الأطفال الأصحاء”.

وتابعت نور التي كانت تحلم أن تصبح طبية قبل إصابتها “اليوم انا أمنيتي الوحيدة أن أذهب إلى الجنة للقاء شقيقي الشهيد وزوجته وطفلة. الاحتلال قتلهم وهم أبرياء”.

ووصف طبيب العظام محمد حسان الذي يتابع حالة نور بـ “الصعبة” وقال: “إن” معظم الإصابات هنا جراء كسور وحروق تنجم عن القنابل التي تلقيها إسرائيل على المنازل ولم نرها من قبل ما رفع نسبة الوفيات بنسبة مئة بالمئة “.

وأضاف” أن بعض الحالات وعددها بالعشرات لا يزالون يتلقون الرعاية الطبية في المستشفى وبعضهم بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع “.

ويدفع الأطفال الفلسطينيون ثمنا باهظا بسبب حرب إسرائيل على غزة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر دموية وشدة في التاريخ الحديث.

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيرا الحاجة ليس من الأطفال وحدهم بل كل المجتمع إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، نحو 10400 طفل من بين أكثر من 24 ألف شهيد.

وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 104 أيام.

ووفق مركز الإحصاء الفلسطيني فإن حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة من قبل إسرائيل.

وغادرت نور وأسرتها ومئات الأسر مع اشداد القصف الإسرائيلي حول مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى جنوبي القطاع بداية الشهر الجاري.

وقالت والدة نور لوكالة سند للأنباء: “نزحنا من مدينة الزهراء إلى المخيم الجديد في النصيرات ورغم هيك اليهود لحقونا وقصفوا الحي الذي كنا نقيم فيه واستشهدوا ستة أشخاص من جيران ونحن أصبنا بجراح”.

وأضافت الأمم المكلومة التي فقدت ابنها خالد وزوجته وطفلة الرضيع في بداية الحرب” اليهود حرموني أعز ما أملك في الكون حرموني من فلذت كبدي وحفيدي ولا أعرف بأي ذنب قصفوهم وقتلوهم اليهود “.

وأوضحت أن طفلتها نور هي الوحيدة بين أشقائها الذكور وهي بمثابة عصفورة البيت لكنها اليوم مكسورة وحزينة طوال الوقت، وتصرخ وتتوجع من شدة الألم عند نقلها سواء للحمام أو تحت أشعة الشمس”.

وتابعت “نحن عائلة مسالمة وتحلم بالعيش في سلام لكن أمام ما فعلته وتفعله إسرائيل اليوم فأنا أقدم أولادي الخمسة فداء لفلسطين وللمسجد الأقصى وراح نظل نقاوم حتى نقتلع إسرائيل من أرضنا ومقدساتنا وبلادنا المسلوبة”.

ومثل معظم الفلسطينيين تعيش والدة نور وزوجها وأشقائها في خيمة في فناء المستشفى وتنظر بفارغ الصبر اللحظة التي يسمح لهم بالعودة إلى منزلهم في وسط القطاع.

وقالت الأم المكلومة: “عندما تنتهي الحرب بدي أشيل هذه الخيمة وأنصبها فوق بيتي المدمر وأعيش هناك حتى نعيد إعمار منزلنا من جديد”.

بينما قال محمد مطر والد نور: إن القتل والتدمير والترويع الذي تنفذه إسرائيل على المدنيين في غزة لن يدفع شعبنا إلى التنازل والاستسلام، ومهما فعلت إسرائيل فإن التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة لن يزحزح أو يتراجع حتى تحرير أرض فلسطين من نير الاحتلال.

المصدر: وكالة سند

 

المحتوى ذو الصلة