تدمير إسرائيلي ممنهج لمقابر غزة .. ماذا يعني أن تبحث عن قبر والدك ولا تجده؟

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يحاول المواطن محمد أبو طير ترميم ما يمكن ترميمه من قبر والده في مدفن العائلة في مقبرة بني سهيلا شرق خانيونس، الذي توفي قبل سنوات عديدة، فيما باءت محاولات آخرين العثور على قبور أحبائهم بالفشل.

وعاثت آليات الاحتلال العسكرية تخريبا وتدميرا ونبشًا للقبور في مقبرة بني سهيلا إبان التوغل الأخير شرق خانيونس الذي بدأ في 22 يوليو الماضي واستمر ثمانية أيام.

أبو طير يقول لمراسلنا: إنه صدم من مشهد تجريف المقبرة بالكامل، ونبش القبور.

حتى الاموات لم تسلم من الدبابات

دمرت الدبابات الاسرائيلية مقبرة بني سهيلا شرق خانيونس وداست على المقابر ونبشتها واخرجت الجثث من داخلها قبل أن تنسحب من المنطقة بعد عدوان استمر 10 أيام pic.twitter.com/oa5syOOszs

— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) July 30, 2024

ما ذنب الأموات في قبورهم؟

يضيف أنه لا حرمة للأموات، متسائلاً: ما ذنب الأموات في قبورهم؟، ماذا فعلوا كي تنتهك كرامتهم، وحرمتهم؟.

يتابع أنه وعدد من أهالي المنطقة تداعوا إلى المقبرة لمحاولة ترميمها، وإصلاحها بعد تجريفها بالكامل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أين قبر والدي؟

وفي جهة مقابلة للمقبرة، تبكي المواطنة غيداء أبو تيم، وتقول لمراسلنا إنها لا تجد قبر والدتها، بعد تجريف الاحتلال للمقبرة بشكل كامل، دون أدنى مراعاة للمشاعر الإنسانية والقيمية.

ومقبرة بني سهيلا ليست المقبرة الوحيدة التي تنبشها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو تدمرها، بل دمرت إسرائيل جميع المقابر التي توجد في المناطق التي تعرضت لاحتياجات برية على امتداد قطاع غزة.

في البدء قالت #العربية إن نبش العدو جثثاً في مقابرَ بقطاع #غزة مجرّد اتهامات، فهي لا تقبل فيه قدحاً ولا ذمّاً، وترى أنه محرّر لغزّة لا معتدٍ عليها. ولمّا اعترف العدو بجريمته، وقتها فقط صدّقت، واضطُرّت على مضض إلى نشر اعترافه، لكنها غيّرت “نبش” إلى “استخراج”، علَّ ذلك يُخفّف عنه… pic.twitter.com/0c8oV6fQzM

— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) January 19, 2024

مراسلنا كان في جولة في مقبرة خانيونس الرئيسية غرب المدينة، واطلع على كم الحقد الصهيوني الدفين، حيث لم تسلم القبور من النبش والتدمير.

وأكد أن معالم المقبرة قد تغيرت بالكامل، وتطايرت عظام الأموات جراء الهمجية الصهيونية، حيث حولت المقبرة إلى ساحة حرب وتدمير.

وإلى جانب تدمير وقصف المقابر الرسمية في قطاع غزة أقدمت قوات الاحتلال على نبش وتجريف المقابر الجماعية والمؤقتة التي أقيمت في ساحات المستشفيات والأحياء والشوارع لتعذر نقل الجثامين إلى المقابر.

تدمير الاحتلال مقابر في #غزة pic.twitter.com/QhiuHPGht6

— عيسى ابوغوش (@QdwrtYsy) January 9, 2024

نبش قبور وسلب جثامين

وفي بيان سابق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على العديد من مقابر قطاع غزة عبر تعمد تجريفها، ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وقالت السيدة “نور ناصر” من سكان مدينة غزة ونزحت إلى مناطق جنوبي القطاع، إن شقيقها الشهيد “محمد (في العشرينيات من عمره) دُفن في مقبرة “البطش” شرقي مدينة غزة وهو بحالة أشلاء متقطعة، لكنهم صدموا لاحقًا بتعرض المقبرة لعمليات تجريف وعدم تبقي أي أشلاء لشقيقها. وأضافت “ناصر”: “الجيش الإسرائيلي لم يكتف بقتل شقيقي بل إنه ذهب حد حرمان العائلة من مجرد زيارته داخل قبر.”

مقاطع توثق تدمير الاحتلال مقابر في غزة

Clips documenting the occupation’s destruction of cemeteries in Gaza pic.twitter.com/SjeklYwSDn

— Ayah 𓂆 🇵🇸 (@ayooosh04) January 9, 2024

وفي حادثة أخرى، داهم الجيش الإسرائيلي بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، قبل اشهر فيما قال أهالي الحي إنه سرق ما يزيد عن 150 جثمانا لقتلى دفنوا حديثًا منها.

وفي 25 ديسمبر/كانون أول الماضي، ذكر الأورومتوسطي أنه تلقى عدة إفادات بتجريف الجيش الإسرائيلي مقبرة (بيت حانون) شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها.

وقال “محمد أبو عواد” من بلدة بيت حانون: إنهم تفاجئوا بآثار اقتحام الجيش الإسرائيلي مقبرة البلدة وهدم القبور بالآليات العسكرية وتدمير المقبرة بالكامل.

▪️جيش الاحتلال ينبش المقابر ويسلب جثامين الشهداء ويعتدي على كرامتهم والسكان يلجؤون لإنشاء مقابر عشوائية في منازل وصالات أفراح.

▪️وثقنا اعتداء جيش الاحتلال على 12 مقبرة على الأقل في قطاع غزة عبر تعمد تجريفها

▪️عمليات التجريف في المقابر شملت نبش القبور وتخريبها والدوس بالآليات… pic.twitter.com/qO6OUvaMXs

— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) January 6, 2024

وذكر “أبو عواد” أنهم رصدوا عمليات حفر قام بها الجيش الإسرائيلي في قبور محددة داخل المقبرة، وإخراج جثامين القتلى ممن دفنوا حديثًا وسلبها، في وقت اختلطت ما تبقى من الجثامين ببعضها البعض بحيث يصعب التعرف على أي منها، جراء عمليات التجريف والحفر.

وبتدمير المقابر لم تدع إسرائيل أي حرمات أو موبقات إلا وارتكبتها، فهي تحاول إبادة كل شيء في قطاع غزة، حتى الأموات.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة