تعذيب واغتصاب وقتل.. هكذا يُوجّه الاحتلال انتقامه في الأسرى

[[{“value”:”

غزة/ الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

مع خروج كل دفعة من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال يتجدد الحديث عما يعانونه من تعذيب لا يتوقف عند حدود العقل أو نصوص القوانين الدولية، بل يستمر حتى يبلغ انتهاك الأعراض وإفقاد الذاكرة وبتر الأطراف وإزهاق الأرواح.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9450 مواطناً من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب آلاف من المواطنين من غزة، ومئات من فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948.

وأفرجت سلطات الاحتلال، منذ يومين، عن مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، مع 54 أسيرًا آخرين من قطاع غزة؛ لتظهر في الواجهة مرة أخرى بشاعة ما يمارسه الاحتلال في حق الأسرى في سجونه، من تنكيل انتقامي، لا سيما بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي؛ حيث صرح أبو سلمية بأن “الوضع في السجون مأساوي”، وأن الأسرى يتعرضون لإهانات شخصية وجسدية، مع نقص في الأكل والمياه والاحتياجات الأخرى.

قتل واغتصاب

وأكد أبو سلمية -الذي اعتُقل أبو سلمية في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023- تعرضه وأسرى آخرين للتعذيب من قبل محققين وأطباء وممرضين إسرائيليين، مشيرًا إلى أن أسرى كثيرين قُتلوا في التحقيقات، وأن الذين بقوا على قيد الحياة فقدوا نحو 30 كيلوغراماً من أوزانهم.

وأضاف مدير “الشفاء” أنه لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى الذين تواجدوا معه سوى رغيف خبز واحد يوميًّا، وأن قوات الاحتلال قامت ببتر أقدام أسرى يعانون من مرض السكري بدلاً من تقديم العلاج لهم.

وقال إن “الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية لم يشهدها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، بمن فيهم الأسرى القدامى والجدد، الجميع يعاني من إهانات جسدية وصعوبات في الطعام والشراب، ويجب أن يكون للمقاومة كلمة حاسمة للإفراج عن الأسرى”، مشيرًا إلى أن “الأسرى القدامى يعانون الأمرين، ومنهم من قضى أكثر من 20 عامًا داخل السجون، ويجب تبييض السجون من الأسرى”.

وتنفذ قوات الاحتلال اعتقالات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل شبه يومي، من خلال عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة لمنازل المواطنين.

وأفادت إحصاءات رسمية، أن سلطات الاحتلال قتلت 18 أسيرًا من الضفة في سجونها، و36 من أسرى غزة، وهؤلاء جميعًا توفوا نتيجة الإهمال الطبي، أو تحت التعذيب أو بالقتل المباشر.

أهوال “سديه تيمان”

من ناحيته كشف، عضو هيئة دفاع شئون الأسرى الفلسطينيين، المحامي خالد محاجنة، الذي دخل معتقل “سديه تيمان” الإسرائيلي في صحراء النقب، عن أهوال التعذيب التى يتعرض لها أسرى غزة في هذا المعتقل الإسرائيلي.

وقال محاجنة في تصريحات صحفية، إن أسرى غزة منذ احتجازهم مع بداية العدوان الإسرائيلي، وهم مكبلون الأيدي والقدمين حتى الآن ولا يستطيعون قضاء حاجتهم من الحمام والاستحمام أو ممارسة أي فعل، بجانب وجود حراسة شديدة من المجندين والمجندات الذين يحيطون المعتقل بأعداد كبيرة وبأيدهم السلاح.

وأضاف “محاجنة”، أن المعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للاغتصاب من قبل مجندين ومجندات إسرائيليات، وشهد هذا المعتقل 6 حالات اغتصاب لمعتقلين فلسطينيين أمام الجميع، بالإضافة إلى السباب بشكل يومي بأبشع الألفاظ، والضرب اليومي خلال تفتيش المعتقل الذي لا يتمع بأي شكل من أشكال النظافة؛ حيث إن النوم على الأرض وفي الصحراء ولا يوجد أي تهوية مما يؤدى إلى انتشار الأمراض بكثرة.

ولفت عضو هيئة دفاع شئون الأسرى الفلسطينيين إلى أن الاحتلال لا يسمح للمعتقلين على الإطلاق بتبديل ملابسهم حتى الملابس الداخلية، لافتا إلى أنه وفقا لشهادة الصحفى محمد عرب المعتقل منذ أكثر من 100 يوم، فإنه لم يغير ملابسه منذ 70 يوما مما تسبب له بأمراض عديدة بجانب عدم قدرته على قضاء حاجته من الحمام والاستحمام بسبب الكلبشات المقيدة لقدمه ويديه طوال الوقت ولا يتم فكها عنه مطلقًا.

انتقام لا تحقيق

وكانت وسائل إعلام دولية قد نشرت في الأشهر الأخيرة العديد من شهادات الأسرى المفرج عنهم وكذلك الأطباء الذين عملوا في سجن سدي تيمان.

وتحدث الطبيب الإسرائيلي يوئيل دونشين، إلى صحيفة نيويورك تايمز، أنه “لم يكن من الواضح لماذا احتجز الجنود الإسرائيليون العديد من الأشخاص الذين عالجهم، والذين من غير المرجح إلى حد كبير أن يكونوا من المقاتلين المشاركين في الحرب بناءً على أمراض جسدية سابقة أو إعاقات”.

وذكرت صحيفة التايمز أيضًا أن الأطباء في المنشأة تلقوا تعليمات بعدم كتابة أسمائهم على الوثائق الرسمية أو مخاطبة بعضهم البعض بالاسم في حضور المرضى، خوفًا من التعرف عليهم لاحقًا واتهامهم بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال شاهد عيان عمل مسعفاً في المستشفى المؤقت في المنشأة لشبكة سي إن إن: “لقد جردوا من أجساد الأسرى كل ما يشبه البشر”. فيما أضاف شاهد آخر: “لم يكن الضرب بغرض جمع المعلومات الاستخباراتية، بل كان بدافع الانتقام. لقد كان عقابًا على ما فعلوه (المقاومة) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وعقابًا على سلوكهم في المخيم”، حسب قوله.

وكانت مجلة (+972) الإسرائيلية قد وثقت عدة حالات اغتصاب واعتداءات جنسية بحق أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان” الإسرائيلي الذي وصفته بأنه أكثر فظاعة من سجني “غوانتانامو” و”أبو غريب” الأمريكيين.

وبحسب المجلة احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أربعة آلاف فلسطيني في القاعدة العسكرية في النقب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقد تم الإفراج عن بعضهم فيما بعد، ولكن أغلبهم ما زالوا رهن الاعتقال الإسرائيلي.

والأسبوع الماضي، أكدت صحيفة «هآرتس» أن المحكمة العليا الإسرائيلية أمرت السلطات بتوضيح ظروف اعتقال أسرى قطاع غزة في معتقل «سدي تيمان». ونقلت الصحيفة عن محامية إسرائيلية تأكيدها أن احتجاز المعتقلين في «سدي تيمان» من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب، مضيفة أن احتجاز المعتقلين فيه «لا يمكن أن يستمر دقيقة أخرى».

ويُفترض أن تكون إسرائيل قد بدأت تقليص نشاط سجن «سدي تيمان»؛ لكن ذلك لن يشمل أي إجراءات أخرى في السجون المتبقية. وكان بن غفير قد طالب، الأحد، بـ«إعدام الأسرى» برصاصة في الرأس، وليس مناقشة تحسين ظروفهم.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة