[[{“value”:”
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام
أخلت المحكمة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، سبيل الجنود المتهمين في قضية الاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني من قطاع غزة في معسكر سديه تيمان، فيما صدرت تقارير طبية إسرائيلية تحرّف حقيقة ما حدث.
وأعلن جيش الاحتلال توصله إلى اتفاق مع النيابة العسكرية، سيتم بموجبه تسريح الجنود إلى الحبس المنزلي إلى حين استكمال التحقيقات.
فيما صدرت تقارير طبية إسرائيلية تحرّف حقيقة ما حدث، وتزعم إيذاء الأسير نفسه. وسيتم بموجب الاتفاق تسريح الجنود إلى “الحبس المنزلي”، إلى حين استكمال التحقيقات معهم.
وطلب محامو الجنود المعتدين في المرافعة العسكرية إجراء فحص معمّق في إطار القضية، بادعاء وجود صعوبات في التحقيقات لإثبات التهمة، وأن المعتدين “هم جنود في الاحتياط ولديهم عائلات ويجب عدم النظر إليهم كأشخاص يشكّلون خطراً على الجمهور”.
ولتزييف الحقيقية، تروج جهات إسرائيلية مدعومة بتقارير طبية بناء على طلب فريق المحامين عن الجنود المعتقلين، مزاعم أن الأسير الفلسطيني في معسكر سدي تيمان هو من آذى نفسه في القضية التي كُشف عنها قبل نحو أسبوعين.
وكُشف خلال تداول المحكمة العسكرية عن وثيقة رأي طبي ادعت أنه لا دليل على اغتصاب المعتقل في معسكر سدي تيمان الذي يزعم جيش الاحتلال انتماءه إلى حركة حماس أو إدخال شيء بالقوة في جسمه، وربما سبّب الأذى لنفسه.
وانتقد البروفيسور يورام كلوغر، أحد كبار الجراحين الإسرائيليين، في مقال نشره موقع “والاه” يوم 9 أغسطس/ آب، التقرير الطبي الذي أصدره رئيس قسم الجراحة في مستشفى هداسا ألون بيكارسكي، من دون معاينة الأسير الفلسطيني الذي اعتدى عليه الجنود.
ويتنافى التقرير الطبي المزيف مع التقارير الطبية الأولى التي أشارت إلى إدخال شيء في جسم الأسير، ما تطلب نقله للعلاج في أحد المستشفيات، ومع مقطع فيديو أظهر لحظة الاعتداء عليه من قبل الجنود.
كما يتنافى التقرير مع مختلف الشهادات لمعتقلين خرجوا من سدي تيمان ومحامين زاروه حول ظروف احتجاز الفلسطينيين، والانتهاكات بحقهم، وتكبيلهم معظم الوقت والاعتداءات المتكررة عليهم، ما قد يعني صعوبة وصولهم إلى أي شيء قد يسبّبونه من خلاله إيذاء أنفسهم. يضاف إلى ذلك استشهاد عدد منهم بسبب التعذيب.
وأوضح كلوغر أن الرأي الطبي يجب أن يعتمد على مستندات السجل الطبي، كلها، ونتائج التصوير ما وجدت، وتقارير التحاليل والنتائج المخبرية، “ويجب على مقدّم الرأي مراجعة موضوع جلسة المحكمة، وتلخيص النتائج، وبناء نموذج طبي متماسك وغير متحيّز، بناءً على النتائج السريرية وخبرته والأدبيات الطبية ذات الصلة”.
وأضاف كلوغر: “لم توجد أي من هذه العناصر في رأي البروفيسور بيكارسكي، ومن ثم لا يمكن للوثيقة التي وقّعها أن تشكل أي أساس جدي للمناقشة في المحكمة”، بل إن ضررها أكبر من نفعها”، منتقداً تداول الوثيقة على نطاق واسع، واستخدامها إعلامياً وسياسياً.
وكان عشرات النشطاء من اليمين المتطرف في إسرائيل قد اقتحموا قاعدة سديه تيمان العسكرية في 29 يوليو/ تموز الماضي، بعد وصول الشرطة العسكرية إلى الموقع لاعتقال 10 جنود احتياط، يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة بحق أسرى أمنيين فلسطينيين، محتجزين بمركز الاعتقال في القاعدة.
وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، أثار اعتقال الجنود المتهمين بالقضية موجهة مظاهرات غاضبة في صفوف اليمينيين الإسرائيليين الذين هاجموا قاعدة بيت ليد العسكرية حيث توجد المحكمة ويحتجز الجنود المتهمين. وقاد تلك التظاهرات جنود وعناصر ملثمون يحملون شعار الوحدة 100 وهي الوحدة المسؤولة عن حراسة المعتقلين في معسكر سديه تيمان.
“}]]