تقرير: اغتيال العاروري يضع نصر الله أمام مأزق صعب

 ​   

القدس/PNN- وضع اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمام “مأزق غير سهل”، وفق توصيف تقرير لموقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، نُشر اليوم الأربعاء.

ويتعلق هذا المأزق بحديث نصر الله عن الرد على الاغتيال، وفي الوقت ذاته علمه بطبيعة التداعيات التي ستنجم لو اندلعت حرب بينه وبين إسرائيل، وفق الموقع، الذي زعم أن أحد الاعتبارات التي يضعها نصر الله أمامه هو “ما إذا كانت حياة قادة حماس تساوي ما سيحل بلبنان من دمار”.

ولفت “واللا” إلى أن الهدف الأساسي لطهران من وجود “حزب الله” هو بقاء الميليشيا كجبهة أمامية على الحدود الشمالية لإسرائيل، تحسبًا لقيام تل أبيب بشن هجمات داخل إيران.

وذكر على لسان المحلل السياسي، بِن كَسبِيت، أن إسرائيل أخذت على عاتقها الانتقام من المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى)، وكل من شارك أو قام بدور مباشر أو غير مباشر فيه.

وشبَّه الموقع الخطة الانتقامية بحملة الاغتيالات التي نُفِّذَت في عهد غولدا مِئير، (رئيسة الحكومة الإسرائيلية من 1969 حتى 1974) تحت مسمى “غضب الرب”، عقب استهداف رياضيين إسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ 1972.

ولاحظ أن اغتيال العاروري تزامن مع موت رئيس الموساد الأسبق، تسيفي زامير، الذي تولى رئاسة الجهاز الاستخباري إبان عملية “غضب الرب”.

وبحسب تقديرات “واللا”، فإن حادثة الاغتيال ستتسبب في تجميد مفاوضات صفقة الأسرى “مؤقتًا”، ولكنها على المدى المتوسط لن تعد عائقًا أمام صفقة مستقبلية، “بل على العكس، يُمكن أن تتسبب في فقدان زعيم حماس يحيى السنوار للثقة بالنفس، ما يدفعه لإبداء مرونة بشأن صفقة مع إسرائيل”.

وشبَّه التقرير الوضع الراهن بـ “لعبة البوكر” التي تحتاج أعصابا فولاذية، وقال إن نصر الله “رفع وتيرة المواجهات تدريجيًا على الحدود منذ الحرب على غزة، دون أن يتخذ قرارًا بالانضمام، واكتفى بدعم محدود لحماس”.

وقال إن نصر الله “يجس نبض إسرائيل ويدفع بذلك دماءً كثيرة، ولكنه يحقق إنجازات حقيقية على مستوى الوعي وتسبب في شلل إقليم واسع شمالي إسرائيل”.

ووفق الموقع، فإن اغتيال العاروري يفرض تحديًا كبيرًا على نصر الله، في هذا التوقيت الحساس؛ إذ جاء في ظل الإعلان الأمريكي عن سحب حاملة الطائرات “جيرالد فورد”، وتقليص حجم القوات الأمريكية قبالة سواحل بيروت بشكل كبير؛ ما يعني تراجع الردع الإسرائيلي بالضرورة.

ومع ذلك، يعتقد الموقع أن نصر الله “يعلم أن أوراق اللعب بيديه ما زالت سيئة، وأن إسرائيل متأهبة، وقواتها الاحتياطية جاهزة في الشمال، وأن المستوطنين تم إجلاؤهم، فيما يوجه سلاح الجو الإسرائيلي غالبية قوته نحو الشمال”.

وأشار “واللا” إلى أن نصر الله يعلم أن هذه الحرب ليست حربه، ولكن الموقع قال مع ذلك، إنه من المنتظر أن يصل التصعيد القائم في الأيام القريبة إلى مرحلة حاسمة، قد تحول الحرب مع حماس إلى “حرب متعددة الجبهات”.

 

  

المحتوى ذو الصلة