تقرير: “الجيش الإسرائيلي بدأ يتقبل النتائج المحدودة للحرب”

 ​   

تل أبيب/PNN- يتبلور مؤخرا مقترح قطري ومصري وأميركي حول تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، ورغم أن الأخيرة لم تعلن موافقتها على هذه المقترحات حتى الآن، لكنها “تدل على أنه في الجانب الإسرائيلي بدأوا يتقبلون النتائج المحدودة للحرب”، بحسب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع.

وأضاف أنه بعد 100 يوم على الحرب على غزة، “يرفض البعض هذا الوصف للواقع، لكني أعتقد أن قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك الوضع جيدا. والسؤال هو كيف سيجسر نتنياهو ووزراؤه على الفجوة بين التوقعات غير المسؤولة التي وضعوها، وبين القرارات الصعبة الماثلة أمامهم”.

ووفقا لبرنياع، فإن مقترح تبادل الأسرى يشمل وقف إطلاق نار لثلاثة أشهر، يتم تنفيذه بالتدريج. وسيفرج خلاله عن جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل، وفي المرحلة الأولى سيُفرج عن مرضى وجرحى ومسنين.

في المقابل، حسب برنياع، سيتم تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين، بضمنهم أسرى من ذوي الأحكام الطويلة، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كبير جدا، عودة السكان إلى شمال القطاع، انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتشكيل مديرية بتمويل دولي من أجل إعادة إعمار القطاع، ومشاركة حماس في حكم القطاع في المستقبل.

وترددت شائعات نفتها قطر، جاء فيها أن المقترح القطري يشمل خروج قيادة حماس من قطاع غزة، وبينهم يحيى السنوار ومحمد ضيف. ويبدو أن هذه الشائعة روجتها إسرائيل، بحيث تكون مشابهة لخروج منظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة ياسر عرفات، من بيروت في العام 1982. “لكن غزة ليست بيروت والسنوار ليس عرفات. وهو لا يبحث الآن عن ملاذ في الشتات، وإنما يستعد لاحتفالات النصر في غزة”، وفقا لبرنياع.

وأشار برنياع إلى أن الظروف قد تتغير والمفاوضات قد تتفجر. وذلك لأنه “يوجد في المستويين السياسي والعسكري من يفضلون إزالة موضوع المخطوفين عن الأجندة. والادعاء هو أن المخطوفين يشكلون عقبة، والانشغال بهم سيعيق القوات في الميدان ويعزز قوة حماس. والأفضل تقبل مصيرهم والتقدم إلى الأمام”.

وأضاف أنه “يبرز هذا الموقف بشكل خاص في الوسط الحريدي القومي الخلاصي. وبالنسبة لقسم من ممثلي هذا الوسط، أحداث 7 أكتوبر لم تكن كارثة وإنما فرصة تاريخية، لأن تحتل إسرائيل غزة كلها، تطرد سكانها وتوطنها باليهود، وإذا فُتحت جبهة في الضفة، فسنطرد الفلسطينيين من هناك أيضا”.

ولفت إلى أن “أتباع هذا الوسط يبرزون في القوات القتالية في الجيش. وعندما أصدر العميد باراك حيرام، في 7 أكتوبر، أمرا لدبابة بقصف مبنى في كيبوتس بيئيري، وقُتل 12 رهينة تواجدوا فيه إلى جانب مخربي حماس. ورفض الجيش الإسرائيلي مطالب بتأجيل تعيين حيرام قائدا لفرقة غزة العسكرية إلى حين انتهاء التحقيق بشأن الأمر الذي أصدره”.

وأشار برنياع إلى أن “حيرام يسكن في مستوطنة تقواع. وفي هذه الحرب يواصل الجيش الإسرائيلي تفسير أخطاء كلفت حياة مواطنين وجنود بأنه ليس ثمة ما يمكن فعله، وأن هكذا هي الأمور في ساحة القتال”.

ورأى برنياع أنه “في أسوأ الأحوال لن يتم التوصل لصفقة، والجيش الإسرائيلي سيبقى عالقا في غزة، من دون خطة، مقابل قرابة مليوني مهجر ليس لديهم مكان يذهبون إليه، مقال عالم معادٍ وإدارة أميركية منهكة، مع مخطوفين لن ينجوا وسكان تم إجلاؤهم ولن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم، ومع اقتصاد في أزمة، ميزانية مفندة ومؤسسة سياسية تعرف كيف تهتم بنفسها فقط”.

 

  

المحتوى ذو الصلة