تقرير: الفلسطينيون يأملون بتطورها لوقف دائم لإطلاق النار.. إرتياح فلسطيني لتطبيق الهدنة في يومها الأول

 ​   

بيت لحم/ PNN/  نجيب فراج – غيرت الهدنة بين المقاومة والكيان الاسرائيلي التي بدء بتنفيذها عند الساعة السابعة من صباح اليوم والتي بموجبها يطلق سراح نحو 50 من الاسرى المدنيين الاسرائيليين من الاطفال والنساء مقابل نحو 150 اسير فلسطيني من الاطفال والنساء على مدى اربعة ايام قادمة، غيرت من شعور المواطنين الذين ظلوا يتابعون تطورات الحرب البربرية على مدار الـ48 يوما الماضية وما شاهدوه من جرائم وقتل ودمار لم يشاهدوه على مدى العقود الماضية. 

كان هذا اليوم وهو الاول من الهدنة مختلفا وقد شعر المواطنون بشكل عام بالارتياح بعد ان سكتت اصوات المدافع وهدير الطائرات القاتلة واعتبروا ان الهدنة هو انجاز فلسطيني خاصة وان الاهداف التي انطلقت الحرب من اجل تحقيقها فشلت اسرائيل فشلا ذريعا بتحقيقها فهي لم تنهي حركة حماس وكتائب القسام ولم تعيد اسراها بقوة القتل كما كان يقول مسؤوليها العسكريين والسياسيين. 

وبهذا الصدد قال عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية ورئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين السابق “ان الافراج عن الاسرى والاسيرات من الاطفال والنساء في المرحلة الاولى انجاز وطني تحقق رغما عن الكيان الاسرائيلي الذي كان يتبجح بانه سوف يعود باسراه من غزة بقوة السلاح، ولكن ما تم هو بشروط الضحية رغم كل اعمال القتل والتدمير بحرب الابادة الغير مسبوق، مع ملاحظة ان الحرب دائما لها اثمان ولا يمكن ان تتحرر الشعوب بدون الدم ونحن ندفع ضريبة الدم بمجازر لا يمكن عدها او وصفها منذ 75 سنة واليوم تختلف الظروف ونحن نشعر بالنصر والعزة وان اسرانا الذين ضحوا بكل ما يملكون لن يتركوا لوحدهم هذه المرة”. 

واكد قراقع في حديثه “الى ان الصفقة القادمة ستكون بتحرير كل الاسرى ذو الاحكام العالية حيث اصبح الامل بتحريرهم وتبييض السجون كبير جدا لان اسرائيل وعنجهيتها قد تحطمت حين الرضوخ لشروط المقاومة وصمود ابناء شعبنا، ويحق لنا ان نحتفل لان الاحتفال جزء من التحدي والمقاومة”. 

واعرب قراقع عن اعتقاده ان المعركة التي استمرت على مدى 48 يوما انها ستترك اثارا سياسية على كل المستويات الداخلية والخارجية ولذلك لا بد ان تتغير الكثير من الوقائع بما يتعلق بالانقسام البغيض الذي لا بد ان ينتهي وتتغير الظروف التي تعيشها منظمة التحرير وضرورة اصلاحها كونها المظلة التي تجمع كل الطيف السياسي الفلسطيني على ان لا يستبعد اي فصيل منها”. 

اما محمد الجعفري منسق فصائل منظمة التحرير في محافظة بيت لحم فقد اكد خلال حديثه عن ان الهدنة بمثابة انتصار لشعبنا رغم انها منقوصه ولكن لها دلالات كبيرة، لقد تعاظمت امالنا في تحقيق احلامنا واحلام اجدادنا بعد هذه الحرب وان ما كان مستحيلا اصبح واقعيا وهو الخلاص من الاحتلال وان هذا الخلاص يقترب رويدا رويدا وبالتالي يحق لنا ان نتفائل وان نتأكد ان الاحتلال الى زوال وهذا الزوال بات قريبا، مؤكدا ان ما قبل السابع من اكنوبر ليس ما بعده ولهذا فان الاثار سوف تكون كبيرة سواءا على صعيد انهاء الانقسام او على صعيد اتفاق اوسلو الذي تنكرت له اسرائيل وتنصلت منه او على صعيد منظمة التحرير وضرورة اصلاحها وهي اهداف كانت دائما تعتبر مطالب شعبية لا بد من تحقيقها. 

وقال الناشط يوسف الشرقاوي وهو لواء متقاعد ان سريان مفعول الهدنة انما هو تأكيد على ان اهداف العملية الاسرائيلية قد فشلت باستثناء هدف الانتقام وارتكاب اكبر قدر من المجازر في صفوف ابناء شعبنا من الاطفال والنساء والرجال المدنيين والحاق تدمير كبير في المباني والشوارع والمؤسسات والمساجد والكنائس، ان الترسانة العسكرية الهامة التي بنتها كتائب القسام انما جائت لتحقيق اهدافنا الوطنية مع ملاحظة ان الكيان الاسرائيلي لا يفهم غير لغة القوة وها هي اسرائيل يوجه لها ضربات ولطمات في العمق لتبرهن المقاومة ان شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البضاء وان مقاومته ستبقى بالمرصاد لافشال كل المؤامرات لتصفية قضيتنا الوطنية العادلة. 

واعتبر الكاتب والاسير المحرر صالح ابو لبن ان شعبنا بصموده ومقاومته حقق انتصار هاما وواضحا على الالة الحربية الاسرائيلية الفتاكة ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية، وان المقاومة قالت بوضوح بانها لن تترك اسرانا في السجون والذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل حرية الوطن وكرامة الشعب.

يجمع الفلسطينيون انه ورغم الجراح العميقة الا ان الانجاز كبير ويجب ان يبنى عليه وانهم ياملون ان تكون الهدنة متدحرجة وتكبر حتى يتم تحقيق كل امالنا وان يعود الاسرى كلهم الى البيوت وان يعود النازحون الى منازلهم لتكون بروفة لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى منازلهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها في عام النكبة.
 

  

المحتوى ذو الصلة