[[{“value”:”
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام
في خطوة تبدو نادرة في كيان الاحتلال أقدم مستوطنون وبرلمانيون متطرفون وجنود على اقتحام قاعدتين عسكريتين لمنع محاكمة شكلية لعدد من جنود الاحتلال ارتكبوا جريمة اغتصاب مخزية ضد معتقل في سجن سدي تيمان.
التطورات الدراماتيكية ظهرت أمس مع انعقاد محكمة عسكرية لاستجواب جنود متهمين بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني، حيث تدخل أنصار اليمين الصهيوني المتطرف لمنع مساءلة الجنود وسط تقديرات بأن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يقف وراء هذا التمرد.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المحكمة العسكرية التي كانت تستجوب جنودا متهمين بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني انتهت، في حين يستمر التوتر الأمني والعسكري غير المسبوق في محيط قاعدة بيت ليد مع استمرار محاولة المحتجين اقتحامها.
عصابات بن غفير تقتحم محكمة عسكرية
وسادت حالة من الفوضى داخل قاعدة بيت ليد وسط إسرائيل (فلسطين المحتلة)، منذ ساعات مساء الاثنين، عقب اقتحام عشرات المتظاهرين اليمينيين، يعتقد أنهم من عصابات بن غفير بينهم جنود ملثمون المحكمة العسكرية في بيت ليد، احتجاجا على اعتقال جنود متهمين باغتصاب وحشي لأسير من غزة.
ولم يُكشف عن الحكم الذي أصدرته المحكمة التي كانت تستجوب الجنود، في حين طوقت قوات من الجيش المكان وسط حالة شديدة من التوتر.
جريمة اغتصاب
وجاءت هذه التطورات بعد الإعلان أن الشرطة العسكرية الإسرائيلية أوقفت 9 من أصل 10 جنود متهمين بانتهاك جنسي (اغتصاب وحشي) لأحد المعتقلين الفلسطينيين.
وعلى خلفية ذلك، اندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة جنود الاحتياط المشتبه في تعذيبهم الأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف الجنود للتحقيق معهم.
استشهاد 48 أسير بالتعذيب
وقد كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية معطيات للجيش تُظهر أنه يُجري تحقيقات جنائية مع جنود في 48 حالة موت (قتل) لفلسطينيين، معظمهم أسرى اعتُقلوا من غزة وتوفي 36 منهم في معسكر سدي تيمان.
وسجن سدي تيمان عبارة عن بركسات من الأقفاص أقامها جيش الاحتلال بعد الحرب على غزة ويحتجز فهيا مئات المعتقلين من غزة ويعرضهم لأصناف مروعة من التعذيب منها الاغتصاب والتحرش الجنسي فضلا عن الشبح والضرب.
وفي أحدث التطورات والتصريحات، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش استدعى جنودا مكلفين بالاستعداد للقتال في غزة، وكذلك استدعى قوات من الضفة، وجنودا من إجازاتهم، من أجل الانتشار قرب معسكر بيت ليد
ومن داخل المعسكر، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش يساند جنوده النظاميين وقوات الاحتياط، وإنه وصل إلى بيت ليد للتأكد من عدم حدوث أمر خطير هناك، حسب قوله.
تواطؤ جنود وغطاء من وزراء التطرف
وأظهرت مقاطع فيديو مستوطنين ونواب كنيست متطرفين يقتحمون المعسكر بتواطؤ من جنود يحرسون المكان.
ووصف هاليفي محاولات اقتحام المعسكرات ممن وصفهم بمثيري الشغب بالتصرفات الخطيرة والمخالفة للقانون، وأنها فوضى تمس بالجيش وأمن الدولة والمجهود الحربي، حسب قوله.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هاليفي يجري تقييما أمنيا بشأن اقتحام معسكر بيت ليد مع قائد المنطقة بالشرطة وقادة آخرين.
وفي السياق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الفوضى سادت المكان إثر اقتحام نشطاء يمينيين المحكمة العسكرية في بيت ليد.
وبثت الإذاعة مقطع فيديو يظهر محتجين من اليمين وهم يقتحمون المحكمة العسكرية ويتدافعون بالأيدي مع عناصر الشرطة العسكرية، الذين لم يتمكنوا من منع عملية الاقتحام.
كما نشرت هيئة البث الإسرائيلية فيديو يظهر عشرات المحتجين وهم يحاولون اقتحام بوابة حديدية داخل مقر المحكمة، تقود إلى حيث يُحتجز الجنود المتهمون بالاعتداء الجنسي على فلسطيني من غزة.
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية بأن نحو 200 ناشط يميني اقتحموا مقر المحكمة العسكرية داخل قاعدة بيت ليد، حيث تم نقل جنود الاحتياط التسعة الذين تم احتجازهم أمس الاثنين لاستجوابهم بشبهة إساءة معاملة معتقل فلسطيني بشكل خطير في معتقل سدي تيمان (في النقب).
وأوضحت الصحيفة أن من بين المتظاهرين جنودا ملثمين ومسلحين، يحمل بعضهم شعار “القوة 100” على زيهم العسكري، وهي الوحدة المسؤولة عن حراسة المعتقلين في معسكر سدي تيمان.
وأشارت إلى أن عددا من أعضاء الكنيست من بينهم تالي غوتليف (الليكود)، ويتسحاق كرويزر (عوتسما يهوديت) كانوا بين المتظاهرين، كما شارك في الاقتحام عضو الكنيست ليمور سون هار مليخ من حزب عوتسما يهوديت.
مسلخ سدي تيمان
وخلال الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة في سجن سدي تيمان، الذي تحول إلى مسلخ وحشي للتعذيب.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن سدي تيمان سيئ السمعة، حيث يتعرض معتقلون فلسطينيون من غزة لتعذيب واعتداءات جنسية وإهمال طبي بطريقة ممنهجة، وتمنع إسرائيل زيارة أي وفود حقوقية للوقوف على أوضاعهم.
وتعليقا على تلك التطورات، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، “إننا اليوم لسنا على حافة الهاوية، بل نحن في الهاوية”، مشيرا إلى أن ما يجري يمثل خطرا وجوديا على إسرائيل، وإنه تم اليوم تجاوز جميع الخطوط الحمراء.
وبدوره، قال رئيس حزب العمل الإسرائيلي إن على الشرطة التدخل فهي ليست شرطة حزب فاشي، على رأسه وزير يدعم الانقلاب على القانون.
ورأى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يعرّض إسرائيل ومواطنيها وأمنها للخطر.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن هناك غضبا واسعا في أوساط الجيش الإسرائيلي تجاه قادة الشرطة لعدم وصولهم وتعاملهم مع المقتحمين.
في المقابل دافع وزراء ومسؤولون في حكومة اليمين الصهيونية عن هؤلاء الجنود المعتدين، ومن بينهم وزير الطاقة الإسرائيلي من حزب الليكود إيلي كوهين الذي قال في منشور على منصة إكس: “علينا جميعا أن نحتضنهم ونحييهم، وليس بالتأكيد أن نستجوبهم ونذلهم”.
أما وزير الأمن القومي من حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فقال في بيان إن “مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سدي تيمان ليس أقل من مخزٍ”، وفق تعبيراته.
وقال حزبه القوة اليهودية -في بيان- إن وزراء وأعضاء كنيست من كتلة حزب القوة اليهودية يتجهون الآن إلى سدي تيمان، مطالبين بوقف الاعتقال المشين لجنود الجيش الإسرائيلي هناك.
بدوره، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية من الليكود يولي أدلشتاين، عبر منصة إكس، “لن أستسلم لمشهد اليوم في قاعدة سدي تيمان، الوضع الذي تقوم فيه الشرطة العسكرية الملثمة بمداهمة قاعدة للجيش الإسرائيلي أمر غير مقبول، ولن أسمح بحدوث ذلك مجددا”.
“}]]