تهديد إيران لتل أبيب بـ”حرب إبادة” يشعل الكابينت الإسرائيلي

 ​   

تل أبيب/PNN- تزامن التهديد الإيراني بشن “حرب إبادة” ضد إسرائيل، لو ذهبت إلى خيار الحرب الشاملة على لبنان، مع تسريب تفاصيل حول انقسام داخل “الكابينت” الإسرائيلي بشأن تلك الحرب، بعد أن كان الانطباع السائد هو أن هناك إجماعا إسرائيليا عليها داخل المجلس.

وكانت البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة قد ذكرت، أمس الجمعة، عبر منصة (X) أنه “في حال وقوع هجوم إسرائيلي على لبنان، فإن هذا سيعني بداية حرب إبادة”.

انقسام حاد

واقتبست غالبية وسائل الإعلام العبرية السبت هذا التهديد، الذي ورد به تقدير إيراني بأن حديث إسرائيل عن هجوم واسع يعد “حربًا نفسية”؛ ما يعني أن لديها معلومات بأن مسألة الحرب الشاملة لا تحظى بإجماع داخل منظومة اتخاذ القرار في إسرائيل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن التهديد يأتي في وقت شهد فيه اجتماع المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي “الكابينت” بشأن ملف الحرب في الشمال، أزمة حادة وانقساما بين الوزراء.

وأكد وزير الجيش يوآف غالانت خلال الاجتماع، أمس الجمعة، أنه أبلغ الإدارة الأمريكية أن إسرائيل “لا تريد حربًا في الشمال، وتقبل بالوصول إلى تسوية مع حزب الله”.

إلا أن تصريح غالانت شكَّل مفاجئة بالنسبة لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي ردّ عليه بشكل حاد وقال إنه لا يمكن وقف التصعيد عبر توقيع اتفاق مع “حزب الله”، وأن الوضع الحالي يتعين أن يقود إلى حرب.

وذكر بن غفير أنه “من الواضح أن “الكابينت” لم يتعلم دروس 20 عامًا مضت من الاتفاقيات” وفق تعبيره.

نتنياهو مع الاتفاق

وسلّطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على هذا الانقسام الذي طفا على السطح للمرة الأولى بالتزامن مع التهديدات الإيرانية، وبيَّنت أن موقف غالانت يأتي في وقت أطلق فيه “حزب الله” عشرات القذائف و3 مسيرات إلى الجليل بالأمس.

وأردفت الصحيفة أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر قاطع النقاش الحاد بين غالانت وبن غفير، وقال موجهًا حديثه للأخير: “ولكن حتى ولو انتصرنا سنذهب إلى اتفاق، ألا تعتقد ذلك؟”، فأجاب بن غفير: “ننتصر، ووقتها لن يكون هناك من نوقع معه اتفاقا” بحسب قوله.

وفي هذه الأثناء تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إنه “لو وصلنا إلى اتفاق مبدئي يتيح إعادة المستوطنين إلى الشمال، وقتها يمكن توقيع اتفاق شامل”.

فعاد بن غفير للتعليق وقال: “الاتفاق مع “حزب الله” سيعيد 7 أكتوبر مرة أخرى (أي هجوم مماثل لهجوم “حماس” على المستوطنات) إننا لا نبرم اتفاقيات مع النازيين”، على حد وصفه.

سيد الموقف

وتوصيفا لحالة الانقسام داخل “الكابينت” نقلت الصحيفة عن موشي دافيدوفيتش، رئيس المجلس المحلي “ماتيه أشير” شمالي إسرائيل، أنه “في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جهودًا مضنية للوصول إلى اتفاق مع “حزب الله” يثبت نصر الله مجددًا أنه سيد الموقف”، وفق تعبيره، وذلك في رده على الهجوم الذي شنه “حزب الله”، أمس الجمعة.

ونبَّهت الصحيفة إلى تقديرات استخبارية أمريكية بأن كلّا من “حزب الله” وإسرائيل أعدا بالفعل خططًا قتالية تحسبًا للحرب، ويعملان على التزود بالمزيد من الأسلحة.

وقالت، إن مستوى الخطورة وإمكانية اندلاع حرب شاملة تزايد بشدة في الأسابيع الأخيرة، وذكَّرت بأن العديد من الدول أمرت مواطنيها بمغادرة لبنان خشية اندلاع حرب.

 

  

المحتوى ذو الصلة