[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
انسحب جيش الاحتلال بشكل كامل، فجر اليوم الاثنين، من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، بعد عملية اقتحام وحصار استمرت أسبوعين، تاركاً خلفه مئات الجثث داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به.
وتوجهت قوات الاحتلال جنوباً نحو معسكر لها تتمركز فيه الدبابات والجرافات، في المنطقة الواقعة بين حيي الشيخ عجلين وتل الهوى.
ونقل مراسل الجزيرة عن شهود عيان، أنّ الانسحاب كان مفاجئاً وتزامن مع إطلاق نار وقذائف دبابات صوب مبان سكنية في محيط المجمع الطبي.
وقد أظهرت مشاهد للجزيرة انتشار جثث متفحمة لشهداء في الشوارع والطرق المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، بينما أفادت مصادر طبية بالعثور على مئات من جثث الشهداء في المجمع والشوارع المحيطة به عقب انسحاب قوات الاحتلال.
وقالت المصادر إن قوات الاحتلال أحرقت مباني المجمع الطبي وتسببت في خروجه بالكامل من الخدمة، مؤكدة أن حجم الدمار في المجمع والمباني المحيطة كبير جداً.
وتوافد مئات الفلسطينيين لتفقد الدمار بمباني المجمع، وسارعت بعض العائلات لإخراج المصابين والمرضى المحاصرين داخل المستشفى.
وكان جيش الاحتلال طوال هذه الفترة يعرقل وصول الفرق الإغاثية وممثلي المنظمات الدولية إلى المنطقة للقيام بمهام إنسانية أو عمليات إجلاء، مما أدى إلى أزمة إنسانية وصحية في محيط المجمع.
وقبل ساعات من انسحاب قوات الاحتلال، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، جيش الاحتلال إلى فتح ممر إنساني إلى المجمع وتسهيل الوصول إليه بشكل عاجل حتى تتمكن المنظمة وشركاؤها من إجلاء المرضى وإنقاذهم.
وأكّد غيبريسوس أنّ 21 مريضا لقوا حتفهم منذ بدء حصار مجمع الشفاء في 18 مارس/آذار الجاري.
وأضاف أنّ هناك 107 مرضى في مبنى غير ملائم داخل المجمع يفتقرون إلى الرعاية الطبية والإمدادات اللازمة، منهم 4 أطفال و28 مريضاً في حالة حرجة.
وأوضح أنّ بعض المرضى أصيبوا بالتهاب الجروح، خاصة في ظل شح المياه لتنظيفها، كما لا توجد حفاضات أو أكياس بول.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية أنه منذ السبت لم تتبق سوى زجاجة مياه واحدة لكل 15 شخصا، كما انتشرت الأمراض المعدية بسبب الظروف غير الصحية ونقص المياه.
ويأتي الانسحاب جيش الاحتلال بعد هجوم وحشي على المجمع ومحيطه لمدة أسبوعين أدى إلى استشهاد وجرح واعتقال مئات الفلسطينيين.
“}]]