[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
دونا عن أطفال العالم يواجه أطفال غزة ظروفاً عصيبة وغاية في القسوة، فرضتها حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهراً.
ولطالما كان الأطفال في غزة هدفاً رئيسياً لآلة الإجرام الصهيونية، منذ بدء الإبادة الجماعية حيث بلغ عدد الأطفال الشهداء 18 ألف طفل، في حين أن 17 ألف طفل فقدوا والديهم.
الطفلة براءة لبد (10 أعوام) تبكي في حديث لمراسلنا وتقول إن الاحتلال قتل والدها الدكتور عبد المنعم لبد في ضربة استهدفت المنزل في مدينة غزة في شهر نوفمبر.
تضيف أنه وإضافة لارتقاء والدها، ألقت حرب الإبادة عليها أعباء كبيرة، منها تعبئة المياه بشكل يومي.
تتابع أنها تعبت من هذا الأمر، تقول: “بدل أن أكون على مقاعد الدراسة، أقف يومياً في طابور لتعبئة المياه”.
تشير إلى أن الاحتلال يحاول قتل الإرادة والطفولة، لكن سيفشلون.
تقول: أنا أحمل يومياً قالون المياه عدة مرات، القالون أثقل مني.
الأعباء الملقاة على براءة لا تقف هنا، فمطلوب منها البحث عن مصادر الطاقة، لشحن هاتف والدتها، وبطارية المنزل الخاصة بالإضاءة.
الطفل محمد الحسن ( 8 أعوام) وهو نازح من مدينة رفح إلى مواصي خان يونس، يمشي يومياً أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات، لتعبئة قالون المياه تحت أشعة الشمس الحارقة.
يقول لمراسلنا: بطلت أقدر أمشي على رجليا من التعب، انهلكنا. يتمنى الحسن أن تقف الحرب ويعود إلى منزله، وحياته.
هوايته الخاصة هي لعب كرة القدم، والرسم، إلا أن الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقه أنسته هذه الهوايات.
“أطفال العالم بناموا مبسوطين، وفي فراشهم، وفي أمان، ونحن بنام في خوف وألم وقلق”، ويوجه رسالة للعالم: “أوقفوا الحرب فوراً”.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا تقول إن أطفال غزة يحملون أوزانا أثقل من أوزانهم، ويقضون ٨ ساعات يومياً في قضاء الحاجات اليومية.
الدكتور عز الدين الزقزوق – طبيب في عيادة تابعة للاونروا- إن هذه الأعباء الملقاة على عاتق الاطفال لها تأثيرات سلبية مستقبلاً.
وأضاف في حديث لمراسلنا أن الآثار قد تكون جسدية، أو نفسية منها إمكانية الإصابة بالفتق وأمراض العمود الفقري نتيجة الحمل الثقيل.
كما قد يصاب الأطفال بتأثيرات التعرض لأشعة الشمس الحارقة، والأمراض الناجمة عن انعدام المنظفات وشح المياه مثل الكبد الوبائي، والأمراض الجلدية.
وطالما دعت اليونسيف إلى تجنيب الأطفال في قطاع غزة ويلات الحرب، إلا أن هذه الدعوات لم تجد آذانا صاغية، فالاحتلال يواصل قتلهم وتهجيرهم وحرمانهم من ذويهم.
وعلى شاطئ بحر مدينة دير البلح، يجلس الطفل فادي العبادلة (9 سنوات) على بسطة لبيع الحاجيات، يقول لمراسلنا إن والده ارتقى في بداية الحرب أثناء حزام ناري نفذته الطائرات الحربية في منطقة الكتيبة، ووجد نفسه مسؤولا عن أمه وشقيقه الأصغر منه، وبات مطلوباً منه العمل لإعالتهم في ظل ظروف الحرب العصيبة.
يتابع في حديثه لمراسلنا أنه يتمنى وقف الحرب، والعودة إلى المدرسة وإكمال تعليمه وأن يصبح مهندساً كما كان يعد والده الشهيد.
وأكدت اليونيسف في تقرير لها نهاية شهر تموز الماضي إنّ تصاعد الحرب في قطاع غزة أدت إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يستشهد الأطفال بمعدل مقلق.
وأشارت إلى أن التقارير تفيد باستشهاد أكثر من 14 ألف طفل، وفقاً لأحدث تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، وإصابة آلاف آخرين. ويُقدّر أن 1.9 مليون شخص — حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة — هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال. ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء. هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم.
ولفتت في وصف معاناة الأطفال في غزة إلى أنّ العديد منهم نزحوا عدة مرات، وفقدوا منازلهم وأولياء أمورهم وأحباءهم. إنهم بحاجة إلى الحماية، إلى جانب الخدمات المتبقية التي يعتمدون عليها، بما في ذلك المرافق الطبية والمأوى.
“}]]