حمدان: ندق ناقوس الخطر.. شعبنا في غزة يواجه الموت بحرب تجويعٍ معلنة  

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، اليوم الجمعة، في مؤتمره الصحفي من العاصمة اللبنانية بيروت: 140 يوماً، ولا يزال الاحتلال النازي يواصل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ويمارس كل صنوف التجويع والتعطيش والمجازر والمذابح المروّعة ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، في ظل تقاعس وتخاذل وصمت دولي مريب، دون أن يمنع استمرار هذه الإبادة الجماعية، أو يوقف الإجرام الصهيوني الذي دمّر كل مقوّمات الحياة الإنسانية في القطاع.

وأضاف حمدان: إنَّ كل المشاركين والداعمين لهذه الحرب العدوانية التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً، في وحشيتها وساديتها وتدميرها للحياة الإنسانية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً؛ يتحملون كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبونها يومياً ضد أبناء شعبنا.

#مباشر صحافي للقيادي في #حركة حماس #اسامة حمدان حول المستجدات في غزة https://t.co/RpDfU2GupQ

— برامج سياسية (@ProgTvM) February 23, 2024

وشدد بالقول: ستبقى هذه الحرب الهمجية وصمة عار تُلَطِّخ وجه كل المشاركين والمتقاعسين والمتخاذلين، ولن يكونوا بمعزل عن المحاسبة والمعاقبة، مهما طال الزمن.

وأضاف  حمدان: نتوجّه بكل معاني الفخر والاعتزاز إلى شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، بكل أطيافه ومكوّناته وشرائحه، الذين يسطّرون بصمودهم وثباتهم وصبرهم المتعالي عن الجراح والآلام، وتضحيَّاتهم الجسام، أروع ملحمة أسطورية في تاريخ شعبنا النضالي، وهم يرسمون يومياً بدمائهم الزكية وجراحهم الطاهرة وصبرهم ورباطهم، عنوانَ الخلاص القريب والتحرر من الاحتلال، بإذن الله.

وبعث بـ “تحية الاعتزاز والفخر إلى أولئك الرّجال الرّجال الأبطال الأشداء أولي البأس الشديد؛ من كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة، وكل أبطال المقاومة الفلسطينية، وهم يذودون بكل إيمان وتصميم وإرادة وعزيمة لن تلين، عن أرض فلسطين وقدسها وأسراها ومسراها، ويواصلون مسيرة طوفان الأقصى بحكمة وقوّة واقتدار، ويثخنون في جنود وضباط جيش العدو، ويزداد كل يوم تصميمهم على دحر الاحتلال النازي عن أرضنا، بإذن الله وقوّته وتأييده.”

وقال حمدان: تتواصل حرب التجويع المُعلَنة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وخاصّة في محافظة شمال القطاع، الذي لا يجد أهله ما يسدّون به رمَق أطفالهم، ووصل بهم الحال إلى استخدام أعلاف الحيوانات – إن وُجِدَت – لطحنها وخَبزِها.

كما أكد أنها حرب تجويعٍ مُعلَنة، وعلى العالم أن يتذكر دائماً أن هذه الحرب بدأت بقرار واضحٍ صادر عن  رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الصهيوني غالانت، عندما قرر يوم التاسع من أكتوبر الماضي بالصوت والصورة، مَنعَ دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حربٍ صارخة، لم يُحرِّك العالم ساكناً لإنهائها، حتى بعد أن اعتبرت محكمة العدل الدولية، هذا القرار، مؤشِّراً على ارتكاب جيش الاحتلال لإبادة جماعية في القطاع.

وقال حمدان: إننا ندق ناقوس الخطر.. فشعبنا يواجه الموت جوعاً من خلال جريمة الاحتلال بتجويعه بقصد القتل، التي أوصلت الأمور الى الحد الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا.

ولفت إلى أنّه في الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا أن يُهرَع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى اتخاذ خطوات فورية لإمداده بالمساعدات والإغاثة اللازمة، ورفع الحصار عنه، ووقف المجزرة المرتَكبة ضدّه؛ نُفاجَأ بقرار برنامج الغذاء العالمي، تعليق تسليم المساعدات الغذائية لمحافَظَتَي غزة والشمال، بعد ثلاثة أيامٍ فقط من محاولات إدخال كمّياتها الشحيحة جداً، في تعميقٍ للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون.

ودعا برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية بما فيها الأونروا، إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمّد فرضها، والإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة فوراً، والقيام بخطوات فعالة وجادة، لإغاثة شعبنا ومواجهة خطر المجاعة الآخذِ بالتوسُّع، التزاماً بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية.

وأضاف حمدان: ليعلم عدونا أن النفوس تغلي.. والغضب آتٍ .. والانفجار قادم رداً على أية قيود على دخول المسلمين للمسجد الأقصى في شهر رمضان.

وقال حمدان: إننا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، وتصعيد مواجهة الاحتلال في كل مكان، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، حمايةً له من دنس المستوطنين الغاصبين، ولإفشال كافة المخططات الفاشية التي تستهدف الحرم القدسي والمدينة المقدّسة، وليعلم هذا العدو الصهيوني المجرم، أنَّ المساس بالمسجد الأقصى، أو حرية العبادة فيه أو الوصول إليه، لا ولن يمرّ دون محاسبة، مهما كانت الأثمان والتضحيات.

وجدد النداء لأمتنا أن الدفاع عن الأقصى المبارك هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها، ودفاع عن البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف وعن كل المقدسات وعن البلاد العربية والإسلامية ، وإن التردد في الدفاع عن الأقصى، أو في دفع الأثمان والتضحيات في سبيل ذلك، لن يكون قادراً أو مبادراً في الدفاع عن كرامة المسلمين وبلادهم  ومقدساتهم.

ولفت حمدان إلى إن حكومة نتنياهو الإرهابية، التي ترى في إطالة زمن الحرب، هدفاً أساسياً، للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان؛ لا زالت تتبنى موقفاً متعنّتاً من المطالب العادلة التي تقدّمت بها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها وقف العدوان وعودة النازحين وإيوائهم، ورفع الحصار لإعمار ما دمره العدوان الصهيوني.

وقال حمدان: لقد تعاملت الحركة بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، وانطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة،وإنهاء معاناتهم الإنسانية، التي سببتها آلة القتل والدمار الصهيونية، وحرية حركة شعبنا وعودتهم إلى بيوتهم ومناطقهم في شمال القطاع، وفي كل مناطقه، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار.

وشدد على أنّ مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق، ونتنياهو يماطل ويراوغ ويهدف إلى تعطيل التوصل لاتفاق، ولا يهمه الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، بل هي ورقة يستخدمها لتحقيق أهدافه.

ولفت إلى أنّ نتنياهو يُحَمِّل وفده أي مفاوضات قادمة بأربعة لاءات: لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية.

وأكد إن أهداف بنيامين نتن ياهو الخاصة والشخصية ومن يقف خلفه مجموعة المستوطنين المتطرفين الذين يشكّلون عماد حكومته الفاشية تصادم جميع المبادرات والمواقف المطروحة، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي والدول المعنية، تشخيصاً سليماً للموقف الحالي.

وقال حمدان: إن إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، دون مبالاة حتى بمقتل المزيد من الأسرى لدى المقاومة، تحت القصف الهمجي الصهيوني، لن توقفها مجرد أفكار ومبادرات، بل يستدعى مواقف حازمة وإجراءات عملية لإنهاء العدوان، والاستجابة لحقوق شعبنا وصولاً لإنهاء الاحتلال.

وأضاف بالقول: لقد بات واضحاً أن النصر الذي  يُمَنِّي نتنياهو  نفسه وجمهوره به.. هو وهم وسراب  ..وأضغاث أحلام، وإن نتنياهو يكذب على الجميع ويخدع أهالي الأسرى بزعمه إمكانية تحريرهم بالقوة، وهو يعلم أن هذا أمل إبليس في الجنة.

وقال حمدان نؤكد من جديد، أن ما فشل هذا الجيش الفاشي في تحقيقه من أهداف، سواء القضاء على المقاومة، أو استعادة أسراه في غزة بالقوة؛ لن ينجح في تحقيقه في أي مرحلة من مراحل هذه الحرب الهمجية، وأن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، مستمرة في التصدي للعدوان، حتى كسره ودحره عن أرضنا وشعبنا.

في تقرير صادر عن خبراء في حقوق الإنسان، أصدره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أكد تعرض النساء والفتيات الفلسطينيات للاعتداء من قبل جيش الاحتلال بشكل منهجي منذ بدء العدوان الصهيوني على أهلنا وشعبنا في السابع من أكتوبر في غزة والضفة المحتلتين.

وتابع بالقول: أشار التقرير إلى سلسلة طويلة من هذه الاعتداءات والانتهاكات مثل: الإعدام تعسفاً مع أفراد أسرهن وأطفالهن، القتل رغم رفع رايات بيضاء، والاعتقال التعسفي وتعريض النساء لمعاملة لا إنسانية، والاعتداء الجنسي كالتجريد من الملابس والتفتيش من ضباط جيش الاحتلال الذكور.

وأكد التقرير حدوث حالات اغتصاب وتهديد بالاغتصاب، وتصوير المعتقلات في ظروف مهينة من قبل الجيش الصهيوني ونشرها على الإنترنت، وخطف الأطفال والنساء من قبل جيش الاحتلال (خطف طفلة رضيعة) ونقلها قسراً إلى داخل الكيان، وفصل الأطفال عن والديهم ولا يزال مكان وجودهم مجهولاً.

ودعا حمدان لتحقيق دولي مستقل ونزيه وسريع وشامل في هذه الجرائم الخطيرة وفق القانون الجنائي الدولي، ومقاضاة الكيان الصهيوني، وقيادته وفق القانون الجنائي الدولي، بموجب نظام روما الأساسي.

وقال حمدان: نتوجه للعالم الذي صرخ عالياً حول أكاذيب ادعاها نتنياهو، ورددها ببغائيه بايدن، وبلينكن حول اغتصاب نساء اسرائيليات يوم السابع من أكتوبر، فأين هذه الأصوات؟ وأين هذه المؤسسات؟ أم أن الاعتداء على الفلسطينيات لا يعني لهم شيئاً. أم أنهم لا يلتفتون لتقرير صادر عن مؤسسة دولية تابعة للأمم المتحدة، ويكتفون بالهرولة وراء دعاية سوداء كاذبة صادرة عن نتنياهو، والكيان الصهيوني.

ولفت إلى أنّ استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لتعطيل قرار مجلس الأمن يؤكد حالة الشراكة الكاملة للولايات المتحدة وإدارة الرئيس بايدن، في حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الإرهابي، ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، والدعم المطلق، لكافة الجرائم والمجازر والانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية، عبر عرقلتها لأي محاولة لوقف العدوان، ما يشكِّل ضوءً أخضر أمريكي واضح، للعدو الصهيوني للاستمرار في جرائمه.

وشدد حمدان على إنَّ حرب التجويع القائمة، والمجازر المستمرة، والتدمير المنهجي لكافة مقوّمات الحياة في قطاع غزة، لم تكن لتستمر، لولا دعم هذه الإدارة المجرمة، الملطّخة أيديها بدماء أبنائنا من أطفال ونساء وشيوخ، والمسؤولة مسؤولية كاملة، عن دمائهم البريئة، النازفة بفعل آلة حربية مموّلة بالكامل من واشنطن، إضافة إلى شراكة ميدانية مباشرة ومعلنة.

وقال حمدان: نثمّن المواقف الواضحة والمُنحازة لقيم الإنسانية للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والذي أكّد أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وأن ما يفعله جيش الاحتلال الصهيوني اليوم في غزة هو نفس ما فعله هتلر النازي باليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

واستهجن الحملة الصهيونية المسعورة على الرئيس دا سيلفا، فإننا نحيّي المواقف المشرّفة لرؤساء فنزويلا وبوليفيا وكوبا وكولومبيا، الذين عبّروا عن دعمهم لموقف الرئيس البرازيلي، وأكّدوا أن ما يجري في قطاع غزة هو إبادة جماعية على الطريقة النازية، وإننا نطالب دول العالم كافة، بالعمل على تعرية هذا الاحتلال الوحشي، وفضحه ومقاطعته، ودعم مقاومة شعبنا الفلسطيني ونضاله لاسترداد حريته.

كما ثمّن مواقف الدول المشاركة في جلسات الاستماع العلنية التي تعقدها محكمة العدل الدولية، حول التبعات القانونية لسياسات الاحتلال في الأرض الفلسطينية، والتي أكّدت الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي الذي يمارسه كيان الاحتلال الإرهابي، بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة. 

وقال حمدان: إنّنا نثمّن الموقف الذي عبّرت عنه جمهورية الصين الشعبية، وتأكيدها على قانونية سعيِ الشعوب المحتلة إلى تقرير مصيرها، بمختلف الوسائل بما فيها المقاومة المسلحة، وضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والنضال المسلّح الذي يمارسه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني. 

ودعا حمدان الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى مواصلة حراكهم الجماهيري لإدانة الاحتلال، والضغط لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، وتأييد ودعم حق شعبنا في التحرير وتقرير المصير.

كما دعا أمتنا قادة وشعوباً وكل الأحرار في العالم، إلى حشد كل الطاقات والتحرّك الجاد لنصرة القدس والأقصى، ووقف العدوان على قطاع غزَّة، وإغاثة أهلنا في قطاع غزَّة. 

وختم حمدان المؤتمر الصحفي بالقول:  نترحّم على قوافل شهداء شعبنا وأمتنا، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة للأسرى، والنصر المبين لشعبنا ومقاومتنا، وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة